البحث
من أسباب ضيق العيش
من أسباب ضيق العيش:
مر فيما سبق ذكر بعض هذه الأسباب. . ونترك الحديث لأبي هريرة يحدثنا عن جوانب أخرى من هذا الموضوع:
أخرج محمد بن سعد عن مخرمة بن سليمان الوالبي، أخبرني الأعرج عن أبي هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجوع، قلت لأبي هريرة: وكيف ذلك الجوع؟ قال: لكثرة من يغشاه وأضيافه، وقوم يلزمونه لذلك، فلا يأكل طعاماً أبداً إلا ومعه أصحابه وأهل الحاجة يتتبعون من المسجد، فلما فتح الله خيبر اتسع الناس بعض الاتساع، وفي الأمر بعد ضيق، والمعاش شديد، هي بلاد ظلف (2) لا زرع فيها، إنما طعام أهلها التمر، وعلى ذلك أقاموا.
قال مخرمة: وكانت جفنة سعد تدور على رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ نزل المدينة في الهجرة إلى يوم توفي، وغير سعد بن عبادة من الأنصار يفعلون ذلك، فكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراً يتواسون، لكن الحقوق تكثر، والقدام يكثرون والبلاد ضيقة ليس فيها معاش، إنما تخرج ثمرتهم من ماء ثمر، يحمله الرجال على أكتافهم أو الإبل. . وربما أصاب نخلهم القشام (3) فيذهب ثمرتهم تلك السنة (4).
وهكذا يضع النص يدنا على الأسباب المهمة، فليس ذلك الضيق ناتجاً عن تقصير القادرين في العطاء، فالصحابة يقومون بواجب المواساة. . ولكن:
- تكاثر الحقوق والمسؤوليات.
- كثرة القادمين.
- ضيق المعاش في المدينة واعتماده على الزراعة التي قد لا تسلم في كل موسم. .
إنها جوانب مهمة سببت هذا الضيق.
المراجع
- رواه الترمذي في الزهد باب 39 رقم الحديث 2473، وفي المسند 6/ 18.
- كل ما اشتد من الأمر فهو ظلف.
- القشام: أن ينتفض ثمر النخل قبل أن يصير بلحاً.
- طبقات ابن سعد 1/ 409.