1. المقالات
  2. النصر المؤزر للنبى الموقر
  3. الحق الرابع: أن لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع ، وليس بالأهواء والبدع الجزء الخامس

الحق الرابع: أن لا يُعبد الله تعالى إلا بما شرع ، وليس بالأهواء والبدع الجزء الخامس

الكاتب : ماجد بن سليمان الرسى
723 2020/07/23 2024/04/19

كلمة في تأويل الشيعة للقرآن

وتأويلات الشيعة للقرآن ليس إلا كفر وزندقة ، حيث نسبوا إلى الله تعالى أسلوب الألغاز والأحاجي في كلامه ، وليتها في أمر محمود ، بل بنسف قواعد الإسلام وأصول الملة!

والكذب على الله وتحريف آياته هو دأب أعداء الإسلام كالفلاسفة قديما ، وكمسيلمة الكذاب والأسود العنسي وأشباههم ، وهم في هذا التحريف لا يضرون الإسلام بشيء ، بل هم يفضحون أنفسهم ، ويعطون دليلا عقليا لمن له مسكة عقل أنهم كذبة.

وليس الكذب على الله بغريب على علماء الشيعة ، فهم الذين قرَّروا مبدأ التقية ، وهي استحـلال الكذب على من ليس بشيعي ، كما سيأتي ، فالكذب ليس خلقا قبيحا عندهم أبدا ، بل هو من أصول اعتقادهم.

وهذا التأويل والتحريف المعنوي والإلحاد في آيات الله قد تولى كبره وتنظيره القمي والكليني والعياشي والكاشاني والمجلسي وغيرهم من شيوخ الدولة الصفوية ، فهم الذين أدخلوا هذا الإلحاد كروايات عن الأئمة ، ثم توارثها الشيعة إلى يومنا هذا كتراث مقدس لا يقبل النظر ولا التمحيص. وقد تقدم الكلام على أن أوائل الشيعة لما رأوا أنه ليس للأئمة المزعومين ذكر في كتاب الله ؛ شعروا بضعف الموقف وضعف المذهب ، فحاولوا تعزيز مذهب الشيعة عن طريق بث فكرة التأويل الباطني للقرآن لتزويق المذهب ليكون مقبولا عند الأتباع الذين شعروا بتهالك العلاقة بين مذهب الشيعة ودين الإسلام ، فلجئوا إلى ذلك الإلحاد ، على أنه من أصول الاعتقاد التي لا تقبل المناقشة ولا الأخذ والرد ، ليغلقوا الطريق ، فتبعهم عوام الشيعة على قاعدة: أطفئ مصباح عقلك واعتقد.

وعلماء الشيعة في هذا التحريف مشابهون لليهود والنصارى الذين حرفوا التوراة والإنجيل ، ومفترون على الله الكذب ، متحملون أوزار أتباعهم إلى قيام الساعة ، لا ينقص من أوزارهم شيئا.
موقف الشيعة من السنة النبوية
والشيعة نابذون للسنة النبوية ، كافرون بها ، لا يأخذون منها إلا ما وافق دينهم وعقيدتهم ، وهم في هذا قد شابهوا اليهود الذين

قال الله فيهم

[أتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون].


وكفر الشيعة بالسنة النبوية مناقض لشهادة أن محمد رسول الله ، إذ الشهادة له بالرسالة تقتضي اتباع شريعته التي بُعث بها ، وكيف يتأتَّى اتباع الشريعة مع الكفر بما حفظه الصحابة من الحديث النبوي؟!
فكتب الحديث قاطبة (الصحيحين والسنن الأربع ومسند أحمد وموطأ مالك وغيرها) لا يؤمن بها الشيعة إلا فيما وافق عقيدتهم فقط ، وأما ما خالف عقيدتهم فيكفرون به.
موقف الشيعة من توحيد العبادة
والشيعة وقعوا في عبادة القبور ، وعبادة من وصفوهم بالأئمة الاثني عشر ، ومن زار قبر الحسين المنسوب له في مصر و «قُم» و «مشهد» في إيران ؛ وقف على ذلك ، وكذا القبر المنسوب إلى علي بالكوفة ، وقد قال ابن تيمية أن أهل المعرفة متفقون على أن المشهد الذي بالنجف ليس بقبر 

علي ، بل قيل إنه قبر المغيرة بن شعبة ، ولم يذكر أحد أنه قبر علي ، وإنما اتخذوا ذلك مشهدا في ملك بني بويه الأعاجم بعد موت علي بأكثر من ثلاثمائة سنة[1].
موقف الشيعة من توحيد الأسماء والصفات
والشيعة يؤمنون بعقيدة البداء ، ومفادها أن علم الله قد سبقه جهل[2].  
والشيعة يساوون بين الله وبين أئمتهم في بعض صفات الله الخاصة به ، فهم يعتقدون في أئمتهم أنهم خُــــزَّان علم الله ، وأنهم يعلمون متى يموتون ، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم.
بل زعم الخميني في كتابه «تحرير الوسيلة» ، ص 52 ، أن الإمام من الأئمة تخضع لسيطرته جميع ذرّات الكون.
والشيعة يؤمنون بعقيدة الرجعة ، ومفادها رجعة الأموات قبل يوم القيامة وبعد قيام المهدي المنتظر ، فيرجع الأئمة والخلفاء والشيعة والناس كلهم إلا الطبقة الجاهلية ، فيقتص الأئمة ممن ليسوا بشيعة ، ويذبح المهدي بعدما يخرج من سردابه جميع خصومه السياسيين ، ويعيد للشيعة حقوقهم ، حتى وصـل الأمر إلى أن ادعـى محـمد الباقر المجـلسي في كتابه «حق اليقين» ، ص 37 ، أن المهدي سيحيي عائشة أم المؤمنين ، ويقيم عليها الحد ، أي حد الزنا ، فهل بعد هذا الكفر من كفر؟ 
يدعون أن غير الله بيده الإحياء ، ثم ادعوا إقامة حد الزنا على من برأها الله من فوق سبع سماوات في آيات تتلى إلى يوم القيامة.
موقف الشيعة من صحابة رسول الله ﷺ
وقد بلغ الشيعة في بغضهم للصحابة أن حكموا بكفر ورِدَّة الخلفاء الثلاثة أبي بكر وعمر وعثمان ،

وغيرهم من مشاهير الصحابة ، كأبي هريرة وخالد بن الوليد ، كما في كتاب «فروع الكافي» [3] للكليني ، رادين بذلك الآيات الواردة في الترضي عن الصحابة ، والثناء عليهم ،

كقوله تعالى

﴿لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنـزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً﴾. 

[4]


كما ورد الرضى عنهم في سورة التوبة ،

قال تعالى

﴿والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار﴾

[5].


وكذلك الآية في آخر سورة الفتح ، التي تنص على أن الله قد أثنى على الصحابة في التوراة والإنجيل.
ولقد تواترت الأحاديث عن النبي ﷺ فيما يدل على فضل الصحابة رضوان الله عليهم ، لاسيما الخلفاء الأربعة ، وسيأتي مزيد كلام على هذا في الحق الخامس عشر من حقوق النبي ﷺ ، وهو حق (توقير صحابته).
فهل بعد ثناء الله على الصحابة في القرآن والتوراة والإنجيل من ثناء ، وهل بعد ثناء النبي ﷺ على صحابته من ثناء؟
بل الشيعة يطعنون في عرض عائشة رضي الله عنها ، زوج النبي ﷺ ، ويرمونها بالزنا ، رادين بذلك الآيات التي برأتها في أول سورة النور ، وموافقين للمنافقين الذي رموها بذلك ، عياذا بالله.
وقد أجمع علماء أهل السنة والجماعة على أن من أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة الترضي عن صحابة رسول الله ﷺ ، وسلامة الصدور نحوهم ، وتوقيرهم ، وأن من سب أحدا منهم فقد ارتكب كبيرة ، وأن من طعن فيهم كلهم أو أكثرهم فهو كافر ، لأنه هذا يستلزم رد خبر القرآن الذي نص على عدالتهم وتزكيتهم.

الشيعة والكذب
ومن أصول اعتقاد الرافضة عقيدة «التقية» ، وهي تسعة أعشار الدين عندهم ، وهي الكذب على من ليس شيعيا ، فلو قلت لشيعي إن عقيدتكم تنص على البداء – مثلا - ، وذكرت له الكتاب الذي نقلت منه ؛ لأنكر ذلك.
ومن تطبيقات التقية عندهم الصلاة خلف إمام المسجد الحرام ، لأنهم لو ينزوون عنه لاستغرب الناس ، وافتضح أمرهم ، ونفر الناس منهم.
فالحاصل أن الشيعة يسيرون على دين وطريقة مختلفة تماما عن طريقة أهل السنة في العقيدة والشريعة والسلوك ، وهم مخالفون لهم في الأصول والفروع ، ومخالفون لهم في أركان الإيمان الستة وأركان الإسلام الخمسة ، وهم يخفون هذا في كتبهم ولا يصرحون به على الملأ.
الشيعة أعداء السنة وأهلها
ولما ساء اعتقاد الشيعة في السنة النبوية وأهلها ؛ كانوا مع كل غاز لبلاد المسلمين ، والتاريخ شاهد على هذا ، فإنه لما غزا التتر بلاد المسلمين في القرن السادس ؛ ساندوهم ضد المسلمين ، ولهذا لما أراد صلاح الدين تحرير فلسطين من الصليبيين ؛ قام أولا بالقضاء على دولتهم ، الدولة الفاطمـية ، لئلا يُطعن من الخلف ، فلما قضى عليهم حارب الصليبيين وطردهم من فلسطين ، فتم له نصران ، نصر على الصليبيين ، ونصر على الشيعة ، فجزاه الله خيرا.
ولعل بغض الشيعة لأهل السنة وتكفيرهم إياهم هو السبب في كون الشيعة يقفون مع اليهود والنصارى (وهم المشركون الحقيقيون) ضد أهل السنة ، لأنهم يرون أهل السنة كفار ، ثم إن أهل السنة ينغصون عليهم عيشهم ، لكونهم يردون عليهم ضلالاتهم ، ويحاربون عقيدتهم ، ويزاحمونهم في دولهم وأراضيهم ، بخلاف المشركين من اليهود والنصارى فإنهم لا يحاربون عقيدتهم ، ولا يزاحمونهم في أراضيهم ، بل ربما نصرونهم ونصروا غيرهم من أهل البدع ، كالقبورية والصوفية وغيرهم ، لأن في نصرتهم تحطيم لمنهج أهل السنة ، الذي هو الإسلام الحق ، وهذه بغية اليهود والنصارى وغاية أمانيهم ،

[ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم].

الحُكم في الشيعة من جهة إسلامهم أو كفرهم
وبموجب ما عليه الشيعة من عقائد فاسدة فقد حكم كثير من العلماء بكفر أئمتهم وعلمائهم ومن دان بدينهم من عامتهم ، لأنهم أصول دينهم مخالفة لأصول دين الإسلام ، لاسيما أركان الإسلام الخمسة وأركان الإيمان الستة ، كما بينا جملة منه.
تطور التشيع إلى أديان أخرى على مر الزمن
ولما انقطع تعلق الشيعة بالسنة النبوية ، وما كان عليه الصحابة والتابعون في فهم الإسلام ، وكان مرجعهم ما يمليه عليهم مشايخهم فحسب ؛ تطور أمرهم وزاد انحرافهم ، ودخل فيهم من أراد ترويج بضاعته باسم حب آل البيت ، فنشأت الإسماعيلية والنصيرية والدرزية والبهائية ، وكلهم باطنية زنادقة ، يعبدون مع الله إلـٰها آخر ، سواء أئمتهم المزعومين أو غيرهم ، ويخالفون المسلمين في عامة أصول الاعتقاد ، عافانا الله من ذلك.
خلاصة
فالحاصل أن جناية الشيعة على الدين عظيمة في باب الألوهية والنبوة والشريعة ، وهم مخالفون لأركان الإيمان الستة ، وأركان الإسلام الخمسة ، مناقضون لها ، وتفصيل هذا في كتب الفرق ، وقد رد عليهم شيخ الإسلام ابن تيمية في تسع مجلدات في كتابه «منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية» ، وللدكتور ناصر بن عبد الله القفاري كتاب موسع في بيان أصول دين الشيعة يقع في ألف وخمسمائة صفحة تقريبا بعنوان «أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية – عرض ونقد».
وخلاصة القول أن الشيعة الاثني عشرية الإمامية هم الوجه المقابل لسنة النبي ﷺ ، وهم أعظم الطوائف انحرافا عن دين الإسلام وإن انتسبوا إليهم في الظاهر ، فالعبرة في حقائق الأمور ، وليس 

الإسلام مجرد أعمال جوارح كالركوع والسجود وانتهى الأمر ؛ بل الإسلام عقيدة وعبادة وسلوك ، فمن نبذ عقيدة الإسلام كفر عياذا بالله ، فإن قوما خرجوا مع النبي ﷺ إلى تبوك ، فلما كانوا ببعض الطريق سخروا من النبي ﷺ وصحابته ، فحكم القرآن بكفرهم ، مع أنهم يصلون ويصومون ويزكون وكانوا خارجين للجهاد ، ولكن لما وقعوا في ناقض من نواقض الإسلام جاء القرآن بكفرهم في آيات من سورة التوبة ، فاعتذروا من النبي ﷺ بأنهم يقصدون قطع الطريق والاستئناس ، وأن استهزائهم لم يكن عن عدم تصديق بالله ورسوله ، ومع هذا جاء القرآن بكفرهم ،

[ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم]. 


فإذا كان الاستهزاء ببعض الصحابة كفر ، لأن الاستهزاء راجع إلى الدين في الحقيقة ؛ فماذا يقال لمن يلعن الصحابة ويُكَفِّرهم ، ويطعن في عرض النبي  ، وذلك باتهامه لخيرة نسائه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها بالزنا ، حاشاها من ذلك؟
وماذا يقال في حق من يؤول القرآن على غير وجهه ، ويخلع عليه التفاسير السامجة التي ليس لها أساس في لغة العرب ولا يدل عليها ظاهر السياق؟
أليس هذا من الاستخفاف بشرع الله تعالى والاستهزاء به ، بل ردِّه وعدم الإيمان به؟
والشيعة الاثني عشرية لهم دولة وهي إيران ، ولهم انتشار في المملكة العربية السعودية في القطيف والأحساء ، أما الشيعة الإسماعيلية فانتشارهم في نجران في جنوب المملكة.

فصل في بدعة الخوارج
وفي باب السمع والطاعة لولاة الأمور ؛ تفرد الخوارج باستحلال الخروج على ولاة الأمور إذا رأوا منهم معصية ، ففعلوا ما فعلوا من قتل علي رضي الله عنهما بعد اتهامهم له في دينه - حاشاه من ذلك - على يد عبد الرحمـٰن بن ملجم ، ثم انفتح باب الشر على المسلمين إلى يومنا هذا.
والخوارج لا يؤمنون برؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ، ويُكفِّرون مرتكب الكبيرة ، فشارب الخمر – مثلا – كافر عندهم ، وفي الآخرة خالد مخلد في النار ، ولا شـك أن هذا خطأ ، ولم تدل عليه النصـوص ، بل النصوص بخلافه ، فمرتكب الكبيرة لا يكفر ، إنما يكفر من أحل الكبيرة ، لأنه يكون قد ضاهى الله في حكمه ، فأحل ما حرم الله ، أو حرم ما أحل الله.
والشفاعة ينكرون شفاعة النبي ﷺ لأهل الكبائر يوم القيامة لإخراجهم من النار ، مع أن الأحاديث متواترة في هذا ، وهي موجودة في مظانها.
وللخوارج غير هذا من البدع الاعتقادية ، عافانا الله منها.

فصل في بدعة الجهمية
ومن أشهر الفرق التي ضلت في باب أسماء الله تعالى وصفاته فرقة «الجهمية» ، نسبة إلى ناشرها الجهم بن صفوان ، ومنهج هذه الطائفة هو نفي أسماء الله تعالى وصفاته عنه ، أي أنه ذات مجردة عن الأسماء والصفات ، تعالى الله عن ذلك ، زاعمين أن إثباتها له يلزم منه أمران: 
الأول: تعدد الآلهة ، وهذا شرك بزعمهم ، وقد رد عليهم أهل السنة بأن الواحد من بني آدم يوصف بعدة صفات ، يوصف بأنه كريم وغني وتاجر وطويل ، ومع هذا فلا أحد يقول إنه عدة أشخاص! هذه مكابرة للعقول[6].
والثاني: تشبيه الله بخلقه.
فنفوا عن الله صفة السمع والبصر والكلام والاستواء وغيرها ، وقالوا هي من قبيل المجاز ، وأوَّلوها إلى معانٍ أخرى غير مرادة.
وقد كان بزوغ هذه الطائفة على يد الجهم بن صفوان في أوائل المائة الثانية في عصر التابعين ، فأنكر مقالته أئمة ذلك العصر مثل الأوزاعي وأبي حنيفة ومالك والليث بن سعد والثوري وحماد بن زيد وحماد بن سلمة وابن المبارك ومن بعدهم من أئمة الهدى[7].
قال الذهبي[8] في «السير» (6/26) و «تاريخ الإسلام» (3/389): هو الجهم بن صفوان ، أبو محرز الراسبي ، السمرقندي ، أُس الضلالة ، ورأس الجهمية ، كان ينكر الصفات ، وينزه الباري عنها – بزعمه - ، ويقول بخلق القرآن [9]، وأن الله في الأمكنة كلها ، وأن الإيمان عقدٌ بالقلب وإن كفر بلسانه وعبد الصليب والأوثان ، فهو ولي الله من أهل الجنة. اهـ باختصار[10].

وروى عبد الله بن أحمد في «السنة» [11]عن يزيد بن هارون[12] قال: لعن الله الجهم ومن قال بقوله ، كان كافرا جاحدا ، ترك الصلاة أربعين يوما ، يزعم أنه يرتاد دينا ، وذلك أنه شك في الإسلام.
قال يزيد: قتله سَـلَمْ بن أحوز التميمي على هذا القول. اهـ.
قلت: سَـلَمْ بن أحوز هو أمير الشرطة في آخر دولة بني أمية ، ونائبهم على «مَرْو» بـخُراسان[13].

فصل في بدعة الإرجاء
وفي باب فهم معنى الإيمان ضلت المرجئة ، فقالوا أن العمل ليس شرطا لصحة الإيمان ، ولا يؤثر في الإيمان زيادة ونقصا ، فمن تلفظ بالشهادتين وآمن بأركان الإيمان الستة فهو مؤمن مسلم ، وإن ترك جميع أعمال الجوارح من صلاة وزكاة وصيام وحج وغيرها!
ولا شك أن هذا القـول خطأ ، لأن السلف الصالح قد أجمعوا على أن الإيمان اعتقاد في الجنان ، ونطق باللسان ، وعمل بالأركان ، أي الجوارح ، وحسبك بإجماع السلف إجماعا.

خلاصة

هذه نبذة يسيرة عن مجمل اعتقاد رؤوس أهل البدع الأربعة ، الخوارج والشيعة والجهمية والمرجئة ، وقد رد عليهم علماء السنة في القديم والحديث بما تبرأ به الذمة ، ببيان المنهج الحق فيما وقعوا فيه من مسائل ، وكشف شبهاتهم ، وبيان تناقضهم فيها ، ومن تلك الكتب على سبيل المثال كتاب شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي رحمه الله ، والعقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية وشرحها للشيخ محمد بن عثيمين رحمة الله على الجميع.




المراجع

  1. انظر «مجموع الفتاوى» (4/499 – 502).
  2.  انظر «أصول الكافي» ، ص 40 .
  3. ص 115 .
  4. سورة الفتح: 18 .
  5. سورة التوبة: 100 .
  6. انظر كتاب «لمحة عن الفرق الضالة» للشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله عند الكلام عن الفرقة الرابعة: الجهمية.
  7. انظر كتاب «العرش» للذهبي ص 69 ، وبالنسبة للأعلام المذكورين أعلاه فسيأتي ذكر تراجمهم في ثنايا هذا البحث إن شاء الله.
  8.  ستأتي ترجمته قريبا في الفصل القادم إن شاء الله.
  9. أي أنه ليس كلام الله ، وإنما شيء مخلوق كباقي المخلوقات.
  10. انظر «السير» (6/26) و «تاريخ الإسلام» (3/389).
  11. (برقم (197) ، وذكره الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (ترجمة يزيد بن هارون) عن السراج تعليقا قال: سمعت إبراهيم بن عبد الرحيم قال: سمعت إسماعيل بن عبيد وهو ابن أبي كريمة قال: سمعت يزيد بن هارون يقول: القرآن كلام الله ، لعن الله جهما ومن يقول بقوله ، كان كافرا جاحدا.
  12. هو الإمام القدوة الحافظ ، شيخ الإسلام ، أبو خالد الـسُّلمي ، مولاهم الواسطي ، له رواية للحديث النبوي ، قال الذهبي: (كان يزيد رأسا في السنة ، معاديا للجهمية ، منكرا تأويلهم في مسألة الاستواء) ، توفي سنة 206 ، انظر ترجمته في «السير» (9/358).
  13. انظر «البداية والنهاية» ، أحداث سنة 128 هـ ، مقتل الجهم بن صفوان.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day