1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. غزوة الأحزاب

غزوة الأحزاب

الكاتب : صالح أحمد الشامي

غزوة الأحزاب

ذهب بنو النضير إلى خيبر. . ثم انطلق زعماؤهم إلى قريش وغطفان. . يحرضونهم على حرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وسرت قريش لذلك وسارعت لتلبيته، وكذلك عطفان. .

ووصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه واستشار أصحابه. . وكان حفر الخندق. .

ووصل المشركون فوجدوا أنفسهم أمام الخندق. . وطال مكوثهم. . ثم استطاعوا إقناع قريظة بنقض العهد مع الرسول صلى الله عليه وسلم. .

وكانت أياماً عصيبة بالنسبة للمسلمين

{وَبَلَغَتِ ٱلْقُلُوبُ ٱلْحَنَاجِرَ}

[الأحزاب: 10]

 ثم فرج الله عنهم بفضله ورحمته. .

وغادرت الأحزاب مواقعها. .

وكانت بعد ذلك تصفية الحساب مع بني قريظة جزاء خيانتهم.

كانت غزوة الأحزاب ذروة الخط البياني في هجوم المشركين على المدينة، وكانت كذلك نهاية له، وفقد قال صلى الله الله عليه وسلم بعد ذهاب الأحزاب: "لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا" وفي رواية: "الآن نغزوهم ولا يغزونا نحن نسير إليهم" (1).

وتنفس المسلمون الصعداء بعد الخندق، وأتيح لهم بعد ذلك أن يجدوا شيئاً من الراحة ولو إلى مدة يسيرة.

- فبعد ستة أشهر من قريظة، خرج صلى الله عليه وسلم يريد بني لحيان الذين غدروا بأصحاب الرجيع، وأظهر أنه يريد بلاد الشام، وذلك بقصد التمويه. . ولكنهم هربوا. . وأرسل فوارس إلى كراع الغميم لتسمع به قريش.

- وفي جمادى الأولى سنة ست من الهجرة بعث صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة في مائة وسبعين رجلاً لاعتراض تجارة لقريش. . فأخذوها وأسروا ناساً ممن كان في العير.

- وفي شعبان سنة ست من الهجرة، بلغه صلى الله عليه وسلم أن الحارث بن ضرار يجمع بني المصطلق لحربه، فأرسل إليه بريدة بن الحصيب، حيث تأكد من الخبر، ثم ندب صلى الله عليه وسلم الناس وخرج إليهم وداهمهم وقتل مقاتلتهم. .

- وبعث صلى الله عليه وسلم أبا عبيدة بن الجراح في ثلاثمائة إلى سيف البحر يرصدون عيراً لقريش.

- كما كانت عيونه صلى الله عليه وسلم ترصد تحركات اليهود في خيبر. .

تلك هي الخطوط العريضة التي تبين لنا الحركة الجهادية والسياسية فيما بين بدر والحديبية. تلك الحركة التي لم تهدأ، ولم تعرف الراحة في يوم من الأيام، وكان على المدينة أن تكون عيونها ساهرة في كان مكان في طول الجزيرة وعرضها، تتعرف ما يدور فيها، فقد كانت هجمة الكفر شديدة قاسية.

وقد فوتت يقظة المسلمين على المشركين الكثير من الخطط التي كانت قد أعددت للنيل منهم، والغدر بهم.

وقد تميزت خطته صلى الله عليه وسلم في الأحداث التي وقعت في هذه الفترة بسرعة المبادرة، ومباغتة أعدائه، وعدم إتاحته الفرصة لهم للبدء بتنفيذ ما يريدون وفي هذا ما فيه من صيانة لطاقات المسلمين، والحفاظ عليها.  . كما أنه كان مرهباً لأعداء المسلمين.

المراجع

  1. البخاري، كتاب المغازي، باب غزوة الخندق.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day