البحث
كَفَّارَةِ البَلاءِ وَالمَرَضِ
بَابُ كَفَّارَةِ البَلاءِ وَالمَرَضِ
5- عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ، مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ، وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ، حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا، إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ" (1).
غريب الحديث:
النَّصَبُ: التعب.
الوَصَبُ: دوام الوجع، ويطلق على التعب والفتور في البدن.
الهَمُّ: أهمه الأمر إذا أقلقه وأحزنه الحزن.
الغَمُّ: الكرب.
المعنى الإجمالي:
كل ما يلحق المسلم من أذى في بدنه من مرض أو وجع أو تعب، وما يلحقه من أذى في نفسه من هم وغم وحزن، كل هذه الأقدار إنما هي رحمة للمؤمن، وكفارة لما اقترفه من خطايا.
ما يستفاد من الحديث:
1- الأمراض والوباء وغيرها من المؤذيات طهارة للمؤمن من الذنوب، ورفعة للدرجات؛ بشرط الصبر؛ لأن المصاب من حرف الثواب.
2- المصائب والأسقام والآلام الجسدية والنفسية تصيب كل إنسان؛ لكنها كفارة ورحمة للمسلم، وعقوبة قدرية لغيره.
3- ينشأ الهم والغم عن التفكير بما يتوقع حصوله، أو التفكير بأمر قد حدث؛ فيتأذى القلب، وتصيبه الآفات النفسية.
4- عقيدة المسلم أن هذه الآفات هي بقدر الله عز وجل، هذه العقيدة تبعث في نفسه الرضا فلا يتسخط، وتبعد عنه اليأس فلا يقنط من رحمة الباري عز وجل.
5- الهم إذا استولى على النفس نحل الجسد، فالهم يذيب الرجال، ويقال في اللغة: هممت الشحم إذا أذبته.
6- على المسلم أن يستحضر عظم الأجر والثواب، إن صبر على ما يصيبه من مكروه في نفسه وبدنه.
7- السائرون إلى الباري عز وجل؛ حين تصيبهم المكروهات فإنهم بين منزلتين من العبودية: فهم إما على منزلة الرضا فيتلقون البلاء على وجه التعبد؛ فيحمدونه ويشكرونه.
8- وإما على منزلة الصبر، فينالون أجرهم بغير حساب.
المراجع
- أخرجه البخاري (5641)، ومسلم (2573).