1. المقالات
  2. السِّيرَةُ النَّبويَّةُ (تَربِيةُ أمَّةٍ وَبنَاءُ دَوْلَةٍ)
  3. بيان حقيقة الرسالة والرسول

بيان حقيقة الرسالة والرسول

الكاتب : صالح أحمد الشامي

 بيان حقيقة الرسالة والرسول


وكان من حكمته تعالى أيضاً أن بين حقيقة الرسالة والرسول. . وكان هذا البيان ضرورياً حتى لا يحصل الزيغ والانحراف الذي حصل في الأمم السابقة في هذا الصدد.

وكثيراُ ما كان تقرر بعض هذه الحقائق - على الرغم من وضوحها - أثناء مناقشة المشركين والرد عليهم جول تصورهم عما ينبغي أن يكون عليه الرسول ونستطيع أن نلخص الأمور الرئيسة بالآتي:

* تقرير بشرية الرسول صلى الله عليه وسلم:

{قُلْ إِنَّمَآ أَنَا۠ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰٓ إِلَىَّ أَنَّمَآ إِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَٰحِد}

ولقد اعترض المشركون أن يكون الرسول بشراً فقالوا:


{وَقَالُوا مَالِ هَٰذَا ٱلرَّسُولِ يَأْكُلُ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشِى فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۙ لَوْلَآ أُنزِلَ إِلَيْهِ مَلَكٌ فَيَكُونَ مَعَهُۥ  نَذِيرًا} (1).

ورد الله تعالى عليهم بقوله:

{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ إِلَّآ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِى ٱلْأَسْوَاقِ ۗ . .} (2).

{وَمَآ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلَّا رِجَالًا نُّوحِىٓ إِلَيْهِمْ ۖ فَسْـئَلُوٓا أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَٰهُمْ جَسَدًا لَّا يَأْكُلُونَ ٱلطَّعَامَ وَمَا كَانُوا خَٰلِدِينَ} (3).

* إنه رسول مثل الرسل السابقين:

وسيرة هؤلاء الرسل في تاريخ الأمم معروفة تتداولها الأجيال. إنهم أعلام الهدى في الأمم. وجاء القرآن ليؤكد هذا الأمر ليستقر حقيقة من حقائق هذا الدين.

{يسٓ وَٱلْقُرْءَانِ ٱلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ ٱلْمُرْسَلِينَ عَلَىٰ صِرَٰطٍۢ مُّسْتَقِيمٍۢ. .} (4).

* مهمته تبليغ الرسالة:

فهو لا يتصرف بشيء من عنده، كما لا تصرف له في الكون، وليس له شيء من صفات الألوهية. .

{قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنَ ٱلرُّسُلِ وَمَآ أَدْرِى مَا يُفْعَلُ بِى وَلَا بِكُمْ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ وَمَآ أَنَا۠ إِلَّا نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (5).

{وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۠ نَذِيرٌ مُّبِينٌ} (1)

{وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ ٱسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِىَ نَفَقًا فِى ٱلْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِى ٱلسَّمَآءِ فَتَأْتِيَهُم بِـَٔايَةٍۢ ۚ وَلَوْ شَآءَ ٱللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى ٱلْهُدَىٰ ۚ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ ٱلْجَٰهِلِينَ} (2).

* إنه ذو خلق عظيم:

وهو بشر من الناس ولكنه فطر على الأخلاق الفاضلة، فهي خلقه الذي يتخلق به {وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍۢ} (3).

هذا الخلق العظيم الذي يكون به أسوة للناس، وبه يسع الناس على اختلاف طبائعهم، وبه يخاطب الناس على قدر عقولهم. .

المراجع

  1. سورة الفرقان: الآية 7.
  2.  سورة الفرقان: الآية 20. 
  1. \سورة الأنبياء: الآيتان 7-8.
  2.  سورة يس: الآيات 1- 4.
  3.  سورة الأحقاف: الآية 9.


المقال السابق المقال التالى

مقالات في نفس القسم

موقع نصرة محمد رسول اللهIt's a beautiful day