البحث
تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ
تحت قسم :
من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
5582
2019/10/08
2024/10/08
المقال مترجم الى :
हिन्दी
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي مُسْلِمٍ عَبْدِ اللَّهِ الْخُرَاسَانِيِّ– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا، وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ".
الإسلام دين الإخاء والمحبة، والتعاون على البر والتقوى، والإخلاص لله – عز وجل – في القول والعمل.
والمؤمن الحق هو الذي لا يحمل في قلبه لأخيه غلاً ولا حقداً ولا حسداً ولا يأتي من الأفعال ما يؤثر على الصلة الإيمانية الوثيقة، بل يحافظ على الود ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً، فإذا تأثرت العلاقة بين المؤمن وأخيه المؤمن بأي عارض من العوارض الشيطانية – تدارك هذا العارض إيان وقوعه فتلاشاه قبل أن يستفحل خطره، واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم، واعتذر لأخيه على ما بدر منه، وتاب واستغفر، وعزم على أن يكون أحسن مما كان عليه.
ويقول الله – عز وجل-: { وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ } (سورة الأعراف: 200-201).
والوسائل التي يستعيد بها المؤمن ود أخيه ويستجلب المزيد من عطفه عليه كثيرة، منها ما ذكره النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – في هذه الوصية.
فقوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "تَصَافَحُوا يَذْهَبْ الْغِلُّ" وسيلة من أعظم الوسائل في تطييب النفوس وإزالة ما بها من حقد وعداوة وشحناء، لكن ما معنى المصافحة؟
المصافحة لها معنيان: أحدهما قريب متبادر إلى الذهن، والآخر بعيد لا يتجه الذهن إليه مع أنه وجيه.
المعنى الأول: المصافحة بالأيدي؛ بأن يضع الرجل كفه اليمنى في كف أخيه اليمنى، ويجعل كل منهما بطن يساره على ظهر كف يمين الآخر.
وهذه هي السنة كما ذكر أكثر المحدثين.
فإذا ما تصافح المؤمنون بالأيدي، فكأنهم تعاهدوا على الحب والود والإخاء من جديد.
واتصال الأيدي سبب في اتصال القلوب، فما دام المؤمنان التقيا على الخير وطاب كل منهما نفساً أن يضع كفه في كف أخيه – فقد تأكد لديهما أن العداوة قد ذهبت عنهما، وما عليهما إلا أن يتعاتبا إن كان هناك داع للعتاب، أو يصفح أحدهما عن الآخر بغير عتاب.
والعتاب أحياناً يبقي على الود (ويبقي الود ما بقي العتاب).
وأحياناً يكون سبباً في التباعد والتفرق، وذلك إذا كان في غير محله.
إذا كنت في كل الأمور معاتباً أخاك لم تلق الذي لا تُعاتبه
والمعنى الثاني للمصافحة: هو الصفح الجميل.
فالمعنى الأول: مأخوذ من الصفحة، وهي صفحة الكف، يقال: صافح فلان فلاناُ، أي وضع صفحة كفه اليمنى في كفه اليمنى.
والمعنى الثاني: مأخوذ من الصفح، وهو التجاوز والتسامح والعفو وما في معناه.
والمعنيان صحيحان مقصودان بهذا الأمر الوارد في الحديث، فتلاصق الأيدي أمارة على تقارب القلوب.
ولكن المعنى الأول هو المتبادر إلى الذهن – كما أشرنا -، والثاني تبعٌ له ولصيق به.
وقد ذكر بعض العلماء أن أول من صافح بالأيدي أهل اليمن.
فقد أخرج البخاري في كتاب الأدب المفرد وأبو داود بسند صحيح، عن أنس – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال: أَقْبَلَ أَهْلُ الْيَمَنِ وَهُمْ أَوَّلُ مَنْ حَيَّانَا بِالْمُصَافَحَةِ.
ومن يومها أخذ الصحابة يتصافحون بالأيدي، لما وجدوا فيها من الأنس وإظهار الحب، والتجاوب الوجداني.
قال قتادة – رحمه الله – قلت لأنس– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –: أكانت المصافح في أصحاب رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: نعم.
وروى أحمد وأبو داود أن رجلاً سأل أبا ذر– رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ –: هَلْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَافِحُكُمْ إِذَا لَقِيتُمُوهُ؟ قَالَ: مَا لَقِيتُهُ قَطُّ إِلَّا صَافَحَنِي.
وروى الطبراني في الأوسط عن أنس – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قال: "كَانُوا إِذَا تَلَاقَوْا تَصَافَحُوا، وَإِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ تَعَانَقُوا"
وفي الترمذي عن أنس – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – قَالَ: قيل: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الرَّجُلُ يَلْقَى أَخَاهُ أَيَنْحَنِي لَهُ؟ قَالَ: "لَا"
قَالَ: فَيَأْخُذُ بِيَدِهِ وَيُصَافِحُهُ، قَالَ: "نَعَمْ".
هذا.. وينبغي على المسلم أن يلقى أخاه عند المصافحة بالبشاشة والدعاء بخيري الدنيا والآخرة.
روى مسلم في صحيحه عن أبي ذر – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ – أَنَّ رسول اللَّهُ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قَالَ: "لَا تَحْقِرَنَّ مِنْ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ".
وجاء في كتاب ابن البستى عن البراء بن عازب – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – أن رسول الله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قال: "إِنَّ المُسْلِمَيْنِ إِذَّا التقيا فَتَصَافَحَا وَتَكَاشَرَا بِوُدّ، ونصحية، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا بينهما". وقد أخرجه الحسن بن سفيان وأبو يعلى في مسنديهما أيضاً.
ومعنى تكاشرا: ابتسم كل لصاحبه، فالكشر معناه: إظهار البشاشة بالابتسام.
وهنا مسألتان رأيت من الخير أن أتحدث فيهما بإيجاز تتمة للفائدة، وقد تكلمت عنهما في الجزء الثالث من كتابي الفقه الواضح.
المسألة الأولى: في حكم السلام على النساء.
والمسألة الثانية: في حكم المصافحة عقب الصلوات الخمس.
أما مصافحة الرجل للمرأة، فلا تجوز ولو بحائل، على الأصح من أقوال الفقهاء – ما لم تكن زوجة أو محرماً.
لأن الإسلام حريص على وقاية كل منهما من الفتنة، فإن لمس المرأة لا يقل فتنة عن النظر إليها، وليم يثبت من طريق صحيح أن النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – صافح امرأة أجنبية من غير حائل ولا بحائل.
روى أحمد والترمذي وصححه، والنسائي وغيرهم عَنْ أُمَيْمَةَ بِنْتِ رُقَيْقَةَ قَالَتْ: " أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي نِسَاءٍ نُبَايِعُهُ ... الحديث" وفيه: قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تُصَافِحُنَا؟
قَالَ: "إِنِّي لَا أُصَافِحُ النِّسَاءَ، وَإِنَّمَا قَوْلِي لِمِائَةِ امْرَأَةٍ كَقَوْلِي لِامْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ".
وأخرج البخاري في صحيحه عن عائشة – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا – قالت: كان النَّبِيِّ – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: { لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا } (سورة الممتحنة: 12).
قالت: "وَمَا مَسَّتْ يَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَ امْرَأَةٍ إِلَّا امْرَأَة يَملُكَهَا".
لكن ما الحكم إذا مدت يدها لتصافحه، فهل يصافحها لكي لا يحرجها ويجرح مشاعرها، أم يمتنع من ذلك صيانة لدينه وعرضه؟
وهل لو مد يده إليها، تصافحه أم لا؟
أقول – والله أعلم – : ينبغي على كل منهما أن يمتنع عن المصافحة بطريقة مهذبة أو بشيء من المراوغة، بحيث يجتنب كل منهما الإحراج من جهة، والفتنة من جهة أخرى.
فإن لم يستطع صافحها – أو صافحته – بحائل ثم عرفها – أو علافته – الحكم بعد ذلك بأسلوب مهذب لا يجرح المشاعر، ولا يظهر فيه التشدد والتوبيخ، وهذا مبنى على ارتكاب أخف الضررين عند عدم إمكان الاجتناب.
والحائل لابد أن يكون كثيفاً، لأنه لو كان رفيقاً لم يمنع الملامسة.
وأما المصافحة عقب الصلوات الخمسة فلا أصل لها في الشرع، فهي إذا مكروهة، ولا يبعد أن تكون بدعة؛ لأنه لم يرو فعلها عن الصحابة، فيما أعلم.
والأصل في المصافحة أن تكون قبل اللقاء، والناس يتلاقون قبل الصلاة فلا يتصافحون، فإذا سلموا منها تصافحوا، فتقع المصافحة في غير محلها.
ولكن إذا مد الرجل يده إلى أخيه عقب الصلاة ليصافحه، فليمدد إليه يده بالمصافحة ولا يحرجه، فإن الأصل في المصافحة أنها سنة، فهو لم يخرج عن الأصل ولكن أتى بالمصافحة في غير محلها، فكره ذلك ولم يحرم.
ولا يقال: إن في ذلك إعانة على البدعة؛ لأن دفع الإحراج من المستحبات، وهو سبيل إلى إسداء النصح إليه وتقبله منه بصدر رحب، بخلاف ما لو أبى أن يصافحه، فإنه لا يقبل منه كلاماً بعد ذلك، فمن الخير إذن أن يصافحه أولاً ثم يبين له الحكم بعد ذلك في الوقت المناسب.
وبقى لنا في هذه الوصية جزؤها الثاني وهي قوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "تَهَادَوْاتَحَابُّوا، وَتَذْهَبْ الشَّحْنَاءُ".
والهدية – كما نعلم – لها في النفوس سحر خاص، فهي تهدي إلى البر والمحبة، وتدفع بلطف إلى التعاون على البر والتقوى، وكأنها في ذاتها هدى إلى طريق الخير والألفة، فمن أهدى لأخيه شيئاً برضا. وطيب نفس، فكأنه وضع له على طريق الخير معلماً يهديه إليه ويعرفه به.
والهدية تسبق المصافحة وتمهد لها في كثير من الأحيان، وقد تأتي بعد المصافحة لإزالة ما بقي بعدها من آثار الغل والشحناء.
وقد كانت بلقيس امرأة بلغت من الذكاء ما يثير العجب، وكان من ذكائها أنها أرادت أن ترد سليمان – عليه السلام – عن بلادها بالهدية؛ لأنها تعلم أن للهدية تأثيراً بليغاً في النفوس، وأنها رسول سلام بين الناس، فقالت – كما حكى القرآن عنها -: { إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ } (سورة النمل: 34-35).
قالت ذلك وهي ترد على الأشراف من قومها عندنا اغتروا بقوتهم وبأسهم الشديد، وأسندوا الأمر إليها، وانتظروا منها الإشارة يجمع الجموع وإعلان الحرب، وهي غوغائية بغيضة لا يلجأ إليها إلا الأغبياء من الناس، وهي التهور بعينه، فأين قولهم من قولها!
{ قَالُوا نَحْنُ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولُو بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ } (سورة النمل: 33).
وفي هذا القول – فوق ما ذكرنا – سلبية صدرت من قوم لا علم لهم – في الحقيقة – بفنون الحرب، ولا رأى لهم يشيرون به حين يستشارون، وكلامهم هذا فيه رائحة النفاق كما لا يخفى على أولي الألباب، فهم موافقون على كل شيء، ومسلمون لها في كل شيء، ولو كانوا عقلاء أذكياء أشداء ما حكمتهم امرأة.
إذا عرفت هذا، فاعلم أن قوله – صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ –: "تَهَادَوْا" من الرشد بمكان؛ فإن الهدية تصنع ما لا تصنعه القوة، وتحقق من الرغبات ما لا يتحقق بغيرها، فهي من أعظم الوسائل – كما أشرنا – إلى ذهاب الغل والشحناء.
والغل – بكسر الغين وتشديد اللام – هو الحقد الدفين، الذي يترجم عنه السلوك المعوج، ويقال له: الحقد، وهو ما يسبق الحسد ويؤدي إليه حتماً.
وسمى غلاً: لأنه غل معنوي، يكبل المرء ويعوقه عن مصالحة الناس ومسايرتهم، والتعاطف معهم في السراء والضراء.
فمن كان في قلبه غل فليس بمؤمن حقاً كما ينبغي أن يكون الإيمان، فليبادر إلى التخلص منه بكظم الغيظ والعفو والصفح والغفران.
واعلم أن كظم الغيظ: حبسه في النفس حتى لا يظهر في السلوكيات، من قولهم: كظمت القربة، أي أغلقت فمها لئلا ينكسب منها الماء.
وأما العفو، فهو ترك العقاب.
وأما الصفح، فهو ترك العتاب.
وأما الغفران، فهو نسيان ما كان أو تناسيه.
وقد علمنا الله دعوة تذهب عنا الغل وتقينا بوائقه، فقال حكاية عمن يجيء من المؤمنين المخلصين بعد المهاجرين والأنصار.
{ وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ } (سورة الحشر: 10).
والدعاء من أطيب أنواع الذكر، فهو مخ العبادة، بل هو العبادة نفسها، كما جاء في الحديث الصحيح.
وقد قال الله – عز وجل - : { الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ } (سورة الرعد: 28).
والقلوب إذا اطمأنت بذكر الله سلمت من الأحقاد والضغائن، وامتلأت بالحب لكل الناس، فالناس جميعاً إخوة في الإنسانية، لا يجوز لأحد أن يتعالى على أحد بجاهه ومنصبه، أو يتفاخر عليه بماله، أو يعتدي على حرمة من حرمانه، إلا أن يكون ذلك رداً للعدوان ودفعاً للظلم.
والشحناء ليست من صفات المؤمن، وهي الخصومة والنزاع وكل ما يشحن به القلب، من الأثرة وحب الذات، وبغض الناس واحتقارهم، والسخرية منهم، والاستهزاء بهم بأي شكل من الأشكال.
والله عز وجل يقول: { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } (سورة غافر: 19-20).
نسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقنا وإياكم إلى ما يحبه ويرضاه.