البحث
بيان حقيقة الرسالة والرسول
بيان حقيقة الرسالة والرسول
وكان من حكمته تعالى أيضاً أن بين حقيقة الرسالة والرسول. . وكان هذا البيان ضرورياً حتى لا يحصل الزيغ والانحراف الذي حصل في الأمم السابقة في هذا الصدد.
وكثيراُ ما كان تقرر بعض هذه الحقائق - على الرغم من وضوحها - أثناء مناقشة المشركين والرد عليهم جول تصورهم عما ينبغي أن يكون عليه الرسول ونستطيع أن نلخص الأمور الرئيسة بالآتي:
* تقرير بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم:
{قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِد}
ولقد اعترض المشركون أن يكون الرسول بشراً فقالوا:
{وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُۥ نَذِيرًا} (1).
ورد الله تعالى عليهم بقوله:
{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۗ . .} (2).
{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ ۖ فَسْـئَلُوٓا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَٰهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَٰلِدِينَ} (3).
* إنه رسول مثل الرسل السابقين:
وسيرة هؤلاء الرسل في تاريخ الأمم معروفة تتداولها الأجيال. إنهم أعلام الهدى في الأمم. وجاء القرآن ليؤكد هذا الأمر ليستقر حقيقة من حقائق هذا الدين.
{يسٓ وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ. .} (4).
* مهمته تبليغ الرسالة:
فهو لا يتصرف بشيء من عنده، كما لا تصرف له في الكون، وليس له شيء من صفات الألوهية. .
{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (5).
{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (1)
{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقًا فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِى ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُم بِـَٔايَةٍۢ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ} (2).
* إنه ذو خلق عظيم:
وهو بشر من الناس ولكنه فطر على الأخلاق الفاضلة، فهي خلقه الذي يتخلق به {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ} (3).
هذا الخلق العظيم الذي يكون به أسوة للناس، وبه يسع الناس على اختلاف طبائعهم، وبه يخاطب الناس على قدر عقولهم. .
المراجع
- سورة الفرقان: الآية 7.
- سورة الفرقان: الآية 20.
- \سورة الأنبياء: الآيتان 7-8.
- سورة يس: الآيات 1- 4.
- سورة الأحقاف: الآية 9.