البحث
الدلائل المئة على عظم قدر النبى محمد ﷺ الجزء العاشر
100. ومن دلائل عِظم قدر النبي ﷺ مواساة الله له، وتثبيته له، وذلك في عدة مواضع من القرآن العظيم، وقد أنزل الله في ذلك سورتين كاملتين تتناولان هذا الموضوع فحسب، وهما سورتي الضحى والشرح ،
قال الله تعالى:
]وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى * وَلَلْآَخِرَةُ خَيْرٌ لَكَ مِنَ الْأُولَى * وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى * أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى * وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى * وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى * فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ * وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ[.
وقال الله تعالى:
]أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَك * وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَك * الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَك * وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَك * فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ[.
فخطاب التسلية في هاتين السورتين موجه إلى النبي ﷺ .
قال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على سورة الضحى:
«نفى سبحانه أن يكون ودَّع نبيه أو قَلاه، فالتوديع الترك، والقِلَى البُغض، فما تركه منذ اعتنى به وأكرمه، ولا أبغضه منذ أحبه، وأطلق سبحانه أن الآخرة خيرٌ له من الأولى، وهذا يعم كل أحواله،
وأن كل حالة يرقيه إليها هي خير له مما قبلها، كما أن الدار الآخرة خيرٌ له مما قبلها، ثم وعده بما تَــــقرُّ به عينه وتفرح به نفسه وينشرح به صدره، وهو أن يعطيه فيرضيه، وهذا يعم ما يعطيه من القرآن والهدى والنصر، وكثرة الأتباع، ورفع ذكرِه، وإعلاء كلمته، وما يعطيه بعد مماته، وما يعطيه في موقف القيامة، وما يعطيه في الجنة».
ثم قال رحمه الله:
«ثم ذكَّرَه سبحانه بنعمه عليه من إيوائه بعد يتمه، وهدايته بعد الضلالة، وإغنائه بعد الفقر، فكان محتاجا إلى من يؤويه ويهديه ويُغنيه، فآواه ربه وهداه وأغناه، فأمره سبحانه أن يقابل هذه النعم الثلاثة بما يليق بها من الشكر، فنهاه أن يقهر اليتيم وأن ينهر السائل وأن يكتم النعمة، بل يُـحدِّث بها، فأوصاه سبحانه باليتامى والفقراء والمتعلمين.
قال مجاهد ومقاتل : لا تحقر اليتيم فقد كنت يتيما.
وقال الفرَّاء : لا تقهره على ماله فتذهب بحقه لضعفه.
وكذلك كانت العرب تفعل في أمر اليتامى، تأخذ أموالهم وتظلمهم، فغلَّظ الخطاب في أمر اليتيم، وكذلك من لا ناصر له، يُغلظ في أمره، وهو نهي لجميع المكلفين»[1].
وقال ابن القيم رحمه الله في تعليقه على سورة الشرح:
«شَرَحَ الله صدر رسوله أتم الشَّرح، ووضع عنه وِزرهُ كل الوضع، ورفع ذِكرهُ كل الرفع، وجعل لأتباعه حظا من ذلك، إذ كل متبوع فلأتباعه حظ ونصيب من حظ متبوعهم في الخير والشر على حسب اتِّـــباعهم له، فأتْبعُ الناس لرسوله ﷺ أشرحهم صدرا وأوْضعهم وِزرا وأرفعهم ذِكرا، وكلما قوِيت متابعته علما وعملا وحالا وجهادا قوِيت هذه الثلاثة حتى يصير صاحبها أشرح الناس صدرا وأرفعهم في العالمين ذكرا.
وأما وَضعُ وِزره فكيف لا يوضع عنه[2]، ومن في السماوات والأرض ودواب البر والبحر يستغفرون له.
· وقد واسى الله نبيه وثبته في غير هاتين السورتين (سورة الضحى والشرح)، وذلك في آيات متفرقات من القرآن،
منها قوله تعالى
]وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُون * فسبِّح بحمد ربك وكن من الساجدين[
[3].
ومعنى الآية: ولقد نعلم بانقباض صدرك بسبب ما يقوله المشركون فيك وفي دعوتك، فافزع إلى ربك عند ضيق صدرك، وسَبِّح بحمده شاكرًا له مثنيا عليه، وكن من المصلِّين لله العابدين له، فإن ذلك يكفيك ما أهمَّك.
كما واساه الله في قوله تعالى
]فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُوا بِهَٰذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا[
[4].
وكذلك في قوله تعالى
]لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِين[
[5].
ومعنى الآيتين: لعلك - أيها الرسول - من شدة حرصك على هدايتهم مُهْلِك نفسك، لأنهم لم يصدِّقوا بك ولم يعملوا بهديك، فلا تفعل ذلك.
وواساه كذلك في قوله تعالى ] فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَىٰ إِلَيْكَ وَضَائِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاءَ مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ وَكِيل[، وتفسير الآية:
لعلك -أيها الرسول لعظم ما تراه منهم من الكفر والتكذيب تارك بعض ما يوحى إليك مما أنزله الله عليك وأمرك بتبليغه، وضائق به صدرك، خشية أن يطلبوا منك بعض المطالب على وجه التعنت، كأن يقولوا: لولا أُنزل عليه مال كثير، أو جاء معه ملك يصدقه في رسالته، فبلِّغهم ما أوحيتُه إليك، فإنه ليس عليك إلا الإنذار بما أُوحي إليك، والله على كل شيء حفيظ يدَبِّر جميع شؤون خلقه.
فالحاصل مما تقدم أن مواساة الله لنبيه وتثبيته له من دلائل عِظَم قدره ﷺ .
101. ومن دلائل عظم قدر النبي ﷺ أن الله بشره بالنصر التام على أعداءه، ودخول الناس في دين الله أفواجًا،
وذلك في سورة الفتح في قوله تعالى
]لقد صدق الله رسولَه الرؤيا بالحق لتدخُلُنَّ المسجد الحرام إن شاء الله آمنين محلقين رؤوسكم ومقصرين لا تخافون[
، وتفسير الآية:
لقد صدق الله رسوله محمدًا رؤياه التي أراها إياه بالحق أنه يدخل هو وأصحابه بيت الله الحرام آمنين، لا تخافون أهل الشرك، محلِّقين رؤوسكم ومقصِّرين، فعلم الله من الخير والمصلحة في صرفكم عن "مكة" عامكم ذلك ودخولكم إليها فيما بعد ما لم تعلموا أنتم، فجعل مِن دون دخولكم "مكة" الذي وعدتم به، فتحًا قريبًا، وهو هدنة "الحديبية" وفتح "خيبر".
ففي هذه الآية بشر الله نبيه محمدا ﷺ بنصر الله له، وفتحِه لمكة، ودخول الناس في دين الله أفواجًا، بحيث يكون كثير منهم من أهله وأنصاره، بعد أن كانوا من أعدائه، وقد وقع هذا الـمُــبـــشَّــر به.
102. ومن دلائل عِظم قدر النبي ﷺ أن الله أخبره بأن أجله قد قَـــرُب ودنا،
وذلك في سورة النصر في قوله تعالى
]إذا جاء نصر الله والفتح * ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا * فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا[.
قال الشيخ عبد الرحمـٰن بن سعدي في تفسير هذه الآية:
فأمرُ الله لرسوله بالحمد والاستغفار في هذه الحال، إشارة إلى أن أجله قد انتهى، فليستعد ويتهيأ للقاء ربه، ويختم عمره بأفضل ما يجده صلوات الله وسلامه عليه.
فكان ﷺ يتأول القرآن، ويقول ذلك في صلاته، يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي[6].
103. ومن دلائل عِظم قدر النبي ﷺ أن الله خصه بالخطاب في أربع سور من القرآن، ولم يوجه الخطاب فيهِنَّ لغيره، وهُـنَّ الضحى والشرح والنصر والكوثر.
104. ومن دلائل عِظم قدر النبي ﷺ أن الله أقسم بأنه من المرسلين،
كما في مطلع سورة «يـٰس»، قال تعالى
] يـٰس * والقرآن الحكيم * إنك لَـمِـن المرسلين * على صراط مستقيم[.
ففي هذه الآيات أقسم الله بأعظم كتاب على رسالة أعظم رسول وهو النبي محمد ﷺ .ومن دلائل عظم قدره ﷺ أن في الآيات التي أوتيها ما هو أظهر في الدلالة على نبوته من آيات غيره من الأنبياء ، فتفــجير الـماء من بين أصابعه مثلا أبلغ في خــرق العادة من تفــجير الحـجر لـموســى عليه السلام ، لأن جنس الأحجار مما ينفجر منه الماء ، أما الأصابع فليست من جنس ما ينفجر منه الماء ، فصار انفجار الماء من بين أصابعه [7]أبلغ من انفجار الحجر لموسى عليه السلام.
وعيسى عليه السلام أبرأ الأكمه – وهو الذي وُلد أعمى - مع بقاء عينه في مقرها ، أما رسول الله ﷺ فرد العين بعد أن سالت على الخد ، وهذا أعظم من آية عيسى من وجهين: الأولى التئامها بعد سيلانها على الخد ، والأخرى رد البصر إليها بعد فقده منها.
105. ومن دلائل عِظَم قدر النبي ﷺ أنه حصل له من الآيات والفضائل نظير ما حصل لجمعٍ من إخوانه الأنبياء وزيادة. وهذا أوان التفصيل[8].
آدم عليه السلام
أسجد الله لآدم عليه السلام ملائكته تحيةً له ، وهذا فيه ثناء وتشريف عظيم له عليه السلام ، وقد حصل هذا وانتهى في حينه.
أما محمد ﷺ فقد حصل له نظير ذلك وزيادة ، فإن الملائكة تُـثني عليه على الدوام إلى يوم القيامة ، قال الله تعالى )إن الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلِّموا تسليما(.
وصلاة الملائكة تعني الدعاء له بالثناء والرفعة ، وقد حصل هذا التشريف والرفعة كما هو معلوم مشاهد.
هود عليه السلام
من الآيات الدالة على نبوة هود عليه السلام أن الله أهلك قومه بالريح ، وقد حصل نظير ذلك للنبي محمد ﷺ وزيادة ، فإنه لما اجتمع الأحزاب عليه وحاصروا المدينة ، كسرهم الله عنه ونصره عليهم بالريح ، وبيان ذلك أن قوم هود – وهم عاد -
قال تعالى عنهم
)وأما عاد فأُهلِكوا بريحٍ صرصر عاتية * سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيامٍ حسوما فترى القوم فيها صرعى كأنهم أعجاز نخل خاوية * فهل ترى لهم من باقية(.
ولما حاصر مشركو مكة النبي ﷺ وهو بالمدينة ، وناصرهم في هذا المنافقون واليهود ، وصاروا أحزابا ثلاثة ؛ أرسل الله عليهم ريحًا شديدة اقتلعت خيامهم ورمت قدورهم ، ففكوا الحصار رغما عنهم ، عقوبة لهم ونصرة لنبيه ﷺ ،
قال الله تعالى
)يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان الله بما تعملون بصيرا(.
وفي هذا قال ﷺ :
نُصِرت بالـصَّـبا ، وأُهلِكت عاد بالدَّبور.
[9]
والدَّبور ريح تهب من جهة المغرب ، وتقابلها الصَّبا ، والتي تهب من جهة المشرق.
صالح عليه السلام
أخرج الله لصالح ناقة من صخرة ، فجعلها له آية دالة على نبوته وحُجة على قومه ، وقد حصل نظير هذا لنبينا محمد ﷺ بل أبلغ من ذلك ، فإن ناقة صالح لم تكلمه ولم تستكين له ، في حين أن نبينا ﷺ شهِدت له بعض الحيوانات ، وشكت له بعضها بعض ما تجد من أربابها ، ومن ذلك شهادة الذئب له بالنبوة ،
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ:
بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ إِذْ عَرَضَ ذِئْبٌ لِشَاةٍ مِنْ شَائِهِ ، فَجَاءَ الرَّاعِي يَسْعَى فَانْتَزَعَهَا مِنْهُ ، فَقَالَ لِلرَّاعِي: أَلا تَتَّقِي اللَّهَ ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ؟ قَالَ الرَّاعِي: الْعَجَبُ لِلذِّئْبِ ، وَالذِّئْبُ مُقْعٍ عَلَى ذَنَبِهِ ، يُكَلِّمُنِي بِكَلامِ الإِنْسِ. قَالَ الذِّئْبُ لِلرَّاعِي: أَلا أُحَدِّثُكَ بِأَعْجَبَ مِنْ هَذَا؟ هَذَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ[10] ، يُحَدِّثُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ ، فَسَاقَ الرَّاعِي شَاءَهُ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَزَوَاهَا [11]فِي زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَاهَا ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فَقَالَ لَهُ مَا قَالَ الذِّئْبُ[12] ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ وَقَالَ لِلرَّاعِي: "قُمْ فَأَخْبِرْ" ، فَأَخْبَرَ النَّاسَ بِمَا قَالَ الذِّئْبُ ، وَقَالَ ﷺ : "صَدَقَ الرَّاعِي ، أَلا مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ كَلامُ السِّبَاعِ الإِنسَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنسَ ، وَيُكَلِّمَ الرَّجُلُ نَعْلَهُ وَعَذَبَةَ سَوْطِهِ ، وَيُخْبِرَهُ فَخِذُهُ بِحَدِيثِ أَهْلِهِ بَعْدَهُ"[13].
ومن ذلك ما رواه عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي ﷺ دخل حائطا [14] لرجل من الأنصار
، فإذا فيه ناضِح [15] له ، فلما رأى النَّبيَّ ﷺ حنَّ وذرَفت [16] عيناه ، فنزل رسول الله ﷺ فمسح ذِفراه [17] وسَراتَــهُ [18]فسكن ، فقال: من ربُّ هذا الجمل؟[19] لمن هذا الجمل؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا. فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ ، وزعم أنك تُـجيعه وتُدئِــــــبُــــــهُ[20].
[21
وقد تقدم ذكر قصة الحُمَّرةِ التي جاءت تشتكي إلى النبي ﷺ لما أخذ بعض الصحابة فَـــرْخيها ، فقال النَّبي ﷺ فقال: من فَجع هذه بولدها؟ ردُّوا ولدها إليها.
داود عليه السلام
ومن فضائل داود عليه السلام أنه أوتي تسبيح الجبال ، فكان إذا سبَّح الله سبَّحت الجبال والطير معه، فاجتمع له تسبيح الجمادات والبهائم ، وقد وقع نظير ذلك للنبي محمد ﷺ ، فقد سبَّح الطعام في يده وهو يؤكل ، وسمعه الصحابة.
قال الله في حق داود عليه السلام
)ولقد آتينا داود منا فضلا يا جبال سبحي معه والطير( ،
وقال
)اصبر على ما يقولون واذكر عبدنا داود إنه أواب * إنا سخرنا الجبال معه يسبحن بالعشي والإشراق * والطير محشورة كل له أواب(.
وقد حصل نظير ذلك وزيادة للنبي محمد ﷺ ، فقد سمع الصحابة تسبيح الطعام مرة وهو موضوع بين يدي النبي ﷺ يأكلون منه ،
فعن جابر رضي الله عنه ، أن الماء قل ذات يوم عند المسلمين فقال النبـي ﷺ :
اطلبوا فضلة [22]من ماء ، فجاءوا بإناء فيه ماء قليل ، فأدخل يده في الإناء ثم قال: حي على الطهور المبارك ، والبركة من الله. فلقد رأيت الماء ينبع من بـين أصابع رسول الله ﷺ ، ولقد كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يؤكل.
[23]
سليمان عليه السلام
من فضائل النبي سليمان عليه السلام أن سخَّر الله له الجن ، يطيعونه طاعة ملَكِيةً ، طاعة العبيد لملوكهم ، وقد سخر الله لنبينا الجن نظير ذلك وزيادة ، فطاعة الجن لنبينا ﷺ طاعة نبوية[24].
قال الله عن جِن سليمان
)وحُشِر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزَعون( [25]، ومعنى يوزعون أي يُـكَـفُّ أولهم على آخرهم ، فلا يتقدم أحد عن منزلته ، فيَسيرون منتظمين.
[26[
وقال الله عنهم أيضا
)ومن الجن من يعمل بين يديه بإذن ربه ومن يزغ منهم عن أمرنا نذقه من عذاب السعير(.
[27]
أي: فمن يعدل منهم عن طاعة النبي سليمان فستكون عقوبته النار المستعرة.
فطاعة الجن لسليمان هي طاعة العبيد لملوكهم ، طاعة قسرية ، وليست اختيارية ، وقد حصل نظير ذلك وزيادة للنبي محمد ﷺ ، فطاعة الجن لمحمد طاعة نبوية اختيارية ،
قال الله عن الجن الذين استمعوا إلى القرآن
)يا قومنا إنا سمعنا كتابا أنزل من بعد موسى يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم * يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم(
[28].
وقال تعالى عنهم في سورة الجن
)قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآنا عجبا * يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا( ... الآيات.
كذلك فإن الله سبحانه وتعالى سخَّر الجن بين يديه ، تعمل له ما يشاء من محاريب (أي مساجد) وتماثيل (أي صور من نحاس وزجاج) وجِفانٍ كالجواب (أي قِصاع كالأحواض يجتمع فيها الماء) وقدور راسيات (أي ثابتة لا تتحرك من مكانها).
أما النبي محمد ﷺ فقد سخَّر الله له الملائكة في بعض غزواته ، في بدر وأحد وحنين والأحزاب ، تنصره وتثبته ، وهذا أجل وأعظم من تسخير الجن لأن عمل الملائكة هو نصرة النبي ومن معه من الصحابة المؤمنين والقتال معه ، بينما عمل الجن هو ما تقدم من صنع المحاريب والتماثيل والجِفان والقدور.
كذلك فإن مردة الشياطين تُصفَّد في رمضان ببركة الشريعة التي جاء بها النبي محمد ﷺ ، وهذا نظير ما حصل لسليمان من إذلال الشياطين بين يديه ،
كما جاء في الحديث:
إذا دخل شهر رمضان فُتِّحت أبواب الجنة ، وغُلِّقت أبواب النار ، وصُفِّدت الشياطين
[29].
كذلك فقد جمع الله لسليمان عليه السلام النبوة والـمُـلك كما كان أبوه من قبله ، داود عليه السلام، وأما محمد ﷺ فقد خيره الله بين الـمُـلك والنبوة وبين أن يكون عبدا رسولا فاختار الأخرى ، وهذا يتضمن مزيد رفعة وقدر للنبي ﷺ ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
جلس جبريل إلىالنبي ﷺ فنظر إلى السماء ، فإذا ملَكٌ ينزِل ، فقال له جبريل: إن هذا الملَــك ما نزل منذ يوم خُلِق قبل الساعة، فلما نزل قال: يا محمد ، أرسلَني إليك ربك ، أفملِكًا نبيا يجعلُك أو عبدا رسولا؟ قال جبريل: تواضع لربك يا محمد. فقال رسول الله ﷺ : بل عبدا رسول.
ا[30]
قلت: وقد تقدم بيان أن العبد الرسول أفضل من الملِك النبي من وجهين:
الأول: أن الرسول يكون مبــعوثا إلى قوم كافرين ، وأما النبي فيكون مبعوثا إلى قوم مـــــؤمنين ، فمهمة الرسول أصعب فلهذا كان أفضل ، وقد تقدم معنا بيان الفرق بين النبي والرسول في هامش الدليل الثاني.
الوجه الثاني: أنَّ من كان عبدا فإنه لا يتصرف فيما تحت مُلكه إلا بإذن الله ، قال ﷺ : إنما أنا قاسم ، والله يعطي[31].
وأما من كان ملِكا فإنه يتصرف كما يشاء من غير إثم عليه.
فحال الأول أكمل من حال الثاني فيما يتعلق بالعبودية لله تعالى[32].
ومن الآيات الدالة على نبوة سليمان عليه السلام فهم منطق البهائم والطير ، كالنمل والهدهد ،
كما هو معلوم ومذكور في سورة النمل ، كما قال الله تعالى عنه
)وورِث سليمان داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين(
، وقال الهدهد مخاطبا سليمان )أحطتُ بما لم تحط به وجئتك من سبإٍ بنبإٍ يقين( ، ولما قالت النملة )يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يـحطِمنَّكم سليمان وجنوده وهم لا يشعـــــــرون( ، تبسم سليمان من قولها ، فالحاصل أن الله قد آتى سليمان فهم منطق الطير والبهائم.
وقد حصل ذلك نظير هذا للنبي محمد ﷺ ،
كما في قصة الجمل المتقدمة قريبا
، والذي رأى النَّبيَّ ﷺ، فحنَّ وذرفت عيناه ، فنزل رسول الله ﷺ فمسح ذِفراه وسَراتَــهُ فسكن ، فقال: من ربُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟ فجاء شاب من الأنصار فقال: أنا. فقال: ألا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملَّكك الله إياها؟ فإنه شكاك إليَّ ، وزعم أنك تُـجيعه وتُدئِــــــبُــــــهُ.
بل قد أوتي نبينا محمد ﷺ مزيدا على فهم خطاب البهائم ، فقد أوتي خطاب الحجر له وفهمها لخطابه ، وهذا قدر زائد على ما آتاه الله سليمان عليه السلام ، لأن البهائم لها صوت بخلاف الجمادات ، ومن ذلك قولهﷺ : إني لأعرف حجرا بمكة كان يُسَلم علي قبل أن أبعث ، إني لأعرفه الآن.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبيﷺ
صَعَدَ إلى أُحُدٍ ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف بهم فضربه برجله وقال: أُثبت أحد ، فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان.
ومن الجمادات التي كلمت النبي ﷺ ذراع الشاة المسمومة التي أكل منها النبي ﷺ ولم يعلم بها أنها مسمومة ، فأخبرته بأنها مسمومة ، وقد تقدمت القصة بطولها قريبا.
بل قد سخر الله الشجر لنبينا ﷺ ، ففهموا خطابه ، وهذا شيء لم يؤتَـــــهُ سليمان عليه السلام ،
فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
أَتى النبي ﷺ رجل من بني عامر فقال: يا رسول الله ، أَرِنِي الخاتم الذي بين كتِفيك ، فإني من أطَبِّ الناس. فقال له رسول الله ﷺ : ألا أُريك آية؟ قال: بلى. قال: فنظر إلى نخلة فقال: اُدعُ ذلك العَذْق. قال: فدعاه ، فجاء ينقُـــــزُ حتى قام بين يديه. فقال له رسول الله ﷺ : اِرجع. فرجع إلى مكانه ، فقال العامري: يا آل بني عامر ، ما رأيت كاليوم رجلا أسْحر. وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : كنا مع النبي ﷺ في سفر ، فأقبل أعرابي ، فلما دنا منه قال رسول الله ﷺ : أين تريد؟ قال: إلى أهلي. قال: هل لك إلى خير؟ قال: ما هو؟ قال: تشهد أن لا إلـٰه إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله. قال: هل من شاهد على ما تقول؟ قال: هذه الـسَّـمُرة. فدعاها رسول الله ﷺ وهي بشاطئ الوادي فأقبلت تَـخُـــدُّ الأرض خدا ، حتى كانت بين يديه فاستشهدها ثلاثا ، فشهدت أنه كما قال ، ثم رجعت إلى منبَـــتها ، ورجع الأعرابي إلى قومه وقال: إن يتبعوني آتيك بهم ، وإلا رجعت إليك فكنت معك.
ومن ذلك أيضا أنه دعا شجرتين ليستتر بهما ليقضي حاجته فانقادت الشجرتان له فلما قضى حاجته رجعتا ،
فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ حَتَّى نَزَلْنَا وَادِيًا أَفْيَح ، فَذَهَبَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقْضِي حَاجَتهُ ، فَاتَّبَعْتُهُ بِإِدَاوَةٍ مِنْ مَاءٍ ، فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَلَمْ يَرَ شَيْئًا يَسْتَتِرُ بِهِ ، فَإِذَا شَجَرَتَانِ بِشَاطِئِ الْوَادِي ، فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِلَى إِحْدَاهُمَا ، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا ، فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَالْبَعِيرِ الْمَخْشُوشِ الَّذِي يُصَانِعُ قَائِدَهُ حَتَّى أَتَى الشَّجَرَةَ الْأُخْرَى ، فَأَخَذَ بِغُصْنٍ مِنْ أَغْصَانِهَا فَقَالَ: انْقَادِي عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّهِ ، فَانْقَادَتْ مَعَهُ كَذَلِكَ ، حَتَّى إِذَا كَانَ بِالْمَنْصَفِ مِمَّا بَيْنَهُمَا لأَمَ بَيْنَهُمَا ، يَعْنِي جَمَعَهُمَا ، فَقَالَ: الْتَئِمَا عَلَيَّ بِإِذْنِ اللَّه ، فالتأمتا.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
جاء جبريل عليه السلام ذات يوم إلى رسول الله ﷺ وهو جالس حزينٌ قد خُضِبَ بالدماء ، قد ضربه بعض أهل مكة ، فقال: ما لَكَ؟ فقال: فعل بي هؤلاء وفعلوا. فقال له جبريل عليه السلام: أَتُـحِبُّ أن أُريك آية؟ قال: نعم ، أرِني. فنظر إلى شجرة من وراء الوادي فقال: اُدعُ تلك الشجرة. فدعاها فجاءت تمشي حتى قامت بين يديه ، فقال: قل لها فلترجع ، فقال لها فرجعت حتى عادت إلى مكانها. فقال رسول الله ﷺ : حسبي.
وعن معن بن عبد الرحمـٰن قال:
سمعت أبي قال: سألتُ مسروقاً: من آذنَ النبي ﷺ بالجنِّ ليلة استمعوا القرآن؟ فقال: حدثني أبوك – يعني ابن مسعود – أنه آذنت بهم شجرةٌ.
فالحاصل أن الله سبحانه وتعالى قد آتى محمدا ﷺ من الفضائل والدلائل على نبوته نظير ما آتى سليمان عليه السلام وزيادة.
المراجع
- «التبيان في أيمان القرآن»، ص 111 – 114 ، تحقيق: عبد الله بن سالم البطاطي، الناشر: دار عالم الفوائد – مكة.
- ثم قال رحمه الله كلاما مفيدا أنقله هنا للفائدة:وهذه الأمور الثلاثة متلازمة، كما أضدادها متلازمة، فالأوزار والخطايا تقبض الصدر وتضيقه، وتُـخمِل الذِّكر وتضعه، وكذلك ضيق الصدر يضع الذِّكر ويجلب الوزر، فما وقع أحد في الذنوب والأوزار إلا من ضيق صدره وعدم انشراحه، وكلما ازداد الصدر ضيقا كان أدعى إلى الذنوب والأوزار، لأن مرتكبَها إنما يقصد بها شرح صدره، ودفع ما هو فيه من الضيق والحرج، وإلا فلو اتَّسع بالتوحيد والإيمان ومحبة الله ومعرفته وانشرح بذلك لاستغنى عن شرحه بالأوزار، ولهذا أكثرُ من يواقع المحظور إنما يدفع به عن نفسه ما فيها من الهم والغم والضيق، وكثيرا ما تبرد شهوته وإرادته، ومع هذا يحرص على المعاودة تداويا منه بزعمه، كما أفصح عن هذا شيخ الفسوق أبو نُــوَاس بقوله:
وكأس شربت على لذة ∗∗∗ وأخرى تداويت منها بها فإذا حـمَل العبد الأوزار أوجب له ذلك ضيق الصدر وخمول الذِّكر، ثم خمول الذِّكر يوجب له ضيق الصدر، فلا يزال المعرض عن طاعة الله ورسوله مترددا بين هذه المنازل الثلاث، كما لا يزال المطيع لله ورسوله الذي باشر قلبُه روح التوحيد وتجريده ومحبة الله ورسوله وامتثال أمره دائرا بين تلك المنازل الثلاث. وإذا ثَــــقُـــل الظهر بالأوزار مَـــنَع القلب من السير إلى الله، والجوارح من النهوض في طاعته، وكيف يقطع مسافة السفر مثقلٌ بالحمل على ظهره؟ وكيف ينهض إلى الله قلبٌ قد ثقلته الأوزار؟ فلو وضعت عنه أوزاره لنهض وطار شوقا إلى ربه، ولانقلب عسره يسرا، فإن ضيق الصدر وحمل الوزر وخمول الذِّكر من أعظم العسر. ثم قال رحمه الله في التعليق على قوله تعالى: ﴿فَإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ * وإلى رَبِّكَ فارْغَبْ﴾: فالــنَّصْب: التفرغُ للعبادة والطاعة، والرغبة إلى الله وحده: تجريدُ توحيده، فمتى قام بهـٰذين الأصلين حصل له من شرح الصدر ووضع الوزر ورفع الذِّكر بحسب ما قام به، وبُدِّل عُسره يسرا «الكلام في مسألة السماع» (277 – 279)، تحقيق: محمد عزير شمس، الناشر: دار عالم الفوائد – مكة. - سورة الحجر: 97 .
- سورة الكهف: 6 .
- سورة الشعراء: 3 .
- رواه البخاري (794) ومسلم (484) عن عائشة رضي الله عنها.
- روى قصة تفجير الماء من بين أصابع النبي ﷺ البخاري (3576) عن جابر رضي الله عنه ، ورواه النسائي (77) والترمذي (3633) وأحـمد (1/460) والدارمي في الـمقدمة ، باب «ما أكرم الله النبي صلى الله عليه وسلم من تفجير الماء من بين أصابعه» ، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه.
- استفدت جملة كبيرة من هذه الفضائل من كتاب «البداية والنهاية» لابن كثير رحمه الله ، كتاب: دلائل النبوة ، باب التنبيه على ذكر معجزات لرسول الله ﷺمماثلة لمعجزات جماعة من الأنبياء قبله ، وأعلى منها ، خارجة عما اختص به من المعجزات العظيمة التي لم يكن لأحد قبله منهم عليهم السلام.
ولمزيد فائدة يراجع أيضا الفصل الثالث والثلاثون من كتاب «دلائل النبوة» لأبي نعيم الأصبهاني رحمه الله ، في ذكر موازنة الأنبياء في فضائلهم بفضائل نبينا ، ومقابلة ما أوتوا من الآيات بما أوتي عليه السلام. وهذا الكتاب مطبوع بتحقيق د. محمد رواس قلعه جي ، د. عبد البر عباس ، الناشر: دار النفائس – بيروت - رواه البخاري (1035) ومسلم (900) عن ابن عباس رضي الله عنهما.
- الـحرتين مثنى حرة ، والـحَـرَّة أرض بظاهر المدينة بها حجارة سود كثيرة ، والمدينة لها حرتان شرقية وغربية. انظر «النهاية».
- زواها أي جمعها وضمها.
- زاد أحمد هنا أن النبي ﷺأمر فنودي في المسجد: (الصلاة جامعة) ، ليجتمع الناس ويسمعوا قول الراعي.
- رواه أحمد (3/83-84) وابن حبان (6494) واللفظ له ، وقال الشيخ شعيب في حاشيته عليه: إسناده صحيح على شرط مسلم.
- الحائط هو البستان من النخيل إذا كان عليه جدار. انظر «النهاية».
- النضح هو رش الماء ، والناضح هو الجمل الذي يُستقى عليه الماء. انظر «النهاية».
- أي ذرفت دمعا.
- ذِفرى البعير أصل أذنه. انظر «النهاية».
- سراته أي سنامه. انظر «النهاية».
- ربُّ الجمل أي صاحبه.
- تُدئبه أي تكده وتتعبه. انظر «النهاية».
- تقدم تخريجه.
- أي بقية من ماء قليلة.
- رواه البخاري (5639).
- انظر كتاب «النبوات» ، ص 841 .
- سورة النمل: 17 .
- انظر تفسير الآية عند ابن كثير رحمه الله.
- سورة سبأ: 11 .
- سورة الأحقاف: 30 – 31 .
- رواه البخاري (1899) ، ومسلم (1079) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
- تقدم تخريجه.
- رواه البخاري (71).
- انظر ما قاله ابن تيمية رحمه الله في «النبوات» (163 ، 841) ، تحقيق د. عبد العزيز الطويان ، الناشر: دار أضواء السلف – الرياض ، وانظر أيضا «مجموع الفتاوى» (11/180-182) ، (13/89).