البحث
النهي عن الطيرة، والقيل والقال
19- عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
"لَا عَدْوَى وَلَا طِيَرَةَ، وَيُعْجِبُنِي الْفَأْلُ" قَالُوا: وَمَا الْفَأْلُ؟ قَالَ: "كَلِمَةٌ طَيِّبَةٌ" (1).
غريب الحديث:
العدوى: أن يصيبه مثل ما بصاحب الداء.
الفأل: الفأل يستعمل فيما يسوء، وفيما يسر، وأكثره في السرور، والطيرة لا تكون إلا في الشؤم.
المعنى الإجمالي:
نفى النبي صلى الله عليه وسلم أن تكون العدوى معدية بذاتها، ونهى عن التشاؤم المبني على زجر الطير، فهذه الأمور لا ترد قدراً ولا تغير قضاء.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتفاءل بالكلمة الطيبة وبالاسم الحسن.
ما يستفاد من الحديث:
1- الحديث أصل في الإيمان بقضاء الله وقدره، خيره وشره، ونفى ما يضاد هذه العقيدة من طيرة وإثبات العدوى لذات المرض.
2- في زمن الابتلاء يكثر التشاؤم والتطير، مما يؤدي إلى التسخط والاعتراض على المقدور، وهذا مخالف للعقيدة الصحيحة.
3- فيجب في زمن الابتلاء؛ نشر التفاؤل الذي هو ضد الطيرة والتشاؤم.
4- وفرق بين الفأل والطيرة: أن الفأل إنما هو من طريق حسن الظن بالله عز وجل، والطيرة إنما هي من طريق الاتكال على شيء سواه، فلذلك تركت الطيرة، واستؤنس بالفأل.
5- في التفاؤل حسن رجاء، وقوة أمل بالله عز وجل، وأما إذا قطع رجاءه وأمله من الله تعالى، صار مع سوء الظن وتوقع البلاء.
6- من أمثلة التفاؤل: أن يدخل المريض مشفى السلمانية، أو يسمع رجلاً يقول: يا سالم، فيتفاءل المريض ومن حوله بالسلامة.
7- وهذا معنى
قوله صلى الله عليه وسلم في بعض طرق الحديث:
"الْكَلِمَةُ الصَّالِحَةُ يَسْمَعُهَا أَحَدُكُمْ"
يعني: أن يقصد المرء امراً، فيسمع كلمة صالحة يفرح بها وتحرضه على ذلك الأمر.
8- ومن هذا الباب كان الشارع يستحب الاسم الحسن، والفأل الصالح، وقد جعل الله تعالى في فطرة الناس محبة الكلمة الحسنة، والفأل الصالح، والأنس به، كما جعل فيهم الارتياح للبشري والمنظر الأنيق.
المراجع
- أخرجه البخاري (5776) ومسلم (2224).