البحث
المنهج الخلقي
المنهج الخلقي:
إن هذا الدين وحدة متماسكة، لا يمكن فصل الحكم الأخلاقي فيه الحكم الشرعي، ولا ينفصل فيه الحكم الاقتصادي عن الحكم الاجتماعي. . ولكنا ونحن نتحدث عن مرحلية التربية في بناء الجيل الأول نلمح أن الأحكام التي تناولها القرآن المكي يغلب عليها الطابع الأخلاقي وبتعبير آخر لم تكن الدعوة إليها عن طريق الأمر وإنما عن طريق التوجيه، وتلك سمة مميزة للحكم الأخلاقي.
نستطيع القول بعد هذه المقدمة الوجيزة: بأن المنهج الأخلاقي قد استكمل بناءه في نفوس المسلمين في المرحلة المكية، ولئن كان القرآن لم يتناول كل الجزئيات بالبحث فقد أكد على الأسس والأركان، وألح عليها أساليب متعددة.
ويحسن بنا أن نستعرض بعض الآيات المكية في هذا الصدد:
ركز القرآن الكريم على الأمور الكلية، فحض على الخطوط العامة للفضيلة وليس من باب المصادفات أن تنزل سورة العصر في وقت مبكر، هذه السورة القصيرة التي نصت على تحقق الخسارة لجنس الإنسان كله إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات. .
{وَٱلْعَصْرِ إِنَّ ٱلْإِنسَٰنَ لَفِى خُسْرٍ إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَتَوَاصَوْا بِٱلْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِٱلصَّبْرِ} (1).
والعمل الصالح عنوان عام يعرفه الناس بفطرتهم، فهذه خديجة رضي الله عنها عندما قص عليها صلى الله عليه وسلم حديثه في نزول الوحي قالت: "كلا، والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق. ." (2) وهذا هو العمل الصالح الذي تحض عليه السورة . .
وقد تكرر هذا الحث على الإيمان والعمل الصالح خلال المرحلة المكية كلها بل والمدنية أيضاًً، ذلك أنه هو الخط العام في البناء الأخلاقي.
كما ألح القرآن أيضاً على تزكية النفس وطهارتها. . وذلك هو الخط الموازي للعمل الصالح، الذي هو العمل الإيجابي، بينما التزكية عمل تطهير وتنظيف من الدنس. قال تعالى:
{وَنَفْسٍۢ وَمَا سَوَّٰهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَٰهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّٰهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّٰهَا} (1)
. وقال تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ. .} (2)
. وقال تعالى:
{جَنَّٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (3).
وقال تعالى:
{وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِۦ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ} (4).
والتزكية إنما تكون بترك الإثم ظاهره وباطنه، ذلك أن الإسلام يقوم على الصدق الكامل الذي يطابق فيه القول العمل، ويطابقان - في الوقت نفسه - النية والضمير. . ولهذا يأتي التأكيد على ترك الإثم من الجانبين حتى يتساوق السلوك الخلقي بعضه مع بعض من كل جوانبه. قال تعالى:
{وَذَرُوا ظَٰهِرَ ٱلْإِثْمِ وَبَاطِنَهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} (5).
كما ألح القرآن أيضاً على تزكية النفس وطهارتها. . وذلك هو الخط الموازي للعمل الصالح، الذي هو العمل الإيجابي، بينما التزكية عمل تطهير وتنظيف من الدنس. قال تعالى:
{وَنَفْسٍۢ وَمَا سَوَّٰهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَٰهَا قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّٰهَا وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّٰهَا} (1).
وقال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَن تَزَكَّىٰ. .} (2).
وقال تعالى:
{جَنَّٰتُ عَدْنٍۢ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلْأَنْهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَآءُ مَن تَزَكَّىٰ} (3)
وقال تعالى:
{وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِۦ ۚ وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ} (4)
والتزكية إنما تكون بترك الإثم ظاهره وباطنه، ذلك أن الإسلام يقوم على الصدق الكامل الذي يطابق فيه القول العمل، ويطابقان - في الوقت نفسه - النية والضمير. . ولهذا يأتي التأكيد على ترك الإثم من
الجانبين حتى يتساوق السلوك الخلقي بعضه مع بعض من كل جوانبه. قال تعالى:
{وَذَرُوا ظَٰهِرَ ٱلْإِثْمِ وَبَاطِنَهُۥٓ ۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَكْسِبُونَ ٱلْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ} (5).
المراجع
- حديث بدء الوحي في صحيح البخاري. رقم (3).
- سورة الشمس: الآيات 7- 10.
- سورة الأعلى: الآيه14.
- سورة طه: الآية 76.
- سورة فاطر: الآية 18.
- سورة الأنعام: الآية 120.