1. المقالات
  2. برنامج طريق النور
  3. المسيح سيعود إلى صنعاء

المسيح سيعود إلى صنعاء

57 2025/06/11 2025/06/11
 المسيح سيعود إلى صنعاء

ستون ألف جندي قويّ، معهم إثنى عشر فيل عتيّ،  يقودهم ابرهة الحبشيّ ملك اليمن، رغبة في هدم الكعبة!

وعندماً اقتربوا منها، ووجهوا فيلهم العظيم نحوها، برك وقعد ولم يتحرك، ومهما فعلوا به وضربوه ألا إنه لم يقوم، وعندما وجهوه إلى جهة اليمن قام يهرول إليها، وكذلك إذا وجهوه إلى الشام، وإلى أيّ جهة أخرى غير جهة الكعبة!  

وبينما هم منصدمون من موقفه، أرسل الله عليهم طيوراً صغيرة يتبع بعضها بعضاً وكل طير معه ثلاثة أحجار نارية حجر في منقاره، وحجران في رجليه، يلقونها على جيش أبرهة، فلم تصب منهم أحداً إلا تقطعت كل أعضاءه وهلك.

وأمّا ملكهم أبرهة فقد أصابه الله بداء تساقطت بسببه أنامله فلم يصل إلى صنعاء إلا و جسده يشبه بقايا مخلفات الحيوانات!

انظروا كيف انتقم الله لبيته  بجندي صغير من جنوده، من جيش هابه كل الناس حتى فزعوا وهربوا خلف الجبال! 

                       

     ( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ  ) 

                ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ ۝ أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ ۝ وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ ۝ تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ ۝ فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ )

المسيح سيعود إلى صنعاء  ( 1) 

بيت الله الحرام الذي بناه إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام والذي كان يتوافد عليه الحجاج من كل مكان.

شعر بالغيرة منه ملك اليمن أبرهة الحبشي، فقام وصنع كنيسة في صنعاء ثم اخترع كذبة ليضحك بها على الناس، فقال لهم: (أن المسيح عليه السلام سيعود إلى صنعاء وسيصلى في هذه الكنيسة)) (2)

ثم بعث إلى سيده الملك الأكبر لبلاده النجاشي: إني بنيت لك كنيسة لم يبن مثلها، ولست منتهيا حتى أصرف إليها حج العرب!

وعندما سمع بذلك  القول رجل عربي من بني كنانة دخل إلى هذه الكنيسة التي كانت مرصعة بالذهب والفضة والمعادن النفيسة فـ "بال" و "تغوّط فيها"، (أي: قضى حاجته فيها) فلمّا علم أبرهة بذلك غضب غضباً شديداً وحلف أن يذهب إلى بيت الله في مكة ليهدمه.

فكتب إلى النجاشي ليخبره بذلك وليطلب منه أن يرسل له فيلة..

 وكان له فيل يقال له: محمود، لم يُرَ مثله عظما وجسما وقوة، فبعث به إليه.

فانطلق به قاصداً بيت الله يريد هدمة. 

وعندما علم بذلك العرب خافوا خوفاً شديداً فلم يقاوم منهم إلاً القليل، وحتى هؤلاء قام أبرهة بِأَسْرِهم وقتلهم لتفوقه عليهم في العدة والقوة. 

ما لنا به قوة!

وعندما كانوا على وشك الوصول إلى مكة بعث أبرهة رجلا من الحبشة يقال له: الأسود بن مفصود

وأمره بأن يستولى على جميع ممتلكاتهم وينهب ثرواتهم ثم يأتيه بها وبالفعل قام بذلك. 

ثم بعث أبرهة حُناطة الحميري إلى أهل مكة وقال له: 

سل عن شريفها ثم أبلغه أني لم آت لقتال، إنما جئت لأهدم هذا البيت. 

فانطلق حناطة حتى دخل مكة فلقي عبد المطلب بن هاشم -وكان سيدها -فقال له : 

إن الملك أرسلني إليك ليخبرك أنه لم يأت لقتال إلا أن تقاتلوه، إنما جاء لهدم هذا البيت ثم الانصراف عنكم.

 فقال عبد المطلب: 

هذا بيت الله الحرام، وبيت خليله إبراهيم عليه السلام فإن يمنعه منه فهو بيته وحرمه، وإن يخل بينه وبينه، فوالله ما عندنا قوة به. (3) 

(فهو يعلم بعاقبة من يحاربه من قبل، ويعلم كثرتهم عليهم في العدة والعتاد!) 

 للبيت رب يحميه !

ثم ذهب -عبد المطلب -معه إلى أبرهة ليقابله، فقدّموه إليه وقالوا عنه :  إن هذا سيد قريش صاحب عين مكة الذي يطعم الناس في السهل والوحوش في الجبال، فقد جاءك غير ناصب لك ولا مخالف عليك، وقد أصاب له الملك مائتي بعير، فإن استطعت أن تنفعه فانفعه! 

فقال عبد المطلب قولا قول صدم أبرهة ذات نفسه وهو الذي لطالما سمع عن قريش في شجاعتهم و إقدامهم!

وعندما دخل عليه ورآه أبرهة الحبشي عظّمه وأكرمه، وكره أن يجلس هو على سريره وأن يجلس هو تحته، فهبط إلى البساط فجلس عليه معه، فقال له عبد المطلب:

 أيها الملك إنك قد أصبت لي مالا عظيما فاردده عليَّ، فقال له: لقد أعجبتني حين رأيتك ولقد زهدت فيك، قال: ولم؟ قال: جئت إلى بيت هو دينك ودين آبائك وعصمتكم ومنعتكم لهدمه فلم تكلمني فيه، وتكلمني في مائتي بعير لك؟. قال: أنا رب هذه الإبل، ولهذا البيت رب يحميه.

فخرج ورجع إلى قومه وأخبرهم بحال الجيش الذي عاينه وأمرهم أن يتفرقوا خلف الجبال.

عاقبة الطواغيت!

مُهدت كل السبل لفتح يسير على ابرهة وجيشه ولكن حدث ما ليس في الحسبان..

فجأه توقف الجيش عن الحراك والسبب: أن الفيل الذي يتقدمهم يمتنع عن التقدم للأمام! 

ومهما قاموا بتحريكه ألاً إنه لا يتحرك في جهة الكعبة أبداً  وهنا أرسل عليهم الله عذاباً لم يكادوا يروا جنوده حتى أصبحوا فتاتا من نار.(4)  

وأصبح من كان يتباهى بملكه وقدرته وجرأته على الله مثل مخلفات الحيوانات {كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ } حتى مات. (5)

وليس معنى حادثة الفيل  

أنه قد لا تتعرض الكعبة في يوم من الأيام لحرب أو سفك دماء! 

فنحن في هذا الكون نسير وفقاً لحكمة الله، ونثق بنصرته لتوحيده عاجلاً ام آجلاً، فمهما اشتد البلاءات، وأخفيت عنا الأحكام، فنحن ثابتون راسخون على الإيمان. 

يقول علماء الإسلام أن هذه الحادثة كانت من باب التمهيد لبعثة النبي المجيد الذي ولد في نفس ذلك العالم. 

وكأنها رسالة من الله تبين أن نصره للكعبة ليس لمكانة قريش وخيريتهم على الأحباش،  وإنما حفظاً للبيت العتيق الذي سيتشرف ببعث النبي الخاتم  صلى الله عليه وسلم .



المراجع

  1.  https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D9%82%D9%84%D9%8A%D8%B32-
  2.  سيرة بن هشام الصفحة 43 الجزء الأول https://shamela.ws/book/23833/663-
  3.  الؤلؤ المكنون - الشيخ موسى بن راشد العازمي  صفحة 59 جزء الأول https://shamela.ws/book/38114/564-
  4.  كتاب الؤلؤ المكنون - الشيخ موسى بن راشد العازمي  صفحة 61 جزء الأول https://shamela.ws/book/38114/... 5-
  5.  كتاب الؤلؤ المكنون - الشيخ موسى بن راشد العازمي  صفحة 62 جزء الأول https://shamela.ws/book/38114/...





المقال السابق المقال التالى
موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day