البحث
المسألة الخامسة: العلم بالسنة يوفر الوقت ويختصر الجهد.
فأي خطيب عادته إطالة الخطبة فاعلم أنه غير فقيه في الخطابة مهما كانت قوة خطبه وتأثيرها الحماسي المؤقت، أما التأثير التربوي طويل الأجل فهي عنه بمعزل.
إن بعض الخطباء يظن الخطبة قناة تلفزيونية أو جريدة أو مجلة أو دار نشر، حتى إن بعض الخطباء لما ختم خطبته قال: هذا ما تيسر جمعه في هذه العجالة؛ وقد زادت خطبته عن نصف الساعة، فالخطيب أو الواعظ حينما يتكلم مدة عشرين أو ثلاثين دقيقة ماهدفه؟ هل هدفه أن يعمل الناس بما يقول؟ فكيف سيحفظ المستمعون كل ما قال؟ إن إيجاز الخطبة يوجد الحب للخطيب أو الواعظ وبالتالي الانتفاع بما يقول، وبهذا لا نحتاج إلى شخص موهوب يجمع بين التطويل والتشويق حين يخطب أو يعظ، فالخطب والمواعظ العلمية التربوية تختلف تماما عن الخطب الأدبية والترفيهية، والكلام الكثير مع السرعة ينسي بعضه بعضا والذي يحصل أن المستمع يشرد ذهنه؛ خاصة إذا كان التطويل عادة لذلك الخطيب أو الواعظ أو كان موضوع الخطبة علميا دقيقا، أما إذا حولنا الخطبة إلى قصص وحكايات وترفيه ومسرح للأحداث فصحيح أنه سيوجد التركيز وشد الذهن والاهتمام لكن بهذه الطريقة نكون قد جارينا الناس بما تهوى أنفسهم ويقل نفعه لهم مع مخالفة السنة في التطويل، التطويل يصلح ويحسن في بعض الأحيان وحين تكون المناسبة ملحة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم شئ من ذلك أما أن يكون التطويل هو الأصل ، والإيجاز غير ممكن لأنه دليل على العي والقصور فهنا انتكاس في المفاهيم وجهل واضح بالسنة.
-----------------
1- مسند أحمد 1-440 ، صحيح مسلم 2-594 ، صحيح ابن خزيمة 2-142