البحث
الحق الرابع عشر: الدعاء للنبي ﷺ الجزء الاول
الدعاء للنبي ﷺ يتضمن أربعة أمور ؛ الصلاة عليه ، والسلام عليه ، والدعاء له بالوسيلة والفضيلة ، والدعاء له بأن يبعثه الله مقاما محمودا.
الأمر الأول: الصلاة على النبي ﷺ ، وفيها خمسة مباحث:
1. معنى الصلاة على النبي ﷺ
2. مكانة الصلاة على النبي ﷺ
3. صفة الصلاة على النبي ﷺ
4. مواطن الصلاة على النبي ﷺ
5. فضائل الصلاة على النبي ﷺ
تفصيل
1. معنى الصلاة على النبي ﷺ
معنى الصلاة على النبي ﷺ : الدعاء له بالرحمة وشريف المنزلة ، فإن الصلاة تأتي بمعنى الدعاء كما في
قوله تعالى
﴿خذ من أموالهم صدقة تطهرهم ,تزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم﴾
[1].
ومعنى الصلاة على النبي ﷺ من الله: رحمته والثناء عليه في الملأ الأعلى.
ومعنى الصلاة على النبي ﷺ من الملائكة الدعاء له بالرحمة ، والثناء عليه.
قال أبو العالية: صلاة الله ؛ ثناؤه عليه عند الملائكة ، وصلاة الملائكة ؛ الدعاء[2].
قال الحليمي[3]: معنى الصلاة على النبي ﷺ تعظيمه ، فمعنى قولنا (اللهم صل على محمد) ؛ عظِّم محمدًا ، والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وإبقاء شريعته ، وفي الآخرة بإجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وإبداء فضيلته بالمقام المحمود ، وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى }صلوا عليه{ ؛ أدعوا ربكم بالصلاة عليه. انتهى.
فهي من الله إكرام وتعظيم ومحبة وثناء على نبيه ﷺ ، ومن الناس والملائكة ثناء عليه أيضا ، وطلب من الله أن يعلي ذكره ، ويزيده تعظيمًا وتشريفًا.
قال ابن تيمية رحمه الله: الصلاة عليه تتضمن ثناء الله عليه ، ودعاء الخير له ، وقربته منه ، ورحمته له.
والسلام عليه يتضمن سلامته من كل آفة.
فقد جمعت الصلاة عليه والتسليم جميع الخيرات.
ثم إنه يصلي سبحانه عشرا على من يصلي عليه مرة ، حضاً للناس على الصلاة عليه ، ليسعدوا بذلك ، وليرحمهم الله بها[4].
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير آية
[يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما]
الأحزاب
: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنـزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى ، بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين ، وأن الملائكة تصلي عليه ، ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعا[5].
قال البيهقي في «الشعب»: أمر الله تعالى عباده أن يصلوا عليه ويسلموا بعد إخبارهم بأن ملائكته يصلون عليه ، لينبههم بذلك على ما فيها من الفضل ، إذ الملائكة - مع انفكاكهم من شريعته - تتقرب إلى الله تعالى بالصلاة والتسليم عليه ، فهي في حق عباده أولى وأحق[6].
2. مكانة الصلاة على النبي ﷺ
ورد في شأن الصلاة على النبي ﷺ كثير من الأحاديث التي تبين مشروعيتها وكيفيتها ومواطنها وفضلها إلى غير ذلك من الجوانب المتعلقة بها.
وقد روى هذه الأحاديث جمع من الصحابة رضي الله عنهم ، وقد عدَّهم ابن القيم في كتابه «جلاء الأفهام في فضل الصلاة على محمد خير الأنام» فبلغوا اثنين وأربعين صحابياً.
وقد جمع ابن القيم هذه الأحاديث ، وبيـَّن طرقها وصحيحها من حسنها ومعلولها ، وما في معلولها من العلل بياناً شافياً.
وقبل الدخول في كيفية الصلاة على النبي ﷺ ، فإنه يجدر التنبيه إلى أن الصلاة على النبي ﷺ واجبة إذا ذكر ، ومما يدل على ذلك ؛ أنه قد ورد الترهـيب من ترك الصلاة عليه إذا ذكر في حديثين:
قوله ﷺ :
البخيل الذي من ذُكرت عنده فلم يُصل علي.
[7]
وقوله:
رغِم [8]أنف رجل ذُكرت عنده فلم يُصل علي
[9].
وقال الشافعي رحمه الله: يُكره للرجل أن يقول: قال الرسول ، ولكن يقول: قال رسول الله ﷺ ، تعظيماً لرسول الله ﷺ [10].
3. صفة الصلاة على النبي ﷺ
ورد في السنة الصحيحة عدة صفات للصلاة على النبي ﷺ ، وهي كالتالي:
عن عبد الرحمـٰن بن أبي ليلى قال: لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي ﷺ خرج علينا فقلنا:
يا رسول الله ، قد علِمـنا كيف نسلم عليك ، فكيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد. ولفظ مسلم: كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد
[11].
وعن طلحة بن عبيد الله قال:
قلت يا رسول الله ، كيف الصلاة عليك؟ قال: قل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد
[12].
وعن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه أنهم قالوا:
يا رسول الله ، كيف نُصلي عليك؟ قال: قولوا اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم ، وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد
[13].
ولفظ مسلم: وعلى أزواجه ... الحديث.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
قلنا يا رسول الله ، هذا السلام عليك ، فكيف نصلي؟ قال: قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم ، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم.
[14]
والملاحظ في هذه الأحاديث هو اختلاف ألفاظها ، وقد يتساءل المرء بأي هذه الألفاظ يدعو؟
فالجواب أن ينوِّع الألفاظ ، فيذكر هذه تارة وهذه تارة ، ليصيب السنة كلها ، إلا ما ورد في موطن معين فينبغي لزومه وعدم تغيير الفظ ، كلفظ الصلاة على النبي ﷺ في الصلاة ، وسيأتي بيانه قريبا إن شاء الله.
4. مواطن الصلاة على النبي ﷺ
وردت الصلاة على النبي ﷺ في عدة مواطن ، وهي كالتالي:
الموطن الأول: في الصلاة في التشهد الأخير ، وقد ورد في التشهد عدة صيغ عن النبي ﷺ ، وقد جمعها الشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله في كتابه «صفة صلاة النبي ﷺ ».
الموطن الثاني: في صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية: والدليل على ذلك
حديث أبي أمامة أنه أخبره رجل من أصحاب النبي ﷺ
أن السنة في الصلاة على الجنازة أن يكبر الإمام ، ثم يقرأ بفاتحة الكتاب بعد التكبيرة الأولى سرا في نفسه ، ثم يصلي على النبي ﷺ ... الحديث
[15].
الموطن الثالث: في الخطب كخطبة الجمعة والعيدين ، والاستسقاء ، وغيرها.
والدليل على مشروعية الصلاة على النبي ﷺ في الخطبة ؛
ما رواه الإمام أحمد في المسند بسنده عن عون بن أبي جحيفة قال:
كان أبي من شُـرَط علي ، وكان تحت المنبر ، فحدثني أبي أنه صعد المنبر – يعني عليا – ، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي ﷺ
[16].
وقال ابن القيم: الصلاة على النبي ﷺ في الخطب أمراً مشهوراً معروفاً عند الصحابة رضي الله عنهم أجمعين[17].
الموطن الرابع: الصلاة عليه بعد إجابة المؤذن وعند الإقامة ،
لما روى مسلم في صحيحه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه أنه سمع رسول الله ﷺ يقول:
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإن من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشراً ... الحديث
[18].
الموطن الخامس: عند الدعاء
والدليل على ذلك
حديث فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال:
سمع رسول الله ﷺ رجلا يدعو في صلاةٍ لم يمجد الله ولم يصل على النبي ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : (عَجِلتَ أيها المصلي) ،
ثم علمهم رسول الله ﷺ .
وسمع رسول الله ﷺ رجلاً يصلي[19] ، فمجد الله وحمده وصلى على النبي ﷺ ، فقال رسول الله ﷺ : ادعُ تُـجب ، وسلْ تعطَ
[20].
وفي رواية:
أن النبي ﷺ قال للرجل: عَجِل هذا ، ثم دعاه ، فقال له ولغيره: إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ﷺ ، ثم ليدع بعد بما شاء
[21].
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال:
إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك ﷺ
[22].
الموطن السادس عند دخول المسجد وعند الخروج منه ،
فقد ثبت عنه أنه كان إذا دخل المسجد صلى وسلم على رسول الله ﷺ ثم قال:
اللهم افتح لي أبواب رحمتك. وإذا خرج صلى وسلم على رسول الله ﷺ ثم قال: اللهم افتح لي أبواب فضلك
[23].
والصلاة والسلام على النبي ﷺ مأثور عنه ﷺ وعن غير واحد من الصحابة والتابعين ، فقد روى ابن أبي شيبة السلام على النبي ﷺ عن عبد الله بن سلام وعلقمة وإبراهيم النخعي رحمهم الله ، إلا إبراهيم النخعي فقد روى عنه الصلاة أيضا[24].
الموطن السابع: أثناء السعي بين الصفا والمروة ،
فعن وهب بن الأجدع قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمكة وهو يخطب الناس قال:
إذا قدم الرجل منكم حاجاً فليطف بالبيت سبعاً ، وليصل عند المقام ركعتين ، ثم ليبدأ بالصفا ، فيستقبل البيت فيكبر سبع تكـبيرات ، بين كل تكبيرتين حمدا لله وثناء عليه وصلى على النبي ﷺ ، وسأل لنفسه ، وعلى المروة مثل ذلك
[25].
الموطن الثامن: عند اجتماع القوم قبل تفرقهم ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
ما جلس قوم مجلساً فلم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيه ﷺ إلا كان مجلسهم عليهم تِرة[26] يوم القيامة ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء آخذهم
[27].
الموطن التاسع يوم الجمعة ،
فعن أوس بن أبي أوس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ، فيه خلق آدم عليه السلام ، وفيه قُبض ، وفيه النفخة ، وفيه الصعقة ، فأكثروا علي من الصلاة ، فإن صلاتكم معروضة علي ، قالوا: يا رسول الله ، وكيف تعرض صلاتـنا عليك وقد أرِمت - أي يقولون: قد بليت – ؟ قال: إن الله عز وجل قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبـياء عليهم السلام
[28].
5. فضائل الصلاة على النبي ﷺ [29]
ذكر ابن القيم رحمه الله في الباب الرابع من كتابه القيم «جلاء الأفهام» عدداً من الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه ﷺ ، أنتقي منها ما يلي:
1. الفائدة الأولى: امتثال أمر الله تعالى بالصلاة والسلام عليه الوارد في
قوله تعالى
[يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما].
ثم إن صلاة العبد على النبي ﷺ دعاء ، والدعاء عبادة مستقلة ، أمر بها الله ، ويؤجر عليها العبد.
2. الفائدة الثانية: أن الصلاة والسلام على النبي ﷺ من الذكر المستحب ، ومن المعلوم أن الذكر من أفضل الأعمال وأزكاها.
3. الفائدة الثالثة: حصول عشر صلوات من الله على من صلى على النبي صلاة واحدة
، كما قال ﷺ :
من صلى عليَّ صلاة ؛ صلى الله عليه بها عشراً
[30].
والجزاء من جنس العمل ، فمن أثنى على رسول الله ﷺ ؛ جزاه الله من جنس عمله ، بأن يثني عليه ويزيد تشريفه وتكريمه.
4. الفائدة الرابعة والخامسة والسادسة: أنه يُـرفع عــشر درجات ، ويُـكتب له عــشر حسنات ، ويُـمحى عنه عشر سيئات ،
فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
من صلى علي صلاة واحدة صلى الله عليه عشر صلوات ، وحُـطت عنه عشر خطيئات ، ورفعت له عشر درجات
[31].
5. الفائدة السابعة: أنها سبب لمغفرة الذنوب وكفاية العبد ما أهمه ،
فعن أبي بن كعب عن أبيه قال: كان رســول الله ﷺ إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال:
يا أيها الناس ، اذكروا الله ، اذكروا الله ، جاءت الراجفة ، تتبعها الرادفة ، جاء الموت بما فيه ، جاء الموت بما فيه. قال أبي: قلت يا رسول الله ، إني أكثر الصلاة عليك ، فكم أجعل لك من صلاتي؟ فقال: ما شئت. قال: قلت: الربع؟ قال: ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك. قلت: النصف؟ قال: ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك. قال: قلت: فالثلثين؟ قال: ما شئت ، فإن زدت فهو خير لك. قلت: أجعل لك صلاتي كلها؟ قال: إذاً تُكفى همك ، ويُغفر لك ذنبك[32]. قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: هذا كان له دعاء يدعو به ، فإذا جعل مكان دعائه الصلاة على النبي ﷺ كفاه الله ما أهـمه من أمر دنياه وآخرته ، فإنه كلما صلى عليه مرة صلى الله عليه عشرا ، وهو لو دعا لآحاد المؤمنين لقالت الملائكة: (آمين ، ولك بمثله) ، فدعاؤه للنبي ﷺ أولى بذلك[33].
6. الفائدة الثامنة: أنها سبب لشفاعته ﷺ إذا قرنها بسؤال الوسيلة له
، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه أنه سمع النبي ﷺ يقول:
إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ، ثم صلوا علي ، فإنه من صلى عليَّ صلاة ؛ صلى الله عليه بها عشراً ، ثم سلوا الله لي الوسيلة ، فإنها منـزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله ، وأرجو أن أكون أنا هو ، فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة
[34].
7. الفائدة التاسعة: أنه يُـرجى إجابة دعائه إذا قدمها أمامه ، فهي تُـصاعِد الدعاء إلى رب العالمين ، فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: إن الدعاء موقوف بين السماء والأرض ، لا يصعد منه شيء ، حتى تصلي على نبيك ﷺ [35].
8. الفائدة العاشرة: أنها سبب لدوام محبته للرسول ﷺ وزيادتها وتضاعفها ، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به ، لأن العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ؛ تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه ، واستولى على جميع قلبه.
وإذا أعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه بقلبه ؛ نقص حبه من قلبه ، ولا شيء أقر لعين العبد المحب من رؤية محبوبه ، ولا أقرّ لقلبه من ذكرِه[36] وإحضار محاسنه ، فإذا قوي هذا في قلبه جرى
لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه ، وتكون زيادة ذلك ونقصانه بحسب زيادة الحب ونقصانه في قلبه.
9. الفائدة الحادية عشرة: أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه ، فإنه كلما أكثر من الصلاة عليه وذكره استولت محبته على قلبه ، ومحبة النبي ﷺ من أسباب حياة القلوب.
10. الفائدة الثانية عشر: أنها سبب لعرض صلاة المصلي عليه ﷺ ،
كما دل على هذا قوله ﷺ :
(إن صلاتكم معروضة علي)
، وكفى بالعبد شرفا أن تعرض صلاته على رسول الله ﷺ .
11. الفائدة الثالثة عشرة: أنها سبب لرد النبي ﷺ على المصلي صلاته وسلامه.
12. الفائدة الرابعة عشرة: أن في الصلاة عليه ﷺ أداءً لأقل القليل من حقه ، وشكرًا له على نعمته التي أنعم الله بها علينا ، مع أن الذي يستحقه من ذلك لا يحصى علماً ولا قدرة ولا إرادة ، ولكن لله سبحانه وتعالى لكرمه رضي عن عباده باليسير من شكره وأداء حقه.
13. الفائدة الخامسة عشرة: أنها سبب لطيب المجلس وزكاته ، بخلاف المجلس الذي لا يصلى فيه على النبي ﷺ فإنه يعود حسرة على أهله يوم القيامة ،
كما تقدم في حديث أبي هريرة رضي الله قال: قال رسول الله ﷺ :
ما جلس قوم مجلساً فلم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيه ﷺ إلا كان مجلسهم عليهم ترة[37] يوم القيامة ، إن شاء عفا عنهم ، وإن شاء آخذَهم
[38].
14. الفائدة السادسة عشرة: أنها تنفي عن قائلها وصف البخل الذي وصف به من لم يصل على النبي ﷺ ،
فعن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم عن النبي ﷺ قال:
البخيل الذي من ذُكرت عنده فلم يُصل علي
[39].
15. الفائدة السابعة عشرة أنها تنجي قائلها من دعوة النبي ﷺ عليه برُغم أنفه[40] إذا ذكر عنده ولـم يصلِّ عليه ،
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ :
رَغِم أنف رجل ذُكرت عنده فلم يُصلِّ علي.
[41]
المراجع
- التوبة: 103 .
- رواه البخاري تعليقا في صحيحه في تفسير سورة الأحزاب.
- نقله ابن حجر عنه في «فتح الباري» ، كتاب الدعوات ، باب الصلاة على النبي ﷺ ، ولم يذكر الحافظ اسم الحليمي كاملا ، فلعله الحسين بن الحسن بن محمد بن حليم القاضي ، أبو عبد الله الحليمي البخاري.
قال الحاكم: أوحد الشافعيين بما وراء النهر ، وأنظرهم وآدبهم بعد أستاذيه أبوي بكر القفال والأودني. وكان مقدما فاضلا كبيرا ، له مصنفات مفيدة ينقل منها الحافظ أبو بكر البيهقي كثيرا. ولد سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة ، ومات في جمادى - وقيل في ربيع الأول - سنة ثلاث وأربعمائة. ومن تصانيفه «شعب الإيمان». انظر «الطبقات» لابن قاضي شهبة (1 / 178، 179) ، و «الأعلام» (2/253) و «وفيات الأعـيان» (1/403) ، و«تذكرة الحفاظ» (3/1030). - «الصارم المسلول» (3/801).
- تفسير سورة الأحزاب ، الآية 56 .
- «شعب الإيمان» (2/207) ، بتصرف يسير.
- رواه ابن حبان (3/189) ، والنسائي في «الكبرى» (9800) ، كتاب عمل اليوم والليلة ، باب من البخيل ، والـترمذي (3546) ، وأحمد (1/201) ، عن حسين بن علي بن أبي طالب ، وصححه الألباني ، وقال الشيخ شعيب: إسناده قوي.
- الرَّغام هو التراب ، والمقصود الدعاء عليه بالإهانة بأن يلصق أنفه في التراب.
- رواه الترمذي (3545) وأحمد (2/254) ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، وصححه محققو «المسند» ، وقال الألباني: حسن صحيح.
- «ذم الكلام وأهله» (4/188) ، رقم (972).
- رواه البخاري (6357) ، ومسلم (406).
- مسند أحمد (1/162) ، وقال محققو المسند: إسناده قوي على شرط مسلم.
- رواه البخاري (6360) ، ومسلم (407).
- رواه البخاري (6358).
- رواه الشافعي في «مسنده» ، الباب الثالث والعشرون ، في الجنائز وأحكامها ، وصححه الألباني في «الجنائز» ، ص 155 .
- رواه عبد الله بن أحمد في زوائده على مسند أبيه (1/106) ، وقال محققو المسند: إسناده قوي.
- «جلاء الأفهام» ، الموطن الخامس من مواطن الصلاة على النبي ﷺ ، ص 441 .
- رقم (384).
- أي يدعو ، لأن الصلاة تأتي بمعنى الدعاء.
- رواه النسائي (1283) والترمذي (3476) وأبو داود (1331) ، عن فضالة بن عبيد ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن ، وصححه الألباني رحمه الله.
- رواه الترمذي (3477) ، وابن خزيمة (1/351) ، والبيهقي (2/148) ، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح ، وصححه الألباني رحمه الله.
- رواه الترمذي (486) ، وصححه الألباني رحمه الله.
- انظر سنن ابن ماجه (771) والترمذي (314) وابن أبي شيبة (3412) ، وصححه الألباني رحمه الله دون جملة المغفرة الواردة في تلك الروايات ، انظر «صحيح الترمذي».
- «المصنف» (3415 – 3418).
- رواه البيهقي (5/94) (9343) ، ورواه ابن أبي شيبة (14501) مختصرا ، وحسنه صاحب «جامع الآثار الصحيحة عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه» ، ص 159.
- أي نقص. انظر «النهاية».
- رواه أحمد (2/484) ، والترمذي (3380) ، وصححه محققو «المسند» ، والألباني كما في «السلسة الصحيحة» (1/156).
- رواه النسائي (1373) ، وأبو داود (1047) ، وابن ماجه (1085) ، وأحمد (4/8) ، وصححه الألباني في «صحيح أبي داود».
- استفدت هذه الفوائد من كتاب «جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام ﷺ » ، الباب الرابع في الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه ﷺ .
- تقدم تخريجه.
- رواه النسائي (1297) ، وصححه الألباني رحمه الله.
وفي الباب عن ابن عمر رضي الله عنه ، رواه ابن أبي شيبة (8698). وفي الباب أيضا عن أبي بردة رضي الله عنه ، رواه البزار (9/260) ، والبيهقي في «الدعوات الكبير» ، باب في فضل الصلاة على النبي ﷺ . - رواه الترمــذي (2457) ، وإسماعيل القــاضي في «فــــضل الصلاة على النبي ﷺ » (14) بنحوه ، وأحمد (5/136) مختصرا ، وحسنه الألباني رحمه الله كما في «الصحيحة» (954).
- «مجموع الفتاوى» (1/193).
- رواه مسلم (384).
- تقدم تخريجه.
- والمقصود بالذكر هنا الذكر المشروع ، وعلى رأسه الصلاة والسلام عليه ﷺ ، امتثالاً لأمر الله تعالى الوارد في قوله }إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً{.
ويدخل ضمن الذكر المشروع تعداد فضائله وخصائصه وما وهبه الله من الصفات والأخلاق والخِـلال الفاضلة ، وما أكرمه به من المعجزات والدلائل ، وذلك من أجل التعرف على مكانته ومنـزلته والتأسي بصفاته وأخلاقه ، وتعريف الناس وتذكيرهم بذلك ، ليزدادوا إيماناً ومحبة له ﷺ ولكي يتأسوا به. أما التمدح الذي يتجاوز به حدود بشريته ، ليُصرف له شيء من الأمور الخاصة بالله عز وجل ؛ فهذا محرم بلا شك ، كما فعل بعض الغلاة في أشعارهم ومدائحهم للنبي ﷺ كمحمد البوصيري في قصيدة «البردة» وغيره. - أي نَقص. انظر «النهاية». ومن الأمور المنهي عنها ؛ الذكر المقترن بالغناء وأدوات اللهو والطرب والرقص ، وهذا هو الذكر البدعي الذي عليه حال أرباب الطرق والتصوف ، وقد وافقهم على ذلك كثير من عوام الناس ظناً منهم أن فعل مثل هذه الأمور هو الطريق إلى تحقيق محبة النبي ﷺ ، وهو في الحقيقة ليس إلا محادّة لله ورسوله ، ومما أحدث في دين الله ، وقد تبرأ ﷺ ممن أحدث في الدين ، حيث قال: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد.
- تقدم تخريجه.
- تقدم تخريجه.
- أي التصاقه بالتراب ، والمقصود هو الدعاء بالإذلال لمن دُعي عليه ، لأن الذي يرغم قهرا على أن يلامس أنفه التراب هو في الحقيقة مستذل ومستصغر.
- تقدم تخريجه.