1. المقالات
  2. كيف عاملهم النبي ﷺ؟
  3. تعامل النبي ﷺ مع العراب

تعامل النبي ﷺ مع العراب

الكاتب : محمد صالح المنجد
167 2024/05/04 2024/11/17
المقال مترجم الى : English



لقد كان من كمال خلقه ﷺ  وحسن تعامله مع من اتصف بالغلظة والشدة من الناس، فقد كانت له مواقف عظيمة وجليلة مع الأعراب الذين عرفوا بالشدة والغلظة في القول و الفعل، كما قال تعالى:( ٱلۡأَعۡرَابُ أَشَدُّ كُفۡرٗا وَنِفَاقٗا وَأَجۡدَرُ أَلَّا يَعۡلَمُواْ حُدُودَ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِ) [التوبه:97] فكان يقابل غلظتهم وشدتهم بالرحمة و الحلم؛

كما قال فيه الله

(فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ فَٱعۡفُ عَنۡهُمۡ وَٱسۡتَغۡفِرۡ لَهُمۡ وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ)

[ آل عمران:159]

ومن المعروف ان الأعراب وهم سكان البادية فيهم جفاء وقسوة؛ وللذلك قال النبي ﷺ ( ما بدا جفا)[1]

قال في النهاية(281/1) (أي: من سكن البادية غلظ طبعه؛ لقلة مخالطة الناس، و الجفاء: غلظ الطبع) انتهى. فمن سكن البادية أورثه ذلك جفاء في الطبع، وغلظة حتى الألفاظ، بخلاف الذي يسكن في الحضر وفي المدن، فترى خلقه أقرب وألفاظه ألين وأرق من ألفاظ الرجل الذي يعيش في البادية.

وقد قال الله تعالى

(وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغۡرَمٗا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَآئِرَۚ عَلَيۡهِمۡ دَآئِرَةُ ٱلسَّوۡءِۗ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٞ(98)وَمِنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مَن يُؤۡمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ قُرُبَٰتٍ عِندَ ٱللَّهِ وَصَلَوَٰتِ ٱلرَّسُولِۚ أَلَآ إِنَّهَا قُرۡبَةٞ لَّهُمۡۚ سَيُدۡخِلُهُمُ ٱللَّهُ فِي رَحۡمَتِهِۦٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ)

[ التوبة98:99]

وقال تعالى

(وَمِمَّنۡ حَوۡلَكُم مِّنَ ٱلۡأَعۡرَابِ مُنَٰفِقُونَۖ وَمِنۡ أَهۡلِ ٱلۡمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى ٱلنِّفَاقِ لَا تَعۡلَمُهُمۡۖ نَحۡنُ نَعۡلَمُهُمۡۚ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيۡنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَىٰ عَذَابٍ عَظِيمٖ)

[التوبة:101]

فكان منهم المؤمنون ومنهم المنافقون. ولم يكن النبي ﷺ يرضى لأحد من أصحابه جاء من البادية وسكن المدينة أن يعود إلى البادية مرة أخرى، وعد ذلك من كبائر الذنوب.

فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال

( آكل الربا، وموكله، وكاتبه إذا علموا ذلك، والواشمة، والموشومة للحسن، ولاوي الصدقة، والمرتد أعرابيا بعد الهجرة ملعونون على لسان محمد ﷺ يوم القيامة)[2]

لكن يجوز هذا في ظروف استثنائية:

فعن سلمة بن الأكوع أنه دخل على الحجاج، فقال

يا ابن الأكوع ارتددت على عقبيك؟ تعربت؟ قال: لا ولكن رسول الله ﷺ أذن لي في البدو

[3]

المراجع

  1. رواه أحمد[8619] عن أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه الألباني في صحيح الجامع[6123]
  2.  رواه النسائي[5102] وقال الألباني:( صحيح لغيره) التعليقات الحسان[3241]
  3.  رواه البخاري[7087] ومسلم[1862] وبوب عليه البخاري بقوله:( باب التعرب في الفتنة)
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day