1. المقالات
  2. النصر المؤزر للنبى الموقر
  3. الدلائل المئة على عظم قدر النبى محمد ﷺ الجزء السابع

الدلائل المئة على عظم قدر النبى محمد ﷺ الجزء السابع

الكاتب : ماجد بن سليمان الرسي
944 2020/06/14 2020/06/24

73. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أنه أول من يدخل الجنة ،

فعن أنــس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :

آتـــــــي باب الجنة يوم القيــامة فأَســتفتِح [1] ، فيقول الخازن: من أنت؟  فأقول: محمد. فيقول: بك أمرت ، لا أفتح لأحد قبلك.

[2]


74. ومن دلائل عظم قدره ﷺ أنه أول من يقرع باب الجنة ،

فعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :

أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة ، وأنا أول من يقرع باب الجنة

[3].


75. ومن دلائل عظم قدر النبي مـــحمد ﷺ اختصاصه بنهــــَـــــر [4]الكوثر الذي بالجنة ، ومعنى الكوثر: الخير الكثير ، وهو خاص به ، ولم يرد أن الله خص غيره من الأنبياء بأنهار بالجنة ، قال تعالى )إنا أعطيناك الكوثر(. قال ابن حجر رحمه الله:
"فالـمختص بنبينا ﷺ الكوثر الذي يَصُب من مائه في حوضه ، فإنه لم يُنقل نظيره لغيره[5] ، ووقع الامتنان عليه به في السورة المذكورة[6]."
76. ومن دلائل عظم قدره ﷺ توقير بعض الحيوانات له ،

ومن ذلك قصة الجمل الذي كان عند بعـض الأنصار ، فاستصعب عليهم فمنَعهم ظهرهُ [7]،

فلما جاء النبي ﷺ نظر الجمل إليه ، فأقبل نحوه حتى خر ساجدا بين يديه ، فأخذ رسـول الله ﷺ بناصيته أذل ما كانت قط ، حتى أدخله في العَمَل

[8].


ومن ذلك أيضا أنه قُـرِّب إلى رسول الله ﷺ يوم النحر خمسُ بَـــدَنات [9]أو ستٌّ ينحرهن ، فأخذن يتقربن إليه ، كل واحدة ترجو أن يبدأ بها[10].

وعن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي ﷺ دخل حائطا[11] لرجل من الأنصار

، فإذا فيه ناضِح[12] له ، فلما رأى النَّبيَّ ﷺ حنَّ وذرَفت عيناه [13]، فنزل رسول الله ﷺ فمسح ذِفراه[14] وسَراتَــهُ [15]فسكن ، فقال: من ربُّ هذا الجمل[16]؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا.  فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ ، وزعم أنك تُـجيعه وتُدئِــــــبُــــــهُ[17].

[18]


ومن ذلك أيضا قصة الـحُمَّرةِ [19]– وهي طائر صغير كالعصفور - التي جاءت تشتكي إلى النبي ﷺ لما أخذ بعض الصحابة فَـــرخَيها ،

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: كنَّا مع رسول الله ﷺ في سفر

، فانطلق لحاجته ، فرأينا حُـمَّــــرةً معها فَرْخان ، فأخذنا فرخيها ، فجاءت الـحُمَّرةُ فجعلت تَـــــفْـــــرُش[20] ، فجاء النَّبي ﷺ فقال: من فَجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها.


ورأى قرية نمل قد حرقناها ، فقال:

من حرَّق هذه؟ قلنا: نحن ، قال: إنَّه لا ينبغي أن يعذِّب بالنَّار إلَّا ربُّ النَّار.

[21]

77. ومن دلائل عظـم قدره ﷺ تسليم بعض الجمادات عليه ، وتعظيمها ومحبتها له ، وانقيادها لأمره ، وتوقيرها له ، مع كونها مخلوقات جامدة ، لا تدب فيها الحياة ، كالحجر الذي بمكة ،

فعن جابر بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :

إني لأعرف حجرا بمكة كان يُسَلم علي قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن

[22].

ولما صعد النبي ﷺ جبل «أُحُـــد» ومعه أبو بـكر وعمر وعثمان

، رجـف بهم ، فضـربه برجله وقال: أُثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.

[23]


كما جاء الخبر بمحبة جبل «أُحُـــد» للنبي ﷺ ،

فعن عباس عن أبيه رضي الله عنه ،

عن النبي ﷺ قال: «أحد» جبل يحبنا ونُـحبه.

[24]


ومن ذلك قصة حنين جذع نخلة كانت في المسجد إليه ،

فقد كان النبي ﷺ يخطُب يوما إلى جذع نخلة في المسجد ، فصنعوا له منبرا ، فلما كانت الجمعة قعد إليه النبي ﷺ ، فبكى الجذعُ حتى سمعوا له صوتا مثل صوت العِـشار [25]، حتى نزل النبي ﷺ فوضع يده عليه وضمَّهُ فسكت.

[26]


78. ومن دلائل عِظم قدره ﷺ انقياد بعض الأشجار له ،

فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:

أَتى النبي ﷺ رجل من بني عامر فقال: يا رسول الله ، أَرِنِي الخاتم الذي بين كتِفيك ، فإني من أطَبِّ الناس[27]. فقال له رسول الله ﷺ : ألا أُريك آية؟ قال: بلى. قال: فنظر إلى نخلة فقال: اُدعُ ذلك العَذْق[28]. قال: فدعاه ، فجاء ينقُز حتى قام بين يديه. فقال له رسول الله ﷺ : اِرجع. فرجع إلى مكانه ، فقال العامري: يا آل بني عامر ، ما رأيت كاليوم رجلا أسْحر.

[29]

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي ﷺ في سفر ،

فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال رسول الله ﷺ : أين تريد؟ قال: إلى أهلي.  قال: هل لك إلى خير؟  قال: ما هو؟  قال: تشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال: هل من شاهد على ما تقول؟  قال: هذه الـسَّـمُرة[30]. فدعاها رسول الله ﷺ وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تَـخُـــدُّ [31]الأرض خدًّا ، حتى كانت بين يديه فاستشهدها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال [32]، ثم رجعت إلى منبَـــتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني آتيك بهم ، وإلا رجعتُ إليكَ فكنت معك

[33].

ومن ذلك أيضا أنه دعا شجرتين ليستتر بهما ليقضي حاجته فانقادت الشجرتان له فلما قضى حاجته رجعتا ،

فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:

سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَح [34]، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْضِي حَاجَتهُ ، فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ [35]مِنْ مَاءٍ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى إِحْدَاهُمَا ، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ[36] الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى ، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لأَمَ بَيْنَهُمَا ، يَعْنِي جَمَعَهُمَا ، فَقَالَ: الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّه ، فالتأمتا.

[37]

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله ﷺ وهو جالس حزينٌ قد خُضِبَ[38] بالدماء ، قد ضربه بعض أهل مكة ، فقال: مالَكَ؟ فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا. فقال له جبريل عليه السلام: أَتُـحِبُّ أن أُريك آية؟ قال: نعم ، أرِني. فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: اُدعُ تلك الشجرة. فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ، فقال: قل لها فلترجع ، فقال لها فرجعت حتى عادت إلى مكانها. فقال رسول الله ﷺ : حسبي.

[39]

وعن معن بن عبد الرحمـٰن قال: سمعت أبي قال:

سألتُ مسروقاً: من آذنَ[40] النبي ﷺ بالجنِّ ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك – يعني ابن مسعود – أنه آذنت بهم شجرةٌ.

[41]



المراجع

  1. أي أَطلب أن يُفتح لي.
  2. رواه مسلم (197).
  3. رواه مسلم (196) واللفظ له ، وأحمد (3/140) ، والدارمي في المقدمة ، باب ما أعطي النبي من الفضل.
  4. قال النووي رحمه الله في شرح حديث مسلم (183): أما النهر ففيه لغتان معروفتان ، فتح الهاء وإسكانها ، والفتح أجود ، وبه جاء القرآن العزيز.
  5. أي لغير النبي ﷺمن الأنبياء.
  6. قاله في «فتح الباري » ، كتاب الرقاق ، باب في الحوض ، وقول الله تعالى )إنا أعطيناك الكوثر(.
  7. أي منعهم الركوب على ظهره. 
  8. رواه أحمد (3/158) ، وقال محققو «المسند»: صحيح لغيره.
    وفي الباب عن عبد الله بن جعفر ، رواه أحمد (1/204) ، وقال محققو «المسند»: إسناده صحيح على شرط مسلم.
  9. بدَنات جمع بَــــدَنة ، وهي الناقة التي بلغت خمس سنين.
  10. رواه أحمد (4/350) ، وأبو داود (1765) ، وحسنه الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله كما في «الصحيح المسند من دلائل النبوة» ، ص 118 ، وصححه محققو «المسند» والألباني رحمه الله.
  11. الحائط هو البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. انظر «النهاية».
  12. النضح هو رش الماء ، والناضح هو الجمل الذي يُستقى عليه الماء. انظر «النهاية».
  13. أي ذرفت دمعا.
  14. ذِفرى البعير أصل أذنه. انظر «النهاية».
  15. سراته أي سنامه. انظر «النهاية».
  16. ربُّ الجمل أي صاحبه.
  17. تُدئبه أي تكده وتتعبه. انظر «النهاية».
  18. رواه أحمد (1/205) ، وصححه محققو «المسند» (1754).
  19. أي جاءت إلى النبي وهذا هو الشاهد ، أنها جاءت إليه تشتكي.
  20. أي تفرش جناحيها وتقرُب من الأرض وترفرف. انظر «النهاية».
  21. رواه أبو داود (2675) ، وصححه الألباني رحمه الله.
  22. رواه مسلم برقم (2277).
  23. رواه البخاري برقم (3675 ، 3472).
  24. رواه البخاري (1482) ، وفي الباب عن أنس ، رواه مسلم (1365) ، وعن أبي حميد ، رواه مسلم (1392).
  25. الـعِـشار جمع عُـشراء ، وهي الناقة التي فصل راعيها ولدها عنها بعد مضي عشرة أشهر.
  26. انظر صحيح البخاري (918 ، 2095).
  27. أي مِن أعرفِهم بالطب ، يظن أن النبي ﷺمحتاج إلى علاج!
  28. الـعَـذْق هو النخلة. انظر «النهاية».
  29. رواه أحمد (1/233) وغيره ، وصححه الألباني في «الصحيحة» (3315) ومحققو «المسند» برقم (1954).
  30. الـسَّـمُرة نوع من أنواع الشجر.
  31. تــــخُـدُّ أي تشق ، ومن الأخدود وهو الشق في الأرض.
  32. أي شهِدت أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله.
  33. رواه ابن حبان (6505) وغيره ، وصححه الألباني في «التعليقات الحسان» (6471).
  34. أفيح أي واسع. انظر «النهاية».
  35. الإداوة إناء صغير يحمل فيه الماء. انظر «المعجم الوسيط».
  36. البعير المخشوش أي الذي وضع في أنفه الـخِـشاش ، وهو عودٌ يُجعل في أنف البعير يشد به الزمام ليكون أسرع لانقياده. انظر «النهاية».
  37. رواه مسلم (3012).
  38. خُـضِبَ بالدماء أي ابتل بها. انظر «النهاية».
  39. رواه أحمد (3/113) ، وقوى إسناده محققو «المسند» (12112).
  40. آذنَ أي أخبر.
  41. رواه البخاري (3859).


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day