البحث
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من شر فتنة الغنى
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول:
"اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والهرم، والمأثم، والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار، وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال. اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين حطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب".
قال النووي: "استعاذته صلى الله عليه وسلم من فتنة الغنى، وفتنة الفقر؛ فلأنهما حالتان تخشى الفتنة فيهما بالتسخط وقلة الصبر، والوقوع في حرام أو شبهة للحاجة.
ويخاف في الغنى من الأشر، والبطر، والبخل بحقوق المال، أو إنفاقه في إسراف وفي باطل، أو في مفاخر.
وأما الكسل فهو عدم انبعاث النفس للخير، وقلة الرغبة مع إمكانه.
قال الخطابي: "إنما استعاذ صلى الله عليه وسلم من الفقر الذي هو فقر النفس لا قلة المال. قال القاضي: وقد تكون استعاذته من فقر المال، والمراد الفتنة في عدم احتماله، وقلة الرضا به.
وأما استعاذته صلى الله عليه وسلم من المغرم، وهو الدين، فقد فسره صلى الله عليه وسلم أن الرجل إذا غرم حدث، فكذب، ووعد، فأخلف، ولأنه قد يمطل المدين صاحب الدين، ولأنه قد بشتغل به قلبه، وربما مات قبل وفائه، وفبقيت ذمته مرتهنة به".