1. المقالات
  2. النصر المؤزر للنبى الموقر
  3. الدلائل المئة على عظم قدر النبى محمد ﷺ الجزء الحادى عشر

الدلائل المئة على عظم قدر النبى محمد ﷺ الجزء الحادى عشر

الكاتب : ماجد بن سليمان الرسى
696 2020/07/01 2020/07/01

موسى عليه السلام
ومن فضائل موسى عليه السلام أنه كان يسارع في طاعة الله يريد رضا ربه ، )وعجلت إليك رب لترضى( ، وأما النبي محمد ﷺ فقد وعده الله بأن يرضيه ، وهذا قدر زائد عن طلب الرضى من الله ، قال الله عنه )ولسوف يعطيك ربك فترضى( ، وقال )فلنولينك قبلة ترضاها(.
كذلك فقد أوتي موسى عليه السلام من الآيات الدالة على نبوته نبع الماء من الحجر إذا ضربه بعصاه، )وإذ استسقى موسى لقومه فقلنا اضرب بعصاك الحجر فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا قد علم كل أناس مشربهم(.
وقد حصل نظير ذلك للنبي ﷺ وزيادة ، فقد أنبع الله الماء من بين يديه ، ومن المعلوم أن نبع الماء من الحجر أمر معروف ، أما نبع الماء من بين اللحم والدم فغير معروف وغير معتاد.

فعن سالم بن أبي الجعد عن جابر رضي الله عنه ،

أن الماء قلَّ ذات يوم عند المسلمين فقال النبـي ﷺ : اطلبوا فضلة من ماء ، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء ثم قال: حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله. فلقد رأيت الماء ينبع من بـين أصابع رسول الله ﷺ . وفي لفظ: فتوضأ الناس وشربوا ، فجعلت لا آلو ما جعلت في بطني منه ، فعـلمت أنه بركة.قلت لجابر: كم كنتم يومئذ؟ قال: ألفا وأربع مائة. 

[1]



وقصص تكثير الماء بين يدي رسول الله ﷺ كثيرة ، وهي مذكورة في «صحيح البخاري» ، كتاب الـمناقب ، باب علامات النبوة في الإسلام ، وكذا في «صحيح مسلم» ، في كتاب الفضائل ، باب في معجزات النبي ﷺ ، وغيرها من كتب الحديث والدلائل.
كذلك ، (فإن فلق البحر لموسى عليه السلام حين أمره الله أن يضرب البحر بعصاه فانفلق فكان كل فرقٍ كالطود العظيم يعتبر معجزة عظيمة باهرة ، وحجة قاطعة قاهرة.
وفي إشارته ﷺ بيده الكريمة إلى قمر السماء فانشق فِلقتين وَفقَ ما سأله قريش وهم معه جلوس ليلة البدر لهو أعظم آية وأوضح حجة وأبهر برهان على نبوته وجاهه عند الله تعالى ، ولم ينقل معجزة عن نبي من الأنبياء من الآيات الحسيات أعظم من هذا. وهذا أعظم من حبس الشمس قليلا ليوشع بن نون حتى تمكن من الفتح ليلة السبت)[2].
قال القاضي عياض رحمه الله: آية انشقاق القمر من أمهات آيات نبينا ﷺ ومعجزاته[3].
ومن الآيات التي أيَّد الله بها نبيه موسى عليه السلام ما أنزله الله على بني إسرائيل لما تاهوا في صحراء سيناء من الـمَنِّ والسلوى ، نعمة من الله عليهم ، وقد حصل نظير هذا للنبي ﷺ مع أصحابه ،

فعن أنس بن مالك قال:

قال أبو طلحة لأم سُلَيم: لقد سمعت صوت رسول الله ﷺ ضعيفا أعرف فيه الجوع ، فهل عندك من شيء؟ قالت: نعم ، فأخرجت أقراصا من شعير ، ثم أخرجت خمارا لها فلَفّت الخبز ببعضه ، ثم دسّـته تحت يدي ولاثتني ببعضه ، ثم أرسلَتني إلى رسول الله ﷺ ، قال: فذهبت به ، فوجدت رسول الله ﷺ في المسجد ومعه الناس ، فقمت عليهم ، فقال لي رسول الله ﷺ : آرسلك أبو طلحة؟ فقلت: نعم. قال: بطعام؟ فقلت: نعم. فقال رسول الله ﷺ لمن معه: قوموا. فانطلق وانطلقت بين أيديهم ، حتى جئت أبا طلحة فأخبرته ، فقال أبو طلحة: يا أم سليم ، قد جاء رسول الله ﷺ بالناس ، وليس عندنا ما نطعمهم. فقالت: الله ورسوله أعلم. فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول الله ﷺ ، فأقبل رسول الله ﷺ وأبو طلحة معه ، فقال رسول الله ﷺ : هلمي يا أم سليم ما عندك. فأتت بذلك الخبز ، فأمر به رسول الله ﷺ ، فَـفُتَّ ، وعصرت أم سليم عُـكَّةً فأدَمَـــتْهُ ، ثم قال رسول الله e فيه ما شاء الله أن يقول ، ثم قال: ائذن لعشرة ، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال: ائذن لعشرة ، فأذِن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال: ائذن لعشرة ، فأذن لهم فأكلوا حتى شبعوا ثم خرجوا ، ثم قال: ائذن لعشرة ، فأكل القوم كلهم وشبعوا ، والقوم سبعون أو ثمانون رجلا.

[4]


وعن سمرة بن جـندب رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ أتى بقصعة فيها ثريد

، فتعاقبوها إلى الظهر من غدوة ، يقوم ناس ويقعد آخرون. قال له رجل: هل كانت تُـمدُّ؟ قال: فمن أي شيء تَعجَبُ؟ ما كانت تُـمدُّ إلا من هـٰهنا ، وأشار إلى السماء

[5].


وقصص تكثير الطعام بين يدي رسول الله ﷺ كثيرة ، ليس المقام مقام استقصائها ، وقد جمعها الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في كتابه «الصحيح المسند من دلائل النبوة» في نحو من عشر قصص[6].
فالشاهد هو أن الله سبحانه وتعالى قد آتى محمدا ﷺ من الفضائل والدلائل على نبوته نظير ما آتى موسى عليه السلام وزيادة.


وأما تحول العصا حية بيد موسى فيقابلها تسبيح الطعام وحنين الجذع وتسليم الحجر وانقياد الشجرة إليه ، ولهذا نقل ابن كثير رحمه الله عن شيخه ابن الزملكاني رحمه الله قوله: فهذه جمادات ونباتات ، وقد حَـيِـيَت وتكلمت ، وفي ذلك ما يقابل انقلاب العصا حية.
عيسى عليه السلام
وكذلك الأمر بالنسبة لعيسى عليه السلام ، فقد أوتي من الآيات الدالة على نبوته أنه كان يبرئ الأكمه ، وهو الذي وُلِد أعمى ، وقد وقع نظير ذلك للنبي ﷺ ، فإن عليا رضي الله عنه اشتكى من عينيه ، فبصق فيها النبي ﷺ ودعا له فشُفِي ، وذلك أن ريق النبي ﷺ مبارك ، وهذا خاص به ﷺ ، لا يُشاركه فيه أحد.
ومن الأدلة كذلك

حديث عثمان بن حنيف أن رجلا ضريرا أتى النبـي ﷺ فقال:

يا نبي الله ، ادع الله أن يعافيني. فقال: إن شئت أخَّرت ذلك فهو أفضل لآخرتك ، وإن شئت دعوت لك. قال: لا ، بل ادع الله لي. فأمره أن يتوضأ ، وأن يصلي ركعتين وأن يدعو بـهذا الدعاء: اللهم إني أسألك ، وأتوجه إليك بنبـيك محمد ﷺ نبـي الرحمة ، يا محمد إني توجهت بك إلى ربـي في حاجتي هذه فتُــــقضى ، وتُشــــفِّــــعُـني فيه وتُشفِّعُه فيَّ. قال: فكان يقول هذا مرارا. ثم قال بعد: أحسب أن فيها: أن تُشفِّــــعني فيه. قال: ففعل الرجل فبرِأ. ومسح النبي ﷺ رِجل عبد الله بن عتيك وقد انكسرت ، فبرِأت من ساعتها.

[7]

وعن محمد بن حاطب رضي الله عنه قال:

وقعت القدر على يدي ، فاحترقت يدي ، فانطُلِق بي إلى رسول الله ﷺ وكان يَـتـفُـلُ فيها ويقول: (أذهب البأس [8]، رب الناس) ، وأحسِبه قال: (واشفِهِ إنك أنت الشافي). وفي رواية أن أمَّـــــهُ قالت له: فما قمت بك من عنده حتى برأت يدك

[9][10].

وعن يزيد بن أبي عبيد قال:

رأيتُ أثر ضربة في ساق سلمة فقلت: يا أبا مسلم ، ما هذه الضربة؟ قال: هذه ضربة أصابتها يوم خيبر ، فقال الناس: (أُصيب سلمة[11]) ، فأتيت النبي ﷺ فنفث[12] فيه ثلاث نفثات فنا اشتكيتها حتى الساعة

[13].

وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال:

عادني رسول الله ﷺ في حجة الوداع من وجعٍ أشفيت منه على الموت ، فقال رسول الله ﷺ : اللهم اشفِ سعدا ، اللهم اشفِ سعدا ، ثلاث مرار. فشُفي

[14].


ومن نظائر ما حصل لنبينا عليه السلام مِـما آتاه الله المسيح ما نقله ابن كثير رحمه الله عن شيخه العلامة ابن الزملكاني ، رحمه الله تعالى ، في موضوع إحياء الموتى ، حيث قال: 
وأما معجزات عيسى ، عليه السلام ، فمنها إحياء الموتى ، وللنبي ﷺ من ذلك كثير ، وإحياء الجماد أبلغ من إحياء الميت ، وقد كلم النبي ﷺ الذراع المسمومة ، وهذا الإحياء أبلغ من إحياء الإنسان الميت من وجوه: 

أحدها ، أنه إحياءُ جزءٍ من الحيوان دون بقية بدنه ، وهذا معجز لو كان متصلا بالبدن. 
الثاني: أنه أَحياه وحده منفصلا عن بقية أجزاء ذلك الحيوان مع موت البقية. 
الثالث: أنه أعاد عليه الحياة مع الإدراك والعقل ، ولم يكن هذا الحيوان يعقل في حياته ، فصار جزؤه حيا يعقل. 
الرابع: أنه أقدره الله على النطق والكلام ولم يكن الحيوان الذي هو جزؤه مما يتكلم ، وفي هذا ما هو أبلغ من حياة الطيور التي أحياها الله لإبراهيم ﷺ .
قلت: وفي حلول الحياة والإدراك والعقل في الحجر الذي كان يخاطب النبي ﷺ بالسلام عليه ، كما روي في «صحيح مسلم» ، من الـمُعجز ما هو أبلغ من إحياء الحيوان في الـجملة ، لأنه كان محلا للحياة في وقت ، بخلاف هذا حيث لا حياة له بالكلية قبل ذلك ، وكذلك تسليم الأحجار والـمَدَر عليه ، وكذلك الأشجار والأغصان وشهادتها بالرسالة ، وحنين الجذع إليه ، صلوات الله وسلامه عليه. انتهى كلام ابن كثير رحمه الله.
وقال عمرو بن سوَّاد: قال الشافعي:
ما أعطى الله عز وجل نبيا ما أعطى محمدا ﷺ .
فقلت: أعطى عيسى إحياء الموتى.
فقال: أعطى محمدا الجذع الذي كان يخطب إلى جنبه حين بُنِي له المنبر ، حَـنَّ الجذع حتى سُمِع صوته، فهذا أكبر من ذلك.
قال ابن كثير رحمه الله: وهذا إسناد صحيح إلى الشافعي رحمه الله ، وهو مما كنت أسمع شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي رحمه الله يذكره عن الشافعي رحمه الله وأكرم مثواه ، وإنما قال: فهذا أكبر من ذلك 

لأن الجِذْع ليس محلا للحياة ، ومع هذا حصل له شعورٌ وَوَجْـــــدٌ لما تحول عنه إلى المنبر فأَنَّ وحَنَّ حنين العِشار حتى نزل إليه رسول الله ﷺ فاحتضنه وسكَّنه حتى سكن.
قال الحسن البصري: فهذا الجذع حَنَّ إليه ، فأنتم أحق أن تَـحِنوا إليه.
وأما عود الحياة إلى جسدٍ كانت فيهِ بإذن الله فعظيم ، وهذا أعجب وأعظم من إيجاد حياة وشعور في محل ليس مألوفا لذلك ، ولم تكن فيه قبل بالكُـــلِّية فسبحان الله رب العالمين.
ومن آيات عيسى عليه السلام أنه كان يخبر ببعض المغيبات ، كما قال تعالى عنه إذ قال لقومه )وأنبئكم بما تأكلون وما تدَّخرون في بيوتكم( ، أي أخبركم بما أكل أحدكم الآن ، وأخبركم بما هو مُـدَّخرٌ في بيته من الطعام للغد ، وهذا العلم حصل باطلاع الله له عليه عن طريق الوحي ، وليس علما استقل المسيح بعلمه.
وقد حصل نظير هذا للنبي ﷺ ، فقد أخبر عن جملة من الأمور المستقبلية ، فدل هذا على نبوته ، لأن هذا لا يكون إلا عن طريق الوحي من الله إليه ، فمن ذلك أنه نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه وهو بالحبشة ، والنبي ﷺ بالمدينة ، وصلى عليه صلاة الغائب.

وفي صحيح البخاري عن أنس رضي الله عنه أن النبي ﷺ بعث جيشا لغزوة مؤته ،

فاستعمل عليهم زيد بن حارثة ، وأوصاهم إن أصيب زيد فأميرهم جعفر ، وإن أصيب جعفر فأميرهم عبد الله بن رواحة ، فبينما الصحابة في المدينة مع رسول الله ﷺ إذ نَعى زيدا ثم جعفرا ثم ابن رواحة وهو قاعد في المدينة ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ : أخذ الراية زيد  فأصيب ، ثم أخذها جعفر فأصيب ، ثم أخذها عبد الله بن رواحة فأصيب ، وإن عيني رسول الله ﷺ لتذرفان ، ثم أخذها خالد بن الوليد من غير إمرةٍ ففُـتح له.

[15]


ولما نزل النبي ﷺ بدرا قبل المعركة حدَّد مواضع قتل بعض رؤوس المشركين ، فعن أنس بن مالك عن عمر بن الخطاب ، أن رسول الله ﷺ قال: إن رسول الله ﷺ كان يرينا مصارع أهل بدر بالأمس ، يقول: هذا مصرع فلان غدا إن شاء الله.
فقال عمر: فوالذي بعثه بالحق ؛ ما أخطئوا الحدود التي حد رسول الله ﷺ .
وقصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه مشهورة ، وفيها أن رسول الله ﷺ أرسل عليا والمقداد والزبير رضـــــــــي الله عنهم في إثر امرأة تحمل رسالة إلى المشركين ، فقال لهم: انطلقوا حتى تأتوا روضة «خاخ» ، فإن بها امرأة من المشركين معها كتاب إلى المشركين.
وحصل الأمر ، وأدركوها في تلك الروضة ، ومعها كتاب إلى المشركين فيه إفشاء لِـــسِـــر المسلمين.
فالشاهد أن النبي ﷺ أخبر ببعض المغيبات كما أخبر بها أخوه المسيح عيسى ابن مريم ، صلى الله عليهم وسلَّم.
جميع الأنبياء
ورفعة المكانة حصلت في الدنيا لجميع الأنبياء عليهم السلام ، وقد حصل نظير ذلك وزيادة للنبي ﷺ من بين سائر الأنبياء ، فما من خطيب ولا مؤذن ولا مصلي يناجي ربه في صلاته في طول العالم وعرضه إلا ويقول: أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله ، وصدق الله إذ يقول )ورفعنا لك ذكرك(.

ليس هذا فحسب ، بل قد حصلت للنبي محمد ﷺ الرفعة الحسية على إخوانه الأنبياء ، وذلك لما عُرِج به إلى السماء ، وصار في مستوى فوق المستوى الذي هم فيه ، وعلا فوق السماوات التي فيها الأنبياء ، وهذا قدر زائد على ما حصل لهم من الرفعة ، قال ابن كثير رحمه الله:
ولما كانت ليلة الإسراء رُفِع من سماء إلى سماء حتى سلَّم على إدريس عليه السلام ، وهو في السماء الرابعة ، ثم جاوزه إلى الخامسة ثم إلى السادسة فسلَّم على موسى بها ، ثم جاوزه إلى السابعة فسلَّم على إبراهيم الخليل عند البيت المعمور ، ثم جاوز ذلك المقام ، فرُفِــــع لمستوى سمع فيه صريف الأقلام ، وجاء سدرة المنتهى ، ورأى الجنة والنار وغير ذلك من الآيات الكبرى ، وصلى بالأنبياء ، وشيَّعه من كُلِّ سماء مُقربوها ، وسلم عليه رضوان خازن الجنان ، ومالِك خازن النار ، فهذا هو الشرف ، وهذه هي الرفعة ، وهذا هو التكريم والتنويه والإشهار والتقديم والعلو والعظمة. صلوات الله وسلامه عليه وعلى سائر أنبياء الله أجمعين. انتهى كلامه رحمه الله.


قصيدة للشيخ جمال الدين الصرصري[16] في مدح النبي ﷺ ، وفيها مقارنة بين ما أوتي من معجزات بما أوتي من سبقه من الأنبياء من معجزات
محمد المبعوث للناس رحمةً *** يُشيِّد ما أوهى الضلال ويصلِح
لئن سبَّحت صُمُّ الجبال مُـجيبةً *** لداود أو لانَ الحديـدُ الـمُصفح 
فإن الصخور الصمَّ لانت بِكَفِّه *** وإن الحصــا في كفه ليُسَبِّح 
وإن كان موسى أنبعَ الماء بالعصا *** فمن كفِّه قد أصبح المـاء يَطفح 
وإن كانت الريح الرُّخاءُ مطيعةً *** سليمان لا تألـو تروح وتسرح 
فإن الصِّبـا كانت لنصر نبينا *** ورعبٌ على شهرٍ به الخصم يُكلح 
وإن أوتي الـمُلكَ العظيم وسُخِّرت *** لـه الجن تسعى في رضاه وتكدح 
فإن مفاتيح الكنــوز بأسرها *** أتته فرَدَّ الـــزاهد المترجحُ
وإن كـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــان إبراهيم أُعطي خِلةً *** وموسى بتكليمٍ على الطور يُمنح
فهـذا حبيبٌ بل خليلٌ مكلَّم *** وخُصِّص بالرؤيا وبالحق أشرح 
وخُصِّص بالحوض العظيم وباللِّوا *** ويشفع للعـاصين والنار تَلْفح 
وبالمقعد الأعلى المقرَّبِ نــاله *** عطـــاءً لعينيه أَقرُّ وأفرح
وبالرتبة العليـا الوسيلة دونها *** مراتب أرباب المواهب تَلمح
ولَهْوَ إلى الجنات أولُ داخلٍ *** لــه بـابها قبل الخلائق يُفْتَح


106
. ومن دلائل عِظم قدر النبي ﷺ أنه رأى بعض الملائكة على هيئتهم التي خلقهم الله عليها رأي عين،

وكان أول ذلك في غار حِــــراء[17]، لما نزل عليه أعظم الملائكة وهو جبريل، نزل على هيئته التي خلقه الله عليها، له ستمائة جناح، قد سدَّ الأفق، فقال له: اقرأ. فقال: لستُ بقارئ[18].  وكرر ذلك ثلاثا، ثم قال الـمَلَــــك: ﴿اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من عَـــلَق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علَّم الإنسان ما لم يعلم﴾

[19].


الشاهد من هذه القصة هو أن النبي ﷺ رأى أعظم الملائكة جبريل على هيئة التي خلقه الله عليها، وهذا من دلائل عظمة النبي ﷺ ، إذ خَــــصَّه الله بشيء لم يخص به غيره.
ثم رآه مرة أخرى لما عُـرِج به إلى السماء ليلة أسري به؛ رآه عند سدرة المنتهى، وقد أشار القرآن إلى تلك الرؤية

في قوله تعالى

﴿ولقد رآه نزلة أخرى * عند سدرة المنتهى﴾،

في سورة النجم

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هاتين الآيتين: «هذه هي المرة الثانية التي رأى رسول الله ﷺ فيها جبريل على صورته التي خلقه الله عليها ، وكانت ليلة الإسراء».
وقد رأى النبي ﷺ غير جبريل من الملائكة،

فعن رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِىِّ قال: كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِي ﷺ ،

فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه. فقَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيه. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّم؟ قَالَ: أَنَا. قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا ، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّل

[20].

وعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلًا جَاءَ فَدَخَلَ الصَّفَّ وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ ، فَقَالَ:

(الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ)، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ ﷺ صَلَاتَهُ قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ. فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا، فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا؟ فَقَالَ رَجُلٌ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا. فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا.


فالحاصل من هذه الأحاديث أن رؤية النبي ﷺ للملائكة على هيئتهم التي خلقهم الله عليها من دلائل عظمته، إذ جعل الله له شيئا من الغيبِ شهادةً.
107. ومن دلائل عِظَم قدر النبي ﷺ أنه رأى بعض الشياطين رأي عين، فدل هذا على عِظم قدره، لِكون الله جعل له الغيب شهادة، ومِن ذلك قوله ﷺ : راصُّوا صفوفكم، وقاربوا بينها، وحاذوا بالأعناق، فوالذي نفس محمد بيده، إني لأرى الشياطين تدخل من خَـلَـلِ الصف، كأنها الـحَـذَف.
108. ومن دلائل عِظَم قدر النبي ﷺ أن الله مكَّنه من بعض الـمُفسدين من الـجِن، فدل هذا على عِظم قدره، لِكون الله جعل له الغيب شهادة، ولكون الله مكَّنهُ منه، وهذا ليس بمقدور الإنس،

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :

«إن عفريتا من الجن جعل يفتِكُ عليَّ البارحة ليقطَع عليَّ الصلاة، وإن الله أمكنني منه فذَعَـتُّه ، فلقد همَمتُ أن أربطهُ إلى جنبِ سارية من  سواري المسجد حتى تُصبحوا تنظرون إليه أجمعون - أو كلكم - ، ثم ذكرت قول أخي سليمان ]رب اغفر لـــي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي[ ، فرده الله تعالى خاسئا».

109. ومِن دلائل عِظم قدره ﷺ أن دعاءه وصلاته لأهل القبور من المسلمين تنفعهم، فعن جابر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: مررت بقبرين يعذبان، فأحببتُ بشفاعتي أن يُــرَفَّـــهَ عنهما مادام الغصنان رطبين. 
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن امرأة سوداء كانت تَـــقُمُّ المسجد، أو شابا، ففقدها رسول الله ﷺ ، فسأل عنها أو عنه، فقالوا: مات.
فقال: أفلا كنتم آذنتموني؟
فكأنهم صغَّروا أمرها، أو أمرَهُ.
فقال: (دُلُّوني على قبره)، فدلوه فصلى عليها، فقال: إن هذه القبور مملوءة ظلمة على أهلها، وإن الله يُـــنورها لهم بصلاتي عليهم.
110. ومِن دلائل عِظم قدره ﷺ أنه يبتلى بالمرض، فيتألم كما يتألم الرجلان، فيؤتِــيَـــهُ الله أجر الصبر على مصيبة المرض مرتين،

ودليل ذلك حديث ابن مسعود رضي الله عنه قال: دخلت على النبي ﷺ وهو يُوعَك، فقلت:

يا رسول الله، إنك تُوعَك وعْكاً شديداً. قال: أجل، إني أُوعَك كما يُوعك رجلان منكم.  قلت: ذلك أن لك أجرين؟ قال: أجل، ذلك كذلك ... الحديث. 

111. ومِن دلائل عِظم قدره ﷺ أنه لم يبتلَ أحد بقدر ما ابتُلِي به، فقد مات أبوه وهو حَـمْلٌ في بطن أمه، وماتت أمه وهو ابن ست سنين، ومات جده وهو ابن ثمان، وعُودي في دعوته، وطُرد من بلده، واتُّـهم بالجنون والسحر، ومُكر به، بل تآمر أعداؤه على قتله، وأُهديت له شاة مسمومة فمات بسبب السم الذي بها، وسحره لبيد اليهودي، ومات جُــــلُّ أولاده في حياته، وتُكُلِّم في عرضِهِ، وخَرج من بيته لم يخرجه إلا الجوع، وسكن في بيت لا يتسع لنائم ومصلٍّ من صغره،

ويجمع ذلك كلَّه قوله ﷺ :

"لقد أُخِفتُ في الله وما يَـخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولِبِلال طعام يأكله ذو كبد إلا شيء يواريه إِبِطُ بلال"

[21]. 


قوله (لقد أوذيت في الله)؛ أي لأجل إظهار دينه وإعلاء كلمته.
وقوله (وما يؤذى أحد)؛ أي لم يؤذى أحدٌ غيره في بداية الإسلام لأنه لم يكن أسلم أحد حتى يؤذى.
وقوله (وأُخِــفْــتُ في الله وما يُـخاف أحد)؛ أي هُـدِّدتُ بالتعذيب والقتل في سبيل الله، ولم يُـخف أحدٌ غيره لأنه لم يكن أسلم أحدٌ حتى يُـخاف ويُهدد.
وقوله (ولقد أتت عليَّ ثلاثون من بين يوم وليلة وما لي ولِبِلال طعام يأكله ذو كَــبِــدً إلا شيء يواريه إِبِطُ بلال)؛ قال الصنعاني رحمه الله: يَـحتمل أن هذا أيام حَصْرِهم في الـشِّـعب[22].
112. ومِن دلائل عِظم قدره ﷺ أنه لا أحد أشجع منه، فقد جمَع الله عز وجل له إلى جانب رقته ورحمته شجاعة عظيمة، فكان أشجعَ خلْق الله تعالى، والدليل على ذلك وقوفه في وجْه الشِّرك والمشركين يدعو إلى الحق، لا يَحيد عنه ولا يتراجع، على الرغم من شِدة العدو، وكثرة عدده وعَتاده، وشِدة عناده، وقلة النصير، حتى غلَب باطلهم، ودانَت رِقاب العرب كلها للدين الذي جاء به.
ولما اختبأ في غار ثور وكان المشركون في طلبه لم يرتجف ولم يتزلزل، بل ثبت وسكن اعتمادا على حفظ الله له.

ومن أعظم مواقف شجاعته صلى الله عليه وسلم ما ذكره خادمه أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس، وأجود الناس، وأشجع الناس، ولقد فزِع أهل المدينة ذات ليلة، فانطلَق الناس قِبَل الصوت، فاستقبَلهم النبيُّ ﷺ قد سبق الناسَ إلى الصوت وهو يقول: (لن تُراعوا، لن تُراعوا)، لقد وجَدناه بحرًا، وهو على فرس لأبي طلحة عُرْيٍ ما عليه سَرْجٌ، في عُنقه سيف.
والشاهد من هذا على شجاعته شِدة عجَلته في الخروج إلى العدو قبل الناس جميعًا، فخرَج على هذا الفرس الذي انقلَب بفضل الله - عز وجل - إلى أسرع ما يكون بعد أن كان معروفًا بالبُطء، فشبهه بالبحر إذا ماج.
كما تجلت شجاعته هنا في كونه خرج مستعجلا لم يُسرِج الفرس.
كما تجلت شجاعته هنا في كونه لم يَخش من الخروج وحْده لكشْف الحال، كل هذا لكي يُطَمئِن أصحابَه - صلى الله عليه وسلم.
ومن أمثلة شجاعته أيضًا ما سطرته كتب السيرة من صُور شجاعته في أثناء الحروب، فقد كان يتقدَّم الجنود، ويَثبُت إذا اشتدَّ الموقف وفرَّ مَن حوله، مثلما حدث يوم حُنين، إذ وقَف على بَغلته والناس يَفرُّون عنه، وأبو سفيان بن الحارث آخِذٌ بزِمامها، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أنا النبي لا كَذِب، أنا ابن عبد المطلب.
وقال البراء: كنا والله إذا احمرَّ البأس نتقي به، وإن الشجاع منا للذي يحاذي به - يعني النبي ﷺ .

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: رأيتنا يوم بدر ونحن نَلوذ بالنبي وهو أقربنا إلى العدو، وكان ﷺ من أشد الناس يومئذٍ بأسًا.
فلنتأمل شجاعة النبي الكريم ﷺ ، الذي يَملِك أن يَأمر فيُطاع بلا تردُّد، إلا أنه يأبى إلا أن يكون أوَّل المسارعين لمواجهة الشدائد والصِّعاب التي تحتمل الموت.

خلاصة
خاتمة القول أن الله سبحانه وتعالى قد اصطفى نبيه محمدا ﷺ على الأنبياء والناس أجمعين بخصائص عظيمة وكثيرة ، جعلته أفضل الأنبياء ، وشريعته أفضل الشرائع ، وأمته أفضل الأمم ، وقد لخص العلامة ابن القيم رحمه الله تلك الخصائص فقال:
فمن ذلك أنه بُعِــــث إلى الخلق عامة ، وخُـــــتِم به ديوان الأنبياء ، وأُنزِل عليه القرآن الذي لم يُـــــنزَل من السماء كتاب يشبُهه ولا يقاربه ، وأُنزِل على قلبه محفوظا مَـــــتْــــلُــــــوًّا ، وضَمن له حفظه إلى أن يأتي الله بأمره ، وأوتي جوامعُ الكلم ، ونُصِر بالرعب في قلوب أعدائه وبينهما مسيرة شهر ، وجُعِلت صفوف أمته في الصلاة على مِثالِ صفوف الملائكة في السماء ، وجُعِلت الأرض له ولأمته مسجدا وطهورا ، وأُسرِي به الى أن جاوز السماوات السبع ، ورأى ما لم يره بشرٌ قبله ، ورُفِع على سائر النبيين ، وجُـــعِل سيدَ ولد آدم ، وانتشرت دعوته في مشارق الأرض ومغاربها ، واتَّــــبعه على دينه أتباعٌ أكثر من أتباع سائر النبيين من عهد نوح إلى المسيح ، فأُمَّـــــته ثُــــلُـــثا أهل الجنة ، وخَــــصَّـــه بالوسيلة وهي أعلى درجة في الجنة ، وبالمقام المحمود الذي يَــــغبطه به الأوَّلون والآخِرون ، وبالشفاعة العظمى التي يتأخر عنها آدم ونوح وابراهيم وموسى وعيسى ، وأعزَّ الله به الحق وأهله عِــــزًّا لم يُـــــعِــــزَّه بأحد قبله ، وأذل به الباطل وحزبه ذُلا لم يحصل بأحد قبله ، وآتاه من العلم والشجاعة والصبر والزهد في الدنيا والرغبة في الآخرة والعبادات القلبية والمعارف الإلـٰهية ما لم يؤتَــــه نبي قبله ، وجُعِلت الحسنة منه ومن أمته بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرة ، وتجاوز له عن أمته الخطأ والنسيان وما استُـــكرهوا عليه ، وصلى عليه هو وجميعُ ملائكتِه ، عليهم صلوات الله وسلامه ، وأمر عباده المؤمنين كلهم أن يصلوا عليه ويسلموا تسليما ، وقَــــرن اسمه باسمه ، فاذا ذُكِر الله ذُكِر معه ، كما في الخطبة والتشهد والأذان ، فلا يصح لأحدٍ أذان ولا خطبة ولا صلاة حتى يشهد أنه عبده ورسوله ، ولم يجعل لأحدٍ معه أمرا يُطاع ، لا مِــمن قبله ولا ممن هو كائن بعده ، إلى أن تُطوى الدنيا ومن عليها ، وأَغلق أبواب الجنة إلا عمَّن سلك خلفه واقتدى به ، وجعل لِواء الحمد بيده ، فآدم وجميع الأنبياء تحت لوائه يوم القيامة ، وجـــعَـــله أولَ من تنشق عنه الارض وأولَ شافع وأولَ مشفع ، وأولَ من يَقرع باب الجنة وأولَ من يدخلها ، فلا يدخلها أحد من الأولين والآخِرين إلا بشفاعته ، وأُعطِي من اليقين والإيمان والصبر والثبات والقوة في أمر الله والعزيمة على تنفيذ أوامره والرضا عنه والشكرِ له والقنوع في مرضاته وطاعته ظاهرا وباطنا سرا وعلانية في نفسه وفي الخلقِ ما لم يُعطه نبي قبله ، ومن عرف أحوال العالم وسِـــــيَــــر الأنبياء وأُمَــــــمَهم تبين له أن الأمر فوق ذلك ، فإذا كان يوم القيامة ظهر للخلائق من ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر أنه يكون أبدا.


المراجع

  1. رواه البخاري (5639).
  2. بتصرف من «البداية والنهاية» (6/410) ، كتاب دلائل النبوة ، القول فيما أوتي موسى عليه السلام.
  3. «إكمال المعلم» (8/333) ، تحقيق يحيى إسماعيل ، ط دار الوفاء (مصر) ، ودار الندوة العالمية (الرياض).
    تنبيه: قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث رقم (3870): وقد خفي على بعض الناس فادعى أن انشقاق القمر وقع مرتين ، وهذا مما يعلم أهل الحديث والسير أنه غلط ، فإنه لم يقع إلا مرة واحدة ، وقد قال العماد بن كثير: في الرواية التي فيها مرتين نظر ، ولعل قائلها أراد فرقتين. قلت: وهذا الذي لا يتجه غيره جمعا بين الروايات. انتهى.
  4. رواه البخاري ( 3578 ) ومسلم (2040).
  5. رواه الترمذي (3625) ، وأحمد (5/18) ، وصححه الألباني ، وقال محققو «المسند»: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  6. ومواطن تلك القصص كالتالي:
    1) حديث جابر رضي الله عنه ، رواه البخاري (2127). 2) حديث عبد الرحمـٰن بن أبي بكر رضي الله عنه ، رواه البخاري في كتاب الأطعمة (2618) ومسلم (2056). 3) حديث جابر رضي الله عنه ، رواه البخاري في المغازي (4101) ومسلم (2039). 4) حديث أنس بن مالك رضي الله عنه ، رواه البخاري في النكاح (5163). 5) حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه البخاري في الرقاق (6452). 6) حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه مسلم (27). 7) حديث دكين بن سعيد الخثعمي رضي الله عنه ، رواه أحمد (4/174) ، وصححه محققو «المسند». 8) حديث قيس بن النعمان رضي الله عنه ، رواه الحاكم (3/8 – 9) ، وصححه الذهبي ، وذكره الشيخ مقبل الوادعي رحمه الله في «الصحيح المسند من دلائل النبوة». 9) حديث ابن مسعود رضي الله عنه ، رواه أحمد ( 1/379) ، وحسن إسناده محققو «المسند». 10) حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، رواه أحمد (2/352) ، والترمذي ( 3839) ، وحسن الألباني إسناده
  7. رواه البخاري (4039) عن البراء بن عازب رضي الله عنه.
  8. البأس أي الـمرض.
  9. رواه أحمد (4/259) ، وقال محققو «المسند»: صحيح ، وهذا إسناد حسن.
  10. رواه أحمد (4/259) ، وقال محققو «المسند»: صحيح ، وهذا إسناد حسن.
  11. أي: ابن الأكوع.
  12. رواه أحمد (3/418).
  13. رواه البخاري (4206).
  14. رواه مسلم (1628).
  15. رواه البخاري (1246).
  16. هو يحيى بن يوسف بن يحيى الأنصاري ، أبو زكريا جمال الدين الصرصري ، شاعر من أهل صرصر - على مقربة من بغداد - سكن بغداد ، وكان ضريرا ، له ديوان شعر صغير ومنظومات في الفقه وغيره ، منها «الدرة اليتيمة والمحجة المستقيمة» ، قصيدة دالية في الفقه الحنبلي ، و «المنتقى من مدائح الرسول صلى الله عليه وسلم» ، وغير ذلك ، توفي سنة 656 ، انظر ترجمته في «الأعلام» (8/177).
  17. «حِراء» جبل في ناحية من نواحي مكة، كان النبي ﷺ يتعبد فيه قبل أن يبعثه الله نبيا.
  18. أي: لست أعرف القراءة.
  19. رواه البخاري (4953)، ومسلم (160).
  20. رواه البخاري (799).
  21.  رواه أحمد (3/120)، والترمذي (2472) وابن ماجه (151)، وصححه الألباني، ومحققو «المسند» برقم (12212).
  22.  انظر شرح الحديث للعلامة  الصنعاني رحمه الله في كتابه (التنوير شرح الجامع الصغير) (9/68-69).
المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day