البحث
وكان النبى ﷺ يجذرهم من إيذاء المؤمنين، وتتبع عوراتهم :
عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال :
صعد رسول الله ﷺ المنبر ، فنادى بصوت رفيع (1) فقال : " يامعشر من أسلم بلسانه ولم يفض الإيمان إلى قلبه ، لا تؤذو المسلمين ، ولا تعيروهم (2)، ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ، ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو فى جوف رحله " (3).
أى : ولو كان فى وسط منزله مخفياً من الناس ،
قال تعالى :
إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحِبُّونَ أَن تَشِيعَ ٱلۡفَٰحِشَةُ فِي ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِۚ وَٱللَّهُ يَعۡلَمُ وَأَنتُمۡ لَا تَعۡلَمُونَ
[ النور : 19 ]
ومن إيذائهم للصحابة :
ما ثبت عن أبى مسعود البدرى قال :
أمرنا بالصدقة ، وكنا نحامل على ظهورنا (4). قال : فتصدق أبو عقيل بنصف صاع ، وجاء إنسان شىء أكثر منه . فقال المنافقون : إن الله لغنى عن صدقه هذا ، وما فعل هذا الآخر إلا رياء ،
فنزلت :
ٱلَّذِينَ يَلۡمِزُونَ ٱلۡمُطَّوِّعِينَ مِنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ فِي ٱلصَّدَقَٰتِ وَٱلَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهۡدَهُمۡ فَيَسۡخَرُونَ مِنۡهُمۡ سَخِرَ ٱللَّهُ مِنۡهُمۡ وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ
[ التوبة : 79 ] (5).
فتكلموا فيمن أعطى القليل بأن الله غنى عن صدقته ، وفيمن أعطى الكثير بأنه مراء .
هكذا المنافقون دأبهم اتهام المؤمنين بالزور والبهتان ، دائما يشككون ، ويطعنون فى نوايا كل من يقوم على مشروع خيرى ، فيتهمونهم بوجود أغراض مشبوهة ، كما نرى الآن فى كثير من الجرائد الطعن فى القائمين عى الأعمال الخيرية ولمزهم ، ذلك لأن المنافقين لا يحبون الخير ، ولا يحبون فيام أعمال الخير وتناميها ، لذا فهم يشككون فى القائمين عليها ، سواء كانت هذه الأعمال فى المساجد ، أم فى المدارس ، أم فى المصالح الحكومية ، أم فى غير ذلك .
المراجع
- أى : عال .
- من التعبير ، وهو التوبيخ والتعييب .
- رواه الترمذى [ ٢٠٣٢ ]، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع [٧٩٨٥ ] .
- معناه : نحمل على ظهورنا بالأجرة ، ونتصدق من تلك الأجرة ، أو نتصدق بيها كلها .
- رواه البخارى [ ٤٦٦٨ ]، ومسلم [١٠١٨ ].