1. المقالات
  2. النصر المؤزر للنبى الموقر
  3. الدلائل الـمِـئـة على عِـظم قدر النبي محمد ﷺ الجزء الرابع

الدلائل الـمِـئـة على عِـظم قدر النبي محمد ﷺ الجزء الرابع

الكاتب : ماجد بن سليمان الرسي
1082 2020/06/11 2020/06/24

وقد عُـنِي ﷺ بالأخلاق حتى كان يوصي بها المبعوثين في كل مكان ،

كما أوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه بقوله:

اتق الله حيث ما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها ، وخالق الناس بخلق حسن.

[1]

وقال ﷺ :

إن مما أدرك الناس من كلام النبوة: إذا لم تستح فاصنع ما تشاء

[2].


أي إن الحياء وهو من أخص الأخلاق سياج من الرذائل ، وهذا مما يؤكد أن الخلق الحسن يحمل على الفضائل ويمنع من الرذائل ، كما قيل في ذلك:
إن الكريم إذا تمكَّن من أذى جاءته أخلاق الكرام فأقلعا
وترى اللَّئيم إذا تمكَّن من أذى يَطغى فلا يُـبقِي لصُلحٍ موضعا

وقد أشار القرآن إلى هذا الجانب في قوله تعالى

)الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السراء والضراء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين(

[3].

تنبيه 

إن من أهم قضايا الأخلاق بيانَهُ ﷺ لها بقوله:

(إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق)

، مع أن بِعثته بالتوحيد والعبادات والمعاملات وغير ذلك مما يجعل الأخلاق هي البعثة ، وبيان ذلك في قضية منطقية قطعية ، مقدمتها حديث صحيح وهو (الدين حسن الخلق) ، والكبرى آية كريمة ،

قوله تعالى

)ليس الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ولكن الْبِرَّ مَنْ آمن بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخر وَالْمَلَائِكَة وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وآتى المَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِى الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ والسائلين وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصلاة وآتى الزكاة وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُواْ وَالصَّابِرِينَ فِي البأساء والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أولئك الَّذِينَ صَدَقُوا وأولئك هُمُ الْمُتَّقُون(

[4].


وقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الدين كله بأقسامه الثلاثة ، الإسلام من صلاة وزكاة إلخ ، والإيمان بالله وملائكته إلخ ، ومن إحسان في وفاء وصدق وصبر وتقوى الله تعالى ، إذ هي مراقبة الله سرّاً وعلناً ، وقد ظهرت نتيجة عِـظم هذه الأخلاق في الرحمة العامة الشاملة في

قوله تعالى

)وما أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَة للعَالَمِين(.

[5]

وكذلك للأمة يوم القيامة كما قال ﷺ :

أقربكم مني منزلة يوم القيامة أحاسِنكم أخلاقاً

[6].


فمكارم الأخلاق رحمة للعالمين في الدّنيا ، ومنزلة عُــــلْــــيا للمؤمنين في الآخرة. 
انتهى كلام الشيخ رحمه الله باختصار يسير.
وقال ابن كثير رحمه الله في التعليق على قول عائشة المتقدم (كان خلقه القرآن):
ومعنى هذا أنه عليه الصلاة والسلام صار امتثال القرآن أمرا ونهيا سجية له ، وخلُقا تطــــبَّــــعهُ ، فمهما أمره القرآن فعله ، ومهما نهاه عنه تركه ، هذا مع ما جبله الله عليه من الخلق العظيم ، من الحياء والكرم والشجاعة والصفح والحلم وكل خلق جميل ،

كما ثبت في الصحيحين عن أنس قال:

خدمت رسول الله ﷺ عشر سنين فما قال لي "أُف" قط ، ولا قال لشيء فعلته: لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله: ألا فعلته؟

[7]


وكان ﷺ أحسن الناس خلقا.[8] انتهى باختصار يسير.
ومن المعلوم أن الله تعالى قد آتى الله نبيه محمدا ﷺ من العلم والشجاعة والصبر والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والعبادات القلبية والمعارف الإلـٰهية ما لم يؤتَــــه نبي قبله ، وهذا معلوم باستقراء سيرته وسيرة من قبله من الأنبياء.

56. ومن دلائل عِظم قدره ﷺ أن الله تعالى وصفه الله بأوصاف لم يصف بها أحد قبله ، فقد وصفه بالشاهد والـمبشر والنذير والسراج المنير كما في سورة الأحزاب (الآيتين 45 – 46) ، ووصفه بأنه رحمة للعالمين ، وأنه ذو خلق عظيم.
57. ومن دلائل عِـظم قدره ﷺ تعدد أسمائه ، فإن تعدد الأسماء تدل على عَظمة من تسمى بها ،

فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال :

كان رسول الله ﷺ يسمي لنا نفسه أسـماءً ، فقال: أنا محمد ، وأحمد ، والـمُـقَـفِّي ، والحاشر ، ونبي التوبة ، ونبي الرحمة

[9].

وعن جبير بن مطعم عن أبيه رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :

لي خمسة أسماء: أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب.

[10]


قال ابن القيم رحمه الله تعالى في «زاد المعاد»[11]:
فصل في أسمائه  
وكلها نعوتٌ ، ليست أعلاما محضة ، بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له المدح والكمال.
فمنها محمد وهو أشهرها وبه سمي في التوراة صريحا.
ومنها أحمد وهو الاسم الذي سماه به المسيح لسرٍّ ذكرناه في ذلك الكتاب[12].
ومنها المتوكل ، ومنها الماحي والحاشر والعاقب والـمُــــقَــــفِّي ونبي التوبة ونبي الرحمة ونبي الملحمة والفاتح والأمين.

ويُلحق بهذه الأسماء الشاهد ، والمبشر ، والبشير ، والنذير ، والقاسم ، والضَّحوك ، والقَـتّال ، وعبد الله ، والسراج المنير ، وسيد ولد آدم ، وصاحب لواء الحمد ، وصاحب المقام المحمود ، وغير ذلك من الأسماء ، لأن أسماءه إذا كانت أوصاف مدحٍ فله من كل وصفٍ اسم.

وقال جبير بن مطعم: قال رسول الله ﷺ :

لي خمسة أسماء: أنا محمد ، وأحمد ، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر ، وأنا الحاشر الذي يحشر الناس على قدمي ، وأنا العاقب. وفي رواية لمسلم: وأنا العاقب الذي ليس بعده أحد

[13].


وأسماؤه ﷺ نوعان: أحدهما خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل ، كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة.
والثاني ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ، ولكن له منه كماله ، فهو مختص بكماله دون أصله ، كرسول الله ، ونبيه ، وعبده ، والشاهد ، والمبشر ، والنذير ، ونبي الرحمة ، ونبي التوبة.
وأما إن جُـعل له من كل وصف من أوصافه اسم ؛ تجاوزت أسماؤه المائتين ، كالصادق والمصدوق والرؤوف والرحيم إلى أمثال ذلك.
فصل في شرح معاني أسمائه  
أما محمد فهو اسم مفعول ، من حـمد فهو محمد ، إذا كان كثير الخصال التي يحمد عليها ، ولذلك كان أبلغ من محمود ، فإن محمودا من الثلاثي المجرد ، ومحمد من المضاعف للمبالغة ، فهو الذي يُـحمد أكثر مما يُـحمد غيره من البشر ، ولهذا والله أعلم سمي به [14]في التوراة لكثرة الخصال المحمودة التي وُصف بها هو ودينه وأمته في التوراة ، حتى تمنى موسى عليه الصلاة والسـلام أن يكون منهم.
وأما أحمد فهو اسمٌ على زنة أفعل التفضيل ، مشتق أيضا من الحمد.
وقد اختلف الناس فيه ؛ هل هو بمعنى فاعل أو مفعول.
فقالت طائفة هو بمعنى الفاعل ، أي حمده لله أكثر من حمد غيره له ، فمعناه أحمد الحامدين لربه.

وعلى قولٍ ؛ أحق الناس وأولاهم بأن يحمد ، فيكون كمحمد في المعنى ، إلا أن الفرق بينهما أن محمدا هو كثير الخصال التي يحمد عليها ، وأحمد هو الذي يحمد أفضل مما يحمد غيره ، فمحمد في الكثرة والكمية ، وأحمد في الصفة والكيفية ، فيستحق من الحمد أكثر مما يستحق غيره وأفضل مما يستحق غيره ، فيحمد أكثر حمدٍ وأفضل حمدٍ حمده البشر[15].
وأما اسمه المتوكل ؛ ففي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو قال: قرأت في التوراة صفة النبي ﷺ : محمد رسول الله ، عبدي ورسولي ، سميته المتوكل ، ليس بفظ ولا غليظ ولا سخَّاب في الأسـواق ، ولا يجزي بالسيئة السيئة ، بل يعفو ويصفح ، ولن أقبضه حتى أقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا «لا إلـٰه إلا الله» ، وهو ﷺ أحق الناس بهذا الاسم لأنه توكل على الله في إقامة الدين توكلا لم يَــشْــرَكه فيه غيره.
وأما الماحي والحاشر والـمُـقَـفِّي والعاقب فقد فسرت في حديث جبير بن مطعم ، فالماحي هو الذي محا الله به الكفر ، ولم يمح الكفر بأحد من الخلق ما محي بالنبي ﷺ ، فإنه بُعث وأهل 

الأرض كلهم كفار إلا بقايا من أهل الكتاب ، وهم ما بين عباد أوثان ، ويهود مغضوب عليهم ، ونصارى ضالين ، وصابئة دهرية لا يعرفون ربا ولا معادا ، وبين عباد الكواكب وعباد النار ، وفلاسفة لا يعرفون شرائع الأنبياء ولا يقرون بها ، فمحا الله سبحانه برسوله ذلك حتى ظهر دين الله على كل دين، وبلغ دينه ما بلغ الليل والنهار ، وسارت دعوته مسير الشمس في الأقطار.

وأما الحاشر ؛ فالحشر هو الضم والجمع ، فهو الذي يُحشر الناس على قدمه ، فكأنه بُعث ليحشر الناس[16].
والعاقب الذي جاء عقب الأنبياء ، فليس بعده نبي ، فإن العاقب هو الآخر ، فهو بمنزلة الخاتم ، ولهذا سمي العاقب على الإطلاق ، أي عقب الأنبياء جاء بعقبهم.
وأما الـمُقفِّي فكذلك ، وهو الذي قَـفَى [17]على آثار من تقدمه ، فقفى الله به على آثار من سبقه من الرسل ، فكان خاتمهم وآخرهم.
وأما نبي التوبة فهو الذي فتح الله به باب التوبة على أهل الأرض ، فتاب الله عليهم توبة لم يحصل مثلها لأهل الأرض قبله ، وكان ﷺ أكثر الناس استغفارا وتوبة ، حتى كانوا يعدون له في المجلس الواحد مائة مرة: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور.
وكذلك توبة أمته أكمل من توبة سائر الأمم ، وأسرع قبولا ، وأسهل تناولا ، وكانت توبة من قبلهم من أصعب الأشياء ، حتى كان من توبة بني إسرائيل من عبادة العجل قتل أنفسهم ، وأما هذه الأمة فلكرامتها على الله تعالى جعل توبتها الندم والإقلاع.
وأما نبي الملحمة فهو الذي بعث بجهاد أعداء الله ، فلم يجاهد نبي وأمته قط ما جاهد رسول الله ﷺ وأمته ، والملاحم الكبار التي وقعت وتقع بين أمته وبين الكفار لم يعهد مثلها قبله ، فإن أمته يقتلون الكفار في أقطار الأرض على تعاقب الأعصار ، وقد أوقعوا بهم من الملاحم ما لم تفعله أمة سواهم.

وأما نبي الرحمة فهو الذي أرسله الله رحمة للعالمين ، فرحم به أهل الأرض كلهم مؤمنهم وكافرهم ، أما المؤمنون فنالوا النصيب الأوفر من الرحمة ، وأما الكفار فأهل الكتاب منهم عاشوا في ظله وتحت حبله وعهده ، وأما من قتله منهم هو وأمته فإنهم عجلوا به إلى النار وأراحوه من الحياة الطويلة التي لا يزداد بها إلا شدة العذاب في الآخرة.
وأما الفاتح فهو الذي فتح الله به باب الهدى بعد أن كان مُرتـجًا[18] ، وفتح به الأعين العمي والآذان الصم والقلوب الغلف ، وفتح الله به أمصار الكفار ، وفتـــــــــح به أبواب الجنة ، وفتح به طرق العلم النافع والعمـل الصالح ، ففتح به الدنيا والآخرة والقلوب والأسماع والأبصار والأمصار.
وأما الأمين فهو أحق العالمين بهذا الاسم ، فهو أمين الله على وحيه ودينه ، وهو أمين من في السماء وأمين من في الأرض ، ولهذا كانوا يسمونه قبل النبوة الأمين.
وأما الضحوك القتال فاسمان مزدوجان لا يفرد أحدهما عن الآخر ، فإنه ضحوك في وجوه المؤمنين ، غير عابس ، ولا مقطِّـب ، ولا غضوب ، ولا فظ ، قتال لأعداء الله ، لا تأخذه فيهم لومة لائم.
وأما البشير فهو المبشر لمن أطاعه بالثواب ، والنذير المنذر لمن عصاه بالعقاب.
وقد سماه الله عبده في مواضع من كتابه منها

قوله

)وأنه لما قام عبد الله يدعوه(

،

وقوله

)تبارك الذي نزل الفرقان على عبده(

،

وقوله

)فأوحى إلى عبده ما أوحى(

وقوله

، )وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا(.

[19]

وثبت عنه في الصحيح أنه قال:

أنا سيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر

[20].


وسماه الله سراجا منيرا ، وسمى الشمس سراجا وهاجا ، والمنير هو الذي ينير من غير إحراق ، بخلاف الوهاج ؛ فإن فيه نوع إحراق وتوهج. انتهى كلام ابن القيم رحمه الله.
قال مقيده عفا الله عنه: وانظر للاستزادة كتاب «دلائل النبوة» للبيهقي ، باب ذكر أسماء رسول الله ﷺ ، (1/151).


المراجع

  1. رواه أحمد (5/153) وغيره من حديث أبي ذر رضي الله عنه ، وحسنه محققو «المسند».
  2. رواه البخاري (3483) من حديث أبي مسعود عقبة بن عمر البدري رضي الله عنه.
  3. سورة آل عمران: 134 .
  4. سورة البقرة: 177 .
  5. سورة الأنبياء: 134 .
  6. رواه الترمذي (2018) عن جابر رضي الله عنه.
  7. انظر البخاري (2768 ، 6038) ومسلم (2309).
  8. رواه مسلم (2310) عن أنس رضي الله عنه.
  9. رواه مسلم (2355).
  10. رواه البخاري (3532).
  11. (1/86) ، الناشر: مؤسسة الرسالة.
  12. أي كتابه «جلاء الأفهام في فضل الصلاة على خير الأنام».
  13. رواه البخاري (3532) ، ومسلم (2354).
  14. أي سُـمِّـي بـــ «محمد».
  15. ومن اللطائف العلمية ما ذكره القاضي عياض رحمه الله ، قال:
     «محمد» مُـفَـعَّـل ، مبالغة من كثرة الحمد ، فهو ﷺ أجل من حَـمِـدَ ، وأفضل من حَـمِـدَ ، وأكثر الناس حمدا ، فهو أحمد المحمودين ، وأحمد الحامدين ، ومعه لواء الحمد يوم القيامة ليتم له كمال الحمد ، ويتشهر في تلك العرصات بصفة الحمد ، ويبعثه ربه هناك مقاما محمودا كما وعده، يحمده فيه الأولون والآخِرون بشفاعته لهم ، ويُفتح عليه فيه من المحامد ما لم يُـــعط غيـرُه ، وسُـمِّـي أمته في كتب أنبيائه بالحمادين ، فحقيق أن يسمى محمدا وأحمد. ثم في هـٰذين الاسمين من عجائب خصائصه وبدائع آياته فن آخر ، وهو أن الله جل اسمه حمى أن يُسمى بهما أحد قبل زمانه ، أما أحمد الذي أتى في الكتب وبشرت به الأنبياء فمنع الله تعالى بحكمته أن يُسمى به أحد غيرَه ، ولا يُدعى به مدعو قبلَه ، حتى لا يدخل لبس على ضعيف القلب أو شك. وكذلك محمد أيضا لم يُسمَّ به أحد من العرب ولا غيرهم إلى أن شاع قُــبيل وجوده ﷺ وميلاده أن نبيا يُبعث اسمه محمدا ، فسمى قوم قليل من العرب أبناءهم بذلك رجاء أن يكون أحدهم هو ، والله أعلم حيث يجعل رسالاته ، وهم محمد بن أُحيحة بن الـجُلاح الأوسي ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ، ومحمد بن براء البكري ، ومـحمد بن سفيان بن مجاشع ، ومحمد بن حمران الجعفي ، ومحمد بن خزاعي السلمي ، ولا سابع لهم. ثم حمى الله كل من تسمى به أن يدَّعي النبوة أو يدعيها أحد له ، أو يظهر عليه سبب يُشكِّك أحدا في أمره حتى تحققت السمتان له ﷺ ، ولم ينازَع فيهما. باختصار يسير من «الشفا بتعريف حقوق المصطفى ﷺ » ، فصل في أسمائه ﷺ ، وما تضمنته من فضيلته.
  16. معنى قفَّى في اللغة أي ذهب مُـوَلِّــيًا ، والمعنى هنا أنه آخر الأنبياء ، فإذا ذهب فلا نبي بعده. انظر «النهاية».
  17. أي يكون الحشر بعد بعثته في الترتيب الزمني ، مع وجود الفاصل الزمني الكبير بين بعثته ويوم الحشر.
  18. ارتـجَ بفتح الجيم وتخفيفها من الارتاج وهو الإغلاق. انظر «لسان العرب».
  19. وصَف الله رسوله بالعبودية في تسع مواضع من القرآن ، كما وصف الله إخوانه الأنبياء بذلك ، عليهم الصلاة والسلام ، انظر «المعجم المفهرس لألفاظ القرآن».
    وفي هذا رد على الذين يتوجهون للأنبياء وقبور الصالحين ببعض أنواع العبادات من دعاء وذبح ونذر وغير ذلك ، إذ أن الأنبياء عبيد مثلهم ، والذي يستحق العبادة هو الله وحده دون ما سواه.

  20. رواه الترمذي (3615) عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وصححه الألباني. وأما لفظ الصحيح فهو بدون لفظة (ولا فخر) ، رواها مسلم (2278) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day