البحث
ما تعلمه الصحابه من التطبيق في الواقع
وهكذا وخلال سنوات مكة تعلم الصحابة من خلال الوقائع وبالتطبيق العملي أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله.
يلجؤون إلى الله تعالى، يدعونه خوفاً وطمعاً، يتجهون إليه بعباداتهم ودعائهم، يحمدونه أن هداهم للإيمان. .
ويتعاملون مع رسولهم الكريم من منطلق الحقائق التي ذكرناها، والتي وجههم القرآن إليها.
لقد رأوا فيه من الرحمة بهم والعطف عليهم ما لا يجده الولد من والده. فهذا زيد بن حارثة يرفض الذهاب مع والده إلى أهله وعشيرته ويؤثر البقاء قريباً منه صلى الله عليه وسلم.
وتعلموا من خلال الواقع أنه صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب وأنه بشر. .فهاهم المشركون يسألونه - بتعليم من اليهود - عن فتية ذهبوا في الدهر. فقال لهم صلى الله عليه وسلم: "أخبركم بما سألتم غداً، ولم يستثن. . فمكث صلى الله عليه وسلم خمس عشرة ليلة لا يأتيه الوحي. . ثم نزل ليعطيه الجواب في سورة الكهف وليقول له:
{وَلَا تَقُولَنَّ لِشَاىْءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَٰلِكَ غَدًا إِلَّآ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ ۚ وَٱذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ. .} (1).
ولقد كانت أياماً مؤلمة للرسول الكريم ولصحابته الكرام. . وهم يسمعون قول الكافرين: وعدنا محمد غداً، واليوم خمس عشرة ليلة. .
ولكنهم تعلموا أن الأمور بيد الله تعالى، لم يتعلموها نظرية تقرأ، وإنما عايشوا ذلك ساعة بعد ساعة. . واستقر في يقينهم أن الله فعال لما يريد. . وأن الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو مبلغ ومنذر، يقود الناس إلى طريق الحق بأمر الله تعالى.
المراجع
- سورة الكهف: الآيتان 23 - 24.