1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. وكان صلى الله عليه وسلم ينهي من نزلت به مصيبة أن يتمنى الموت للضر الذي نزل به

وكان صلى الله عليه وسلم ينهي من نزلت به مصيبة أن يتمنى الموت للضر الذي نزل به

الكاتب : محمد صالح المنجد
317 2023/09/10 2024/11/17
المقال مترجم الى : English

عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال

قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت من ضر أصابه. فإن كان لا بد فاعلاً فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي"

وقوله: "من ضر أصابه" حمله جماعة من السلف على الضر الدنيوي، لأن فيه نوع اعتراض، ومراغمة للقدر المحتوم.

فإن وجد الضر الأخروي بأن خشي فتنة في دينه؛ لم يدخل في النهي.

قال النووي: "في الحديث: التصريح بكراهة تمني الموت؛ لضر نزل به من فاقة، أو محنة بعدو، ونحوه من مشاق الدنيا.

فأما إذا خاف ضرراً، أو فتنة في دينه فلا كراهة فيه؛ لمفهوم هذا الحديث".

وقد فعل ذلك بعض السلف: فقد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه في آخر حياتي: "اللهم كبرت سني، وضعفت قوتي، وانتشرت رعيتي؛ فاقبضني إليك غير مضيع ولا مفرط".

وعن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: عدت أبا هريرة، فسندته إلى صدري، ثم قلت: اللهم اشف أبا هريرة.

فقال: اللهم لا ترجعها، ثم قال: إن استطعت يا أبا سلمة أن تموت؛ فمت.

فقلت: يا أبا هريرة إنا لنحب الحياة.

فقال: والذي نفس أبي هريرة بيده؛ ليأتين على العلماء زمان الموت أحب إلى أحدهم من الذهب الأحمر، ليأتين أحدكم قبر أخيه فيقول: ليتني مكانه.

ويدل على ذلك صراحة حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً، وفيه: "وإذا أردت بعبادك قتنة؛ فاقبضني إليك غير مفتون".

ويعرف المسلم أن طول العمر خير له ولو كان مريضاً.

طول العمر خير للمؤمن؛ لأانه كلما طال عمره ازداد من العمل الصالح.

عن أبي بكرة رضي الله عنه أن رجلاً قال: يا رسول الله، أي الناس خير؟

قال: "من طال عمره، وحسن عمله".

فإذا وقع المسلم في ضائقة، أو أصابه مرض، فلا يتمن الموت؛ كيلا يحرم من مواصلة العمل الصالح.

عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال

"لا يتمنى أحدكم الموت، إما محسناً؛ فلعله يزداد، وإما مسيئاً؛ فلعله يستعتب"

ولفظ مسلم

"لا يتمنى أحدكم الموت، ولا يدع به من قبل أن يأتيه؛ إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمن عمره إلا خيراً"

قال ابن حجر: "فيه: إشارة إلى تغبيط المحسن بإحسانه، وتحذير المسيء من إساءته.

فكأنه يقول: من كان محسناً؛ فليترك تمني الموت، وليستمر على إحسانه، والازدياد منه.

ومن كان مسيئاً؛ فليترك تمني الموت، وليقلع عن الإساءة؛ لئلا يموت على إساءته، فيكون على خطر".

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day