البحث
وكان ذلك النفقد يتأكد في الأوقات الحرجة
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد؛ لطلب سعد بن الربيع، وقال لي: "إن رأيته فأقرئه مني السلام، وقل له: يقول لك رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف تجدك؟" فجعلت أطوف بين القتلى، فأصبته وهو في آخر رمق، وبه سبعون ضربة ما بين طعنة برمح، وضربة بسيف ورمية بسهم. فقلت له: يا سعد، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ عليك السلام، ويقول لك: أخبرني كيف تجدك؟ قال: على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعليك السلام. قل له: يا رسول الله، أجد ريح الجنة. وقل لقومي الأنصار: لا عذر لكم عند الله إن خلص إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيكم شفر يطرف. وفاضت نفسه رحمه الله.
وهذا اشتغال واهتنمام منه صلى الله عليه وسلم بأصحابه، وبحثه عن من فقد منهم بعد الموت، ليعلم ما خبره، وما الذي غيبه.
وقوله (أجد ريح الجنة): يحتمل أن يكون ذلك على الحقيقة بأن يكون شم رائحة طيبة زائدة على ما يعهده فعرف أنها الجنة.
ويحتمل أن يكون أطلق ذلك باعتبار ما عنده من اليقين، حتى كأن الغائب عنه صار محسوساً عنده.