البحث
دلائل نبوته الجزء الرابع
النوع الثامن من دلائل نبوته ﷺ شهادة بعض الحيوانات له بذلك ، وتوقير بعض الحيوانات والجمادات له ﷺ ،
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ مِنْ شَائِهِ ، فَجَاءَ الرَّاعِي يَسْعَى فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ ، فَقَالَ لِلرَّاعِي: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ قَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ لِلذِّئْبِ ، وَالذِّئْبُ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ ، يُكَلِّمُنِي بِكَلامِ الإِنْسِ. قَالَ الذِّئْبُ لِلرَّاعِي: أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا؟ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ [1]، يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ، فَسَاقَ الرَّاعِي شَاءَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَزَوَاهَا [2] فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ لَهُ مَا قَالَ الذِّئْبُ [3]، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لِلرَّاعِي: "قُمْ فَأَخْبِرْ" ، فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ ، وَقَالَ ﷺ : "صَدَقَ الرَّاعِي ، أَلا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلامُ السِّبَاعِ الإِنسَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنسَ ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَعَذَبَةَ سَوْطِهِ ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِحَدِيثِ أَهْلِهِ بَعْدَهُ" [4].
وعن أنس بن مالك قال:
كان أهل بيت من الأنصار لهم جـمل يَسْـنون [5] عليه ، وان الجمل استصعب عليهم فمنعهم ظهره ، وإن الأنصار جاؤوا إلى رسول الله ﷺ فقالوا: إنه كان لنا جمل نسْـني عليه ، وإنه استصعب علينا ومنعنا ظهره ، وقد عطش الزرع والنخل. فقال رسول الله ﷺ لأصحابه: (قوموا) ، فقاموا ، فدخل الحائط [6]، والجمل في ناحيته ، فمشى النبي ﷺ نحوه ، فقالت الأنصار: يا نبي الله ، إنه قد صار مثل الكلْبِ الكَـلِب [7]، وإنا نخاف عليك صولته ، فقال: (ليس عليَّ منه بأس) ، فلما نظر الجمل إلى رسول الله ﷺ أقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه ، فأخذ رسول الله ﷺ بناصيته أذل ما كانت قط ، حتى أدخله في العمل [8].
وعن عبد الله بن قُـرْط رضي الله عنه أنه قُـرِّب إلى رسول الله ﷺ يوم النحر خمس بَــــدَنات [9] أو ست ينحرهن ، فطفِقْن يزدلِفن [10] إليه ، أيَّــــتُهُنَّ يبدأ بها [11].
وعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ : إني لأعرف حجرا بمكة كان يُسَلم علي قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن [12].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي ﷺ صَعَدَ إلى أُحُدٍ ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله وقال: أُثبت أُحُد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان[13].
ومن ذلك أيضا حنين جذع نخلة كانت في المسجد إليه ، فقد كان النبي ﷺ يخطُب يوما إلى جذع نخلة في المسجد ، فصنعوا له منبرا ، فلما كانت الجمعة قعد إليه النبي ﷺ ، فبكى الجذعُ حتى سمعوا له صوتا مثل صوت العِـشار [14] ، حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه وضمَّهُ فسكت [15].
النوع التاسع من دلائل نبوته إخباره عن أمور مستقبلية تحصل تبعا مع مرور الزمن ، فحصلت كما أخبر ، فمن هذا إيماؤه إلى خلافة أبي بكر رضي الله عنه[16].
وإخباره عن مجيء أويس القرني من اليمن ، وأن له والدة هو بها بار ، وأن به بياض بقدر موضع درهم أو دينار ، لو أقسم على الله لأبره ، فأتى إلى المدينة كما أخبر ، ولقيه عمر رضي الله عنه[17].
وإخباره عن استقامة القرون الثلاثة ، فحصل الأمر كما أخبر ، فكانوا خير القرون التي مرت عليها الأمة الإسلامية ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: خير الناس قرني ، ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم [18].
ومنها إخباره بفتح اليمن والشام والعراق ، فوقع الأمر كما أخبر [19].
ومنها إخباره بفتح مصر [20].
ومنها إيماؤه إلى انتصار الروم على فارس ، فوقع الأمر كما أخبر ، وذلك قوله تعالى )غلبت الروم * في أدنى الأرض * وهم من بعد غلبهم سيغلبون * في بضع سنين( ، والبِضع هي ما دون العشر في العدد ، فغُلبوا قبل تمام المدة [21].
ومنها إخباره بفتح خيبر على يد علي بن أبي طالب رضي الله عنه [22].
ومنها إخباره بمقتل عثمان رضي الله عنه مظلوما[23].
ومنها إخباره بمقتل عمار بن ياسر رضي الله عنه مظلوما[24].
ومنها إخباره بأن ابنته فاطمة أول الناس لحوقا به من أهل بيته بعد وفاته[25].
ومنها إخباره بأن أول زوجاته لحوقا به بعد وفاته زينب رضي الله عنها[26].
ومنها إخباره بإخراج اليهود من خيبر ، فوقع الأمر كما أخبر في خلافة عمر رضي الله عنه[27].
ومنها إخباره أن بعض أمته سيركبون البحر غزاة ، وأن أم حرام منهم ، فكان الأمر كذلك في خلافة عثمان رضي الله عنه[28].
ومنها إخباره بفتح فارِس[29].
ومنها إخباره بهلاك كسرى وقيصر ، وإنفاق كنوزهما في سبيل الله[30].
ومنها إشارته ﷺ لوقوع بعض الفتن بالمدينة[31] ، فوقعت كما أخبر ، فأولها مـقتل عمر ثم عثمان ثم وقعة الحرة في زمن يزيد بن معاوية.
ومن دلائل نبوته إخباره ﷺ بأن الطاعون لا يدخل المدينة ، فوقع الأمر كما أخبر ، فلم يدخلها قط[32].
ومنها إخباره عن تفرق الأمة من بعده على فرق كثيرة ، فوقع الأمر كما أخبر[33].
ومنها إخباره بأن أناسا من أمته سيكذبون بالقدر ، فوقع الأمر كما أخبر ، فظهر أناس يدعون أن الله لا يعلم الشيء إلا بعد وقوعه ، تعالى الله عن ذلك[34].
ومنها إخباره عن الفِرقة التي تسمي نفسها بالقرآنيين ، وهم الذين يدَّعون الإيمان بالقرآن ويكفرون بالسنة ولا يؤمنون بها ، فوقع الأمر كما أخبر ، وهم موجودون الآن ، أراح الله العباد والبلاد من شرهم [35].
ومنها إخباره ﷺ بأن بعض أمته سيتشبه باليهود والنصارى ، فوقع الأمر كما أخبر[36].
ومن دلائل نبوته إخباره أنه سيأتي على أمته زمان لا يبالي المرء فيه من أين أخذ ماله من حلال أو من حرام[37] ، فوقع الأمر كما أخبر ، كما هو الحال في زماننا.
ومن دلائلها أيضا إخباره بظهور الخوارج ،
وكان أول أمرهم لما أتى علي رضي الله عنه بمال من اليمن ، فقسمه النبي ﷺ بين أربعة نفر ، فقام رجل غائر العينين ، مُشرِفُ الوجنتين ، ناتئُ الجبين ، كثُّ اللحية[38] ، محلوق الرأس ، مُشمِّر الإزار ، فقال: يا رسول الله ، اتَّقِ الله! فقال له رسول الله ﷺ : ويلك ، أولست أحق أهل الأرض أن يتق الله؟! ثم لما ولى الرجل قال النبي ﷺ : إنه يخرج من ضِئضىء [39]هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية. إلى أن قال: آيتهم رجل أسود إحدى عَضُديه[40] مثل ثدي المرأة ، أو مثل البُضعة[41] تدَردَر [42]، ويخرجون على حين فرقة من الناس.
قال أبو سعيد: فأشهد أني سمعت هذا الحديث من رسول الله ﷺ ، وأشهد أن علي بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتُـمِس فأُتي به ، حتى نظرت إليه على نعتِ النبي ﷺ الذي نَــعَــتَــهُ[43].
وفي رواية مسلم في وصفهم: يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان[44].
ومن الأمور الغيبية التي أخبر النبي ﷺ بوقوعها في المستقبل أن أقواما من أمته سيستحلون الحِـرَ والحرير والخمر والمعازف ، فوقع الأمر كما أخبر[45].
[47]ومن دلائل نبوته إخباره عن بعض أشراط الساعة الصغرى ، فظهر بعضها كما أخبر ، ومن ذلك قبض العلم[46] ، وكثرة الزلازل ، وتقارب الزمان ، وظهور الفتن ، وكثرة القتل ، وكثرة المال ، وفُشُو الجهل ، وشرب الخمر ، والزنا[48] ، ويكثر النساء ، ويقِلُّ الرجال [49]، وإخباره ﷺ أن المسلمين سيقاتلون قوما ينتعلون نِعال الشَّعر ، قال الحافظ في «الفتح»: وَقَدْ وَقَعَ لِلْإِسْمَاعِيلِي مِنْ طَرِيقِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ: بَلَغَنِي أَنَّ أَصْحَابَ «بَابَك» كَانَتْ نِعَالُهمْ الشَّعْر[50].
قُلْت: «بَابَك» مِنْ طَائِفَةٍ مِنْ الزَّنَادِقَةِ ، اِسْتَبَاحُوا الْمُحَرَّمَات ، وَقَامَتْ لَهُمْ شَوْكَة كَبِيرَة فِي أَيَّام الْمَأْمُون ، وَغَلَبُوا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ بِلَادِ الْعَجَمِ كَطَبَرِسْتَان وَالرَّيْ ، إِلَى أَنْ قُتِلَ «بَابَك» الْمَذْكُورُ فِي أَيَّام الْمُعْتَصِم ، وَكَانَ خُرُوجُه فِي سَنَة إِحْدَى وَمِائَتَيْنِ أَوْ قَبْلَهَا ، وَقَتْلُهُ فِي سَنَة اِثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ. انتهى كلامه.
[52]ومما ذكره النبي ﷺ في أشراط الساعة الصغرى إخباره ﷺ أن المسلمين سيقاتلون الترك ، وقد جاء وصفهم بأن وجوهـهم كالمِجان الـمُطرقة [51]، صِغار الأعين ، حُمر الوجوه ، ذُلف الأنوف[53].
قال النووي رحمه الله: وهذه كلها معجزات لرسول الله ﷺ ، فقد وُجد قتال هؤلاء الترك بجميع صفاتهم التي ذكرها ﷺ ، صغار الأعين ، حُمر الوجوه ، ذلف الأنوف ، عِـراض الوجوه ، كأن وجوههم المجان المطرقة ، ينتعلون الشعر ، فوجدوا بهذه الصفات كلها في زماننا ، وقاتلهم المسلمون مرات ، وقتالهم الآن ، ونسأل الله الكريم إحسان العاقبة للمسلمين في أمرهم وأمر غيرهم ، وسائر أحوالهم ، وإدامة اللطف بهم والحماية ، وصلى الله على رسوله الذي لا ينطق عن الهوى ، إن هو إلا وحي يوحى. انتهى.
ومما ذكره ﷺ في أشراط الساعة الصغرى ، فظهر كما أخبر ؛ ما جاء في حديث عمر بن الخطاب في «صحيح مسلم» [54] لما سأل جبريل النبي ﷺ عن علامات الساعة فقال: (أن يتطاول الرّعاة في البنيان) ، أي أن رُعاة الغنم والإبل يتركون الرعي ويشتغلون بالبناء حتى أنهم ليتطاول بعضهم على بنيان بعض ، وهذا مشاهد في هذا الزمان.
ومن ذلك أيضا ما حدّث به عوف بن مالك قال: أتيت النبي ﷺ في غزوة تبوك ، وهو في قبة من أَدَم [55]، فقال:
أُعدُد سِتًّــا بين يدي الساعة: مَوتي ، ثم فتــح بيـت المقــدس ، ثم مُـوتان يأخـذ فيكـم كـقُــعاص الغنـم ، ثم استفاضة المال حتى يعطى الرجل مائة دينار فيظل ساخطا ، ثم فتنة لا يبقى بيت من العرب إلا
دخـلته ، ثم هـدنة تكون بينكم وبين بني الأصـفر فيـغدِرون ، فيأتونكم تحت ثمانين غاية ، تحت كل غاية اثنا عشر ألفا[56].
قال ابن حجر في «الفتح»:
مُوْتَانِ ، قَالَ الْقَزَّاز: هُوَ الْمَوْت ، وَقَالَ غَيْره: الْمَوْت الْكَثِير الْوُقُوع.
قَوْله: (كَعُقَاصِ الْغَنَم) ؛ هُوَ دَاء يَأْخُذ الدَّوَابّ فَيَسِيل مِنْ أُنُوفهَا شَيْء ، فَتَمُوت فَجْأَة ، وَيُقَال إِنَّ هَذِهِ الْآيَة ظَهَرَتْ فِي طَاعُون عِمَوَاسٍ فِي خِلَافَة عُمَر ، وَكَانَ ذَلِكَ بَعْد فَتْح بَيْت الْمَقْدِس.
قَوْله: (ثُمَّ اِسْتِفَاضَة الْمَال) أَيْ كَثْرَته ، وَظَهَرَتْ فِي خِلَافَة عُثْمَان عِنْد تِلْكَ الْفُتُوح الْعَظِيمَة ، وَالْفِتْنَة الْمُشَار إِلَيْهَا اُفْتُتِحَتْ بِقَتْلِ عُثْمَان ، وَاسْتَمَرَّتْ الْفِتَن بَعْده ، وَالسَّادِسَة لَمْ تَجِئْ بَعْدُ.
قَوْلُهُ: (بَنِي الأصفر) هُمْ الرُّوم.
قَوْله: (غَايَة) أَيْ رَايَة ، وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا غَايَة الْمُتَّبِع ، إِذَا وَقَفَتْ وَقَفَ. انتهى باختصار.
قال مقيده عفا الله عنه: وقد ظهرت كلها إلا الهدنة المشار إليها ، وهذا من دلائل نبوته ﷺ ، اللهم انصر المسلمين على من بغى عليهم.
ومن ذلك أيضا ما حدَّث به أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)[57] ، وقد وقع الأمر كما أخبر ، فصار الناس يتباهون بزخرفة المساجد ، وبعضهم ينفق الأموال الطائلة في سبيل التزيين ويعدها صدقة وقربة ، وهذا ليس بسبيل شرعي ، بل السبيل الشرعي هو ما كان في سبيل تقوية البناء أو توسعته.
ومنها إخباره بأن عبد الله بن بُسْر سيعيش مائة سنة ، فكان الأمر كذلك[58].
ومنها إخــباره عن خـروج نار من أرض الحـجاز تضيء أعنـاق الإبـل ببُصرى [59]، وهي مدينة بالشام ، وقد خرجت هذه النار سنة خمس وستين وست مئة ، وشاهد الناس أعناق الإبل ببصرى[60].
ومن دلائل نبوته ﷺ ما أخبر به من أن الناس سيأتي عليهم زمان يتركون فيه ركوب الإبل ، وقد تحقق هذا في زماننا هذا ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله ﷺ : والله لينزِلُنَّ ابن مريم حكما عادلا ، فليكسِرُنَّ الصليب ، وليقتِلُنَّ الخنزير ، وليضعُنَّ الجزية ، ولتُـتـرَكُنَّ القِلاص فلا يُسعى عليها ... الحديث.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله في «أضواء البيان» في تفسير قوله تعالى ﴿ويخلق ما لا تعلمون﴾:[61]
ومحل الشاهد من هذا الحديث الصحيح قوله ﷺ : (ولتتركُنَّ القِلاص [62]فلا يُسعى عليها) ، فإنه قَسمٌ من النبي ﷺ أنه ستُترك الإبل فلا يُسعى عليها ، وهذا مُشاهدٌ الآن للاستغناء عن ركوبها بالمراكب المذكورة[63].
وفي هذا الحديث معجزة عظمى تدل على صحة نبوته ﷺ وإن كانت معجزاته صلوات الله عليه وسلامه أكثر من أن تُحصر. انتهى.
فصل
وهناك أمور مستقبلية لم تظهر بعد ، ولكنها ستظهر قطعا ، مصداقا لقول النبي ﷺ ، ومن ذلك ما حدَّث به عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سـمعت رسول الله ﷺ يقول: تقاتلكم اليهود ، فتُسَلَّطون عليهم ، حتى يقول الحَجر: يا مسلم ، هذا يهودي ورائي فاقتله[64].
ومن ذلك أيضا ما أخبر به ﷺ من أن المدينة النبوية لا يدخلها الدجال[65].
المراجع
- الـحرتين مثنى حرة ، والـحَـرَّة أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة ، والمدينة لها حرتان شرقية وغربية. انظر «النهاية».
- زواها أي جمعها وضمها.
- زاد أحمد هنا أن النبي ﷺ أمر فنودي في المسجد: (الصلاة جامعة) ، ليجتمع الناس ويسمعوا قول الراعي.
- رواه أحمد (3/83-84) وابن حبان (6494) واللفظ له ، وقال الشيخ شعيب في حاشيته عليه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
- أي يستقون عليه الماء من البئر.
- الحائط هو البستان.
- هو الكــلب يشتد في أكل لحـــوم الناس ، فيصيبه داء شبيه بالجنـون ، فإذا عض إنسانا أصابه – أي الإنسان - داء الكلب ، فيمزق ثيابه ، ويعوي عواء الكلب. انظر «لسان العرب».
- رواه أحمد (3/158) ، وقال محققو «المسند»: صحيح لغيره.
وفي الباب عن عبد الله بن جعفر ، رواه أحمد (1/204) ، وقال محققو «المسند»: إسناده صحيح على شرط مسلم. - بدَنات جمع بَــــدَنة ، وهي الناقة التي بلغت خمس سنين.
- طَــــفِق أي أخذ في فعل شيء ما ، وهو هنا الازدِلاف إلى النبي ﷺ ، أي التقرب منه ، والمقصود: جعلن يتقربن إليه ، كل واحدة تريد أن يبدأ النبي ﷺ بنحرها قبل أختها.
- رواه أحمد (4/350) ، وأبو داود (1765) ، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله كما في «الصحيح المسند من دلائل النبوة» ، ص 118 ، وكذا صححه محققو «المسند» والألباني رحمه الله.
- رواه مسلم برقم (2277).
- رواه البخاري برقم (3675 ، 3472).
- العشار جمع عشراء ، وهي الناقة التي مضى على حملها عشرة أشهر.
- انظر صحيح البخاري (918 ، 2095).
- انظر حديث عائشة في صحيح البخاري (5666) ومسلم (2387).
- رواه مسلم (2542).
- رواه البخاري (2652) ومسلم (2533) ، واللفظ للبخاري.
- انظر صحيح البخاري (1776) ، ومسلم (1388) ، وكذا أبو داود (2483).
- انظر صحيح مسلم (2543).
- انظر «جامع الترمذي» (3193) ، والبيهقي في «الدلائل» (2/330) ، وصححه الألباني رحمه الله.
- انظر صحيح البخاري (2942) ومسلم (2406).
- انظر جامع الترمذي (3708) ، وصححه الألباني.
- انظر صحيح البخاري (2812) ومسلم (2915).
- انظر صحيح البخاري (3626) ومسلم (2450).
- انظر صحيح البخاري (1420) ومسلم (2452).
- انظر صحيح البخاري (2730).
- انظر صحيح البخاري (2789) ومسلم (1912).
- انظر صحيح مسلم (2900).
- انظر صحيح البخاري (3595) ومسلم (2918) ، وكذا حديث جابر بن سمرة الذي رواه مسلم (2919).
- انظر صحيح البخاري (1878) ومسلم (2885).
- انظر صحيح البخاري (5731) ومسلم (1379).
- انظر سنن أبي داود (4596) ، وقال الألباني في تعليقه عليه: حسن صحيح ، وفي الباب عند ابن ماجه (3992) عن عوف بن مالك رضي الله عنه ، وصححه الألباني أيضا.
- انظر صحيح مسلم (8).
- انظر سنن أبي داود (4604) ، والترمذي (2664) وابن ماجه (12) ، وصححه الألباني رحمه الله.
- انظر صحيح البخاري (3456) ومسلم (2669).
- انظر صحيح البخاري (2059).
- الكثاثة في اللحية أن تكون غير رقيقة ولا طويلة لكن فيها كثافة. انظر «النهاية».
- الضئضىء هو الأصل ، والمقصود هو النسل. انظر «النهاية».
- العضد هو ما بين الكتف والمرفق. انظر «النهاية».
- البُضعة هي القطعة من اللحم. انظر «النهاية».
- تدردر أي ترتج ، وأصلها تتدردر ، ولكن حذفت إحدى التاءين تخفيفا. انظر «النهاية».
- انظر صحيح البخاري (3610 ، 3344) ومسلم (1064).
- قال مقيده عفا الله عنه: والخوارج فرقة ظهرت في ذلك الزمان ، وهي موجودة إلى الآن ، وهناك من الطوائف الآن من يحمل فكرها الثوري ، كالجماعة المسلحة في مصر ، قال الشيخ مقبل في «دلائل النبوة» ، ص 600 : هذا الحديث وأمثاله ينطبق على جماعة التكفير والهجرة التي ظهرت بمصر وامتدت إلى جميع الأقطار الإسلامية.
- انظر صحيح البخاري (5590).
والحِـرُ هو الفرج ، والمقصود انتشار الزنا كما لو أنه حلالا ، وقد انتشر الزنا في بعض البلاد الإسلامية انتشارا واسعا عياذا بالله. - ويكون هذا بقبض العلماء.
- انظر صحيح البخاري (1036).
- انظر صحيح البخاري (80) ومسلم (2671).
- انظر صحيح البخاري (81) ومسلم (2671).
- انظر صحيح البخاري (2927) عن عمرو بن تغلب ، وكذا مسلم (2912) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
ومعنى قوله (ينتعِلون نِعال الشعر) أي يلبسون النعال المصنوعة من شعر الإبل ونحوه. - المجان جمع مِـجن وهو الترس ، والطَّرق هو إلباسها العَـقَب وهو العَصَب ، ولعل العصب خُصَّ بذلك لبياضه ، والمقصود عراض الوجوه ، بِـياضُها.
- ذُلف الأنوف أي صغارها.
- انظر صحيح البخاري (2927) عن عمرو بن تغلب ، وكذا مسلم (2912) عن أبي هريرة.
- رقم (8).
- الأدَم هو الجلد.
- رواه البخاري (3176).
- رواه أبو داود (449) وابن ماجه (739) ، وصححه الألباني.
- رواه أحمد (4/189) ، وانظر ترجمة عبد الله بن بسر في «سير أعلام النبلاء».
- رواه البخاري (7118) ومسلم (2902) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
- انظر «البداية والنهاية» ، أحداث سنة 654 هـ..
- سورة النحل: 8 .
- القلاص جمع قلوص وهي الناقة الشابة. انظر «النهاية».
- يعني الطائرات والقطارات والسيارات ، وقد تقدم ذكرها في كلام الشيخ رحمه الله.
- رواه البخاري (3593) ومسلم (2921) ، وفي الباب عن أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه البخاري (2926) ، ومسلم (2922).
- انظر صحيح البخاري (5731) ومسلم (1379).