البحث
ومن شفقته ﷺ عليهن أنه كان يراجع بعض أزواجهن فيما يهمهن من الأمور
عن عائشة رضى الله عنها قالت :
دخلت على خويلة بنت حكيم ، وكانت عند عثمان بن مظعون . فرأى رسول الله ﷺ بذاذة هيئتها (1)، فقال لي : " ياعائشة ما أبذ هيئة خويلة ". فقلت : يارسول الله امرأة لا زوج لها ، يصوم النهار ، ويقوم الليل ، فهى كمن لا زوج لها ، فتركت نفسها وأضاعتها . فبعث رسول الله ﷺ إلى عثمان بن مظعون ، فجاءه . فقال : " ياعثمان ، أرغبة عن سنتى ؟! " . فقال : لا والله يارسول الله ، ولكن سنتك أطلب . قال : " فإنى أنام وأصلى ، وأصوم وأفطر ، وأنكح النساء ، فاتق الله ياعثمان ، فإن لأهلك عليك حقاً ، وإن لضيفك عليك حقاً ، وإن لنفسك عليك حقاً ، فصم وأفطر ، وصل ونام " (2).
" فإن لأهلك عليك حقاً " : قال الخطابي : يريد أنه إذا أذاب نفسه وجهدها ضعفت قوته ، فلم يستطع قضاء حاجة أهله .
وإن لضيفك عليك حقاً " : فيه دليل على أن المتطوع بالصوم إذا أضافه ضيف كان المستحب له أن يفطر ، ويأكل معه ؛ لينبسط بذلك منه ، ويزيد في محبته لمواكلته إياه ، وذلك نوع من إكرامه (3).
المراجع
- البذاذة رثاثة الهيئة . يقال : بذ الهيئة وباذ الهيئة : أى رث اللبسة . النهاية [١١٠/١ ] .
- رواه أبو دواد [ ١٣٦٩] ، وأحمد [ ٢٥٧٧٦ ] ، واللفظ له ، وصححه الألباني في صحيح الجامع [٧٩٤٦ ].
- عون المعبود [١٧٠/٤ ] .