البحث
الحق الأول: تصديقه فيما أخبر
الحق الأول: تصديقه فيما أخبر
تــصديق النبي ﷺ هو الباب الذي يدخل منه الداخل إلى ديــن الإســلام ، وهو شـــطر معنى الإيمان ، فإن الإيمان هو التصديق والانقياد.
وتصديقه ﷺ يتضمن ما جاء به من العقائد والشرائع والأخبار والآداب ، وأن ما جاء به من عند الله حق يجب اتباعه ، كما قال تعالى ﴿وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى﴾.
وانظر إلى المنـزلة العالية الرفيعة التي حازها أبو بكر الصديق رضي الله عنه الذي آمن بالنبي ﷺ حق الإيمان ، وصدقه حق التصديق ، ثم اتبعه على دينه ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما أسري بالنبي ﷺ إلى المسجد الأقصى ؛ أصبح يتحدث الناس بذلك ، فارتد ناس ممن كانوا آمنوا به وصدقوه ، وسعوا بذلك إلى أبي بكر رضي الله عنه - ، فقالوا: هل لك إلى صاحبك ، يزعم أنه أسري به الليلة إلى بيت المقدس؟
قال: أو قال ذلك؟
قال: نعم.
قال: لئن كان قال ذلك لقد صدق.
قالوا: أو تصدقه أنه ذهب الليلة إلى بيت المقدس وجاء قبل أن يصبح؟!
قال: نعم ، إني لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك ، أصدقه بخبر السماء في غدوة أو روحة.
وتصديق النبي ﷺ له فضل كبير ، قال تعالى: (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا * ذلك الفضل من الله وكفى بالله شهيدا).
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: إن أهل الجنة يتراءيون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري[2] الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم.
قالوا: يا رسول الله ، لا يبلغها غيرهم.
قال: بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين[3].
وضد التصديق التكذيب والشك ، وكلاهما ناقض للتصديق ، عافانا الله من ذلك.
والنبي ﷺ معروف بالصدق حتى قبل بعثته ، وقد كان يسمى بالأمين ، فما علينا ألا نصدقه؟ والله أعلم.
المراجع
- رواه الحاكم في «المستدرك» (3/62) ، وصححه الذهبي.
الدُّري هو النجم الشديد الإضاءة. انظر «فتح الباري»
رواه البخاري (3256) ومسلم (2831).