البحث
من بَابُ الاحتِرَازِ مِن الوَباءِ
15- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "لَا يُورِدُ الْمُمْرِضُ عَلَى الْمُصِحِّ" (1).
غريب الحديث:
الْمُمْرِضُ: الذي له إبل مرضى.
الْمُصِحِّ: الذي صحت ماشيته من الأمراض والعاهات.
المعنى الإجمالي:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن مخالطة المريض للصحيح؛ صيانة للدين والبدن؛ صيانة للعقيدة الصحيحة؛ وصيانة للبدن الصحيح، وهذا من حرصه صلى الله عليه وسلم على سلامة أمته عقيدة وجسداً.
ما يستفاد من الحديث:
1- إذا كان الحديث ورد إرشاداً لأصحاب المشية بعزل المريضة عن الصحيحة في الماء والمرعى؛ فيكون في حق البشر أولى، وأشد تأكيداً.
2- العزل صيانة للعقيدة الصحيحة القائلة بأن المرض والصحة من الله عز وجل؛ وليست بيد العدوى.
3- فإذا خالطت الصحيحة المريضة فمرضت، فربما وقع في النفس أن ذلك من قبيل العدوى، بعيداً عن عقيدة القضاء والقدر، فيقع المحذور.
4- وحقيقة انتقال المرض لا بطبعه، ولكن بفعل الله تعالى، فالله سبحانه وتعالى خالق الأسباب والمسببات.
5- هذا الحديث أصل في وجوب العزل الصحي للمرضى في الأوبئة التي تنتقل بالمخالطة.
6- وفيه خطاب للمريض العاقل أن يعزل نفسه حال الوباء، ويكره له مخالطة الأصحاء.
7- إذا تعمد المريض مخالطة الأصحاء لنقل المرض، فيأثم بهذا الفعل؛ لأنه تعمد إلحاق الأذى بالآخرين.
8- فالعزل الصحي هو من باب اجتناب الأسباب التي جعلها الله تعالى أسباباً للهلاك والأذى، والعبد مأمور باتقاء أسباب الضرر إذا كان في عافية.
9- وهذا الإرشاد النبوي يدل على كمال شفقته صلى الله عليه وسلم بأمته؛ فأرشد إلى مجانبة ما يحصل الضرر به.
المراجع
- أخرجه البخاري (5774) ومسلم (2221).