1. المقالات
  2. أربعون حديثاً في الخيرية
  3. خيرية إطعام الطعام وإفشاء السلام

خيرية إطعام الطعام وإفشاء السلام

الكاتب : محمد بن إبراهيم الهزاع
461 2021/01/23 2024/04/19

"خيرية إطعام الطعام وإفشاء السلام"

عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْإِسْلَامِ خَيْرٌ قَالَ: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ وَتَقْرَأُ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفْ" (3). 

 وفي رواية: عن صهيب - رضي الله عنه - قال: سمعت رسو الله صلى الله عليه وسلم يقول: "خِيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلَامَ" 

قوله: "أن رجلاً" قيل إنه أبو ذر وقيل أنه هاني بن يزيد والد شريح (1).

وقوله: "أي الإسلام خير" معناه: أي خصاله وأموره وأحواله (2) فيكون تقديره أي خصال   الإسلام (3).

وقوله: "تُطْعِمُ الطَّعَامَ" هو في تقدير المصدر أي: أن تُطعم، وذكر صلى الله عليه وسلم الإطعام ليدخل فيه الضيافة وغيرها (4). 

وقوله: "وَتَقْرَأُ السَّلَامَ" بلفظ مضارع القراءة بمعنة تقول، قال أبو حاتم السجستاني: (تقول اقرأ عليه السلام ولا تقول أقرئه السلام، فإذا كان مكتوباً قلت السلام أي: اجعله يقرأه) (5).

ولا بد في السلام أن يكون بلفظ مُسمع لمن يرد عليه فقد أخرج البخاري في الأدب المفرد بسند صحيح عن ابن عمر "إذا سلمت فأسمع، فإنها تحية من عند الله" (6).

قال النووي (أقلة أن يرفع صوته بحيث يسمع المسلم عليه، فإن لم يكن آتياً بالسنة فإن شك  استظهر) (7).

ويجوز الإشارة بالسلام على من بُعد عن سماع لفظ السلام (8).

وخص الرسول صلى الله عليه وسلم هاتين الخصلتين بالذكر لمسيس الحاجة إليهما في ذلك الوقت، لما كانوا فيه من الجهد ولمصلحة التأليف. ويدل على ذلك أنه عليه الصلاة والسلام حث عليهما أول ما دخل المدينة (1)، كما رواه الترمذي وغيره من حديث عبدالله بن سلام "أيها الناس: أَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَأَفْشُوا السَّلَامَ، وصلوا الأرحام، وصلوا الليل والناس نيام، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ" (2). قال النووي: (وإنما وقع الحاجة إلى إفشاء السلام وإطعام الطعام أكثر وأهم، لما حصل من إهمالهما والتساهل في أمورهما ونحو ذلك) (3) هذا في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف بحالنا اليوم من بعد الناس عن سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأن ندرس معالمها فإلى الله المشتكى.

قوله: "على من عرفت ومن لم تعرف" أي: لا تخص به أحداً تكبراً أو تصنعاً، بل تعظيماً لشعار الإسلام ومراعاة لأخوة المسلم (4).

ولا يخص بالسلام على من يعرف كما يفعله كثير من الناس اليوم قال النووي (في التسليم على من لم يعرف: إخلاص العمل لله تعالى، استعمال التواضع، وإفشاء السلام الذي شعار هذه الأمة) (5).

وقال ابن بطال: (في مشروعية السلام على غير معروف استفتاح المخاطبة؛ للتأنيس ليكون المؤمنون كلهم أخوة فلا يستوحش أحد من أحد) (1).


المراجع

  1. رواه الترمذي برقم (1639. وصححه الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (4113)
  2. . صحيح الجامع الصغير وزيادته برقم (3318).
  3. ابن حجر فتح الباري (1/ 56).
  4. النووي، شرح صحيح مسلم (1/ 207).
  5. ابن حجر فتح الباري (1/ 56).
  6. المرجع السابق.
  7. المرجع السابق.
  8. رقم (1036) وصححه الألباني في صحيح الأدب المفرد برقم (1005)
  9. الصنعاني، سبل السلام، (4/ 402).
  1. المرجع السابق403.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day