1. المقالات
  2. من وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم
  3. بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ

بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ

الكاتب : الدكتور / محمد بكر إسماعيل
4538 2018/12/06 2024/12/18
المقال مترجم الى : English اردو हिन्दी

 

 

 

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ – رضي الله عنه - أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا". 

*     *     *

هذه الوصية هي التي وردت في الحديث السابق بنصها إلا أنها جرت في مجرى آخر أعم وأشمل، فقد قال في الحديث السابق: "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا"، وقال في هذا الحديث  "بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا". دون أن يذكر عددها، والتنكير يوحي بكثرتها وتداخل بعضها في بعض، ويشعرنا بشدتها وقسوتها، فهي فتن تسلب لب الرجل الحليم، وتحمله على ارتكاب الأحموقة في تصرفاته كلها إلى الحد الذي يفقد إيمانه بربه في صباحه أو مسائه، فهي فتن كقطع الليل المظلم لا يجد المرء فيها بارقة أمل للنجاة، ولا يرى فيها الحق حقاً فيتبعه، ولا الباطل باطلاً فيجتنبه.

 *     *    *

ومعنى: "بادروا بالأعمال فتناً" أي اسبقوها بالأعمال الصالحة قبل إبانها، واغتنموا أوقاتكم قبل أن تشغلوا بها عن العمل الصالح، واسلكوا مسالك الأبرار قبل أن تحملكم الفتن على السير في مسالك الفجار، وتحروا مواطن الخير قبل أن نفقدوها، أو تعجزوا عن تحريها، واحرصوا على التحلي بالفضائل قبل أن تسلبكم الفتن العقل والحلم فلا تجدوا أنفسكم قادرين على العفو والصفح وحسن المعاشرة بالمعروف، فإن الفتن محن بعضها فوق بعض تموج موج البحر، كل فتنة تأتي أشد من الأخرى إلى الحد الذي قد يفقد المرء معه إيمانه كله أو بعضه، فلا يكون له ثبات عليه، ولا يجد له في قلبه حلاوة، ولا يشعر معه بالسكينة ولا بالطمأنينة، وذلك لأن إيمانه يكون في التناقص بسبب هذه الفتن التي تبادره وتلاحقه.

 

والدنيا في ذاتها فتنة تغر وتمر، وتزهو ثم تنكمش، وتأتي بوجه وتعرض عن صاحبها بوجه آخر، فهي كما قال الشاعر:

هي الدنيا تقول بملء فيها                  حذار حذار من بطشي وفتكي

ولا يغرركم ومني ابتسام                   فقولـي مضحك والفعـل مبكي

 

والشيطان للإنسان بالمرصاد يغريه بما فيه من حطام زائل، ويمنيه بطول الأمل، ويضله عن سواء السبيل.

{ إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ } (سورة فاطر: 6).

 

والنفس أمارة بالسوء، وتتحالف مع الشيطان ضد صاحبها فتأتمر بأمره، وتنتهي بنهيه، إلا من عصمه الله من كيده وكيدها.

 

{ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ } (سورة يوسف: 53).

 

والهوى معبود الأشرار في كل زمان ومكان، يسلبهم عقولهم فلا تكون لهم إرادة حرة، ولا عزيمة في أي أمر من الأمور النافعة، ولا رغبة في أي فعل من لهم إرادة حرة، ولا عزيمة في أي أمر من الأمور النافعة، ولا رغبة في أي فعل من أفعال الخير، ولا تكون لهم بين الناس مكانة ولا كيان.

 

{ أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا } (سورة الفرقان: 43-44).

 

فالدنيا والشيطان والنفس والهوى ينابيع الفتن كلها لا يسلم منها أحد إلا من كتب الله له السعادة وتولاه بعنايته ورعايته، والله تبارك وتعالى خير حافظاً وهو أرحم الراحمين.

 

إني بليـت بأربــع مـا سلـــوا                   إلا لشــدة شقـوتي وعنــائي

إبليس والدنيا ونفسي والهوى                   كيف الخلاص وكلهم أعدائي

*     *     *

والفتن التي ظهرت بعد النبي صلى الله عليه وسلم – ولا تزال تظهر – كثيرة ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه واحدة بعد الأخرى، فحفظ منهم من حفظ، ونسى منهم من نسى.

 

روى مسلم في صحيحه عن حذيفة – رضي الله عنه – قال: "قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمًا فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ إِلَّا حَدَّثَهُ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ قَدْ عَلِمَهُ أَصْحَابُهُ هَؤُلَاءِ وَإِنَّهُ لَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قد نسيته فأراه فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَذْكُرُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ إِذَا غَابَ عَنْهُ ثُمَّ إِذَا رَآهُ عَرَفَهُ".

 

وروى أيضاً عن أبي زيد عمرو بن أخطب قال: صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْفَجْرَ ، وَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الظُّهْرُ، فَنَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَطَبَنَا حَتَّى حَضَرَتِ الْعَصْرُ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى، ثُمَّ صَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَخَطَبَنَا حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، فَأَخْبَرَنَا بِمَا كَانَ وَبِمَا هُوَ كَائِنٌ، فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا".

 

ولم تظهر الفتنة في عصر أبي بكر ولا في عصر عمر – رضي الله عنهما- إلا بالقدر الذي يفتن الرجل فيه بأهله وماله، فلما استشهد عمر أطلت الفتن برءوسها وخرجت من مكامنها، وتتابعت فتنة بعد أخرى كما يتتابع القطر.

 

فعن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنهما – قال: "كُنا عَند عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَيُّكُمْ يَحْفَظُ حديث رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ؟ فَقُلت :أَنَا أَحْفَظُه كَمَا قَالَ، قَالَ: هَاتِ إِنَّكَ لَجَرِيءٌ، وَكيف قَالَ؟ قلت: سمعت رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: "فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَنَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصَّدَقَةُ وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ".

 

فقال عمر:  لَيْسَ هَذِا أريد، وإنما أريد الَّتِي تَمُوجُ كَمَوْجِ الْبَحْرِ قَالَ: قلت: مَا لَكَ وَلَهَا يَا أمير المؤمنين؟ إِنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا، قَالَ: فَيُكْسَرُ الباب أو يفتح؟ قَالَ: قلت: لَا، بَلْ يُكْسَرُ، قَالَ ذَاكَ أَحْرَى أَنْ لَا يُغْلَقَ أبداً، قال: فقُلْنَا لحذيفة: هل كان عمر يعلم مَن الباب؟ قَالَ نَعَمْ كَمَا يَعلم أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ إِنِّي حَدَّثْتُهُ لَيْسَ بِالْأَغَالِيطِ، قال:  فَهِبْنَا أَنْ نَسْأَلَ حذيفة من الباب؟ فقلنا لمَسْرُوقً: سَلْهُ، فَسَأَلَهُ فَقَالَ: عمر.

 

ومما وعظ النبي صلى الله عليه وسلم به أصحابه في شأنه الفتن وكيفية مواجهتها ما رواه مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا، وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُزلقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ، فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ ، وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ، وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ، قال: فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ أنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي.

 

وسيأتي في الفتن حديث آخر يوصي فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بما ينبغي فعله عند اختلاف الناس على مذاهب شتى بحسب أهوائهم فانتظره.

*     *     *

ويبقى لنا في هذه الوصية قوله صلى الله عليه وسلم: "يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا" أي بمتاع زائل مما يغتر به من لا إيمان له.

 

وهذه الفقرة من الحديث توضيح لمعنى قوله: "يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا وَيُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا" فهو يبيع دينه في صباحه أو مسائه متى وجد الفرصة سانحة لبيعه، ولا يبالي لمن باعه، فهو يدين بالإسلام تقليداً لأسرته، ولا يعتنقه بقلبه لأنه لا يعرف من أحكامه ومبادئه شيئاً يذكر، لأنه لم يجلس إلى معلم، ولم يسأل عنه خبيراً به، وإذا دعى الى مجلس علم أعرض عنه ونأى بجانبه، وسخر من رجال الدين واستهزأ بهم، ووصفهم بالتخلف والرجعية، واتهمهم بالجهل والضلال، وقال فيهم ما لا ينبغي أن يقال.

 

لهذا لا يبالي في طلب الدنيا بفضيلة أن يتخلى عنها ويستبدلها برزيلة يدعى أنها عين الفضيلة، فهو يرى بحماقته المعروف منكراً، ويرى المنكر معروفاً ويحسب أن الغاية تبرر الوسيلة في كل الأمور، فيسعى جاداً كادحاً في طلب المال والجاه والسلطان من أي طريق وبأي حيلة، فيداهن الأشرار وينافقهم ويمالئهم على الظلم ويركن إليهم، ويسير سيرهم، ويعرف من أين تؤكل الكتف، وكيف يصيب الهدف، حتى إذا انتهى إلى غرض من أغراض الدنيا حسب أن الدنيا دانت له، وأنه قد أتى بها من قرونها فيزداد غياً وبغياً، ويمضي في طلبها حثيثاً فتزهو له ساعة من نهار فيغتر ويشتر، ويحسب أنه في جنة رضوان، ثم تنقلب عليه الدنيا رأساً على عينيه زمناً طال أم قصر، فيبصر كل شيء على حقيقته، ويعلم أن كان ضالاً مضلاً، أذل نفسه وأضاع دينه، وفقد الثمن الذي باعه به، وما ربح شيئاً في دنياه ولا في آخرته، وجاءه الموت من كل مكان، وقد يندم كثيراً حيث لا ينفعه الندم، أو يموت دون أن يندم قبل موته فتكون عاقبة أمره خسراً. نسأل الله السلامة والعافية.

 

ولست أرى أمر ولا أخطر ولا أشد نكراً ومنكراً من النفاق، إنه نار تلظى يعيش فيها صاحبها يتقلب في جمرها حتى يلقى الله فيعذبه العذاب الأكبر.

 

قال تعالى: { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا } (سورة النساء: 145-146).

 

إن المنافق لا يميز بين الخير والشر، ولا بين الفضيلة والرذيلة، ولا بين الصالح والطالح، ولا ينظر ما تحت قدميه، ولا يبصر الحق في مواطنه فيتبعه، ولا يرى الباطل باطلاً فيجتنبه.

 

جهله مركب لا يخرج منه أبداً، وعداوته للمؤمنين يعجز عن وصفها الواصون.

 

يقول الله – عز وجل - : { هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ } (سورة المنافقون: 4).

 

ولقد وصفهم الله في كتابه العزيز بأوصاف كثيرة لا تكاد تحصى ترجع كلها إلى صنفين رئيسين، من تحلى بهما فقد هويته وفاتته إنسانيته، وغلبته حيوانيته فكان أضل من الأنعام سبيلاً.

 

الوصف الأول في قوله تعالى: { وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَفْقَهُونَ} (سورة المنافقون: 7).

 

والثاني في قوله تعالى: { وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ } (سورة المنافقون: 8).

 

وماذا تنتظر من قوم لا يفقهون حديثاً ولا يعلمون من الدين شيئاً.

 

وماذا ترجو من قوم اتبعوا أهواءهم فكان أمرهم فرطا.{ أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ } (سورة البقرة: 16).

 

نسأل الله حسن الخاتمة.

*     *     *

المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day