البحث
الفصل السادس – ملاحق الكتاب كمـــالُ خَلْـقِ النبي صلى الله عليه وسلم
الفصل السادس – ملاحق الكتاب
1. كمـــالُ خَلْـقِ النبي ﷺ
2. ملحق - دلائل رحمته ﷺ
3. ملحق – محمد ﷺ ؛ كتابٌ مفتوح على مر القرون إلى نهاية الدنيا
4. ملحق - خصائص أمة محمد ﷺ ، ورؤوسها ثلاثة وعشرون
كمـــالُ خَلْـقِ النبي صلى الله عليه وسلم[1]
(ملحق الدليل التاسع والخمسين من دلائل عظمة النبي ﷺ)
لقد وصف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم خَـلْـقـهُ وأفاضوا في ذلك حتى لكأنك تراه أمامك من دقة وصفهم، فذكروا صفة وجهه، وخدِّه، وعينيه، وأشفارِ[2] عينيه، وأنفه، ورقبته، ورأسه، وجبينه، وفمه، وأسنانه، وكتفيه، وكفيه، وقدميه وغير ذلك.
ومما ذكروا في ذلك
قول البراء بن عازب رضي الله عنه:
كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا[3] بعيد ما بين الـمنكِــــبَــــيـــــن[4]، له شعرٌ يبلغ شحمة أذنيه، رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئًا قط أحسن منه[5]. وقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس وجهًا، وأحسنُهم خَلْقاً، ليس بالطويل البائن، ولا بالقصير[6].
وعن أبي جُـحَـيفـة الـسُّـوائي قال:
رأيت النبي (صلى الله عليه وسلم)، ورأيتُ بياضا من تحت شفته السفلى العنفقة
[7].
وعن أبي الطفيل أنه قيل له:
صِف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: كان أبيض مليح الوجه.
[8]
وسُـئِلَ البراء بن عازب رضي الله عنه:
أكان وجهُ النبي (صلى الله عليه وسلم) مثل السيف؟ قال: لا، بل مثل القمر.
[9]
وعن أنس قال:
ما مسست حريراً ولا ديباجاً [10]ألين من كفِّ النبي (صلى الله عليه وسلم)، ولا شـمَمتُ ريحا قط ولا عَـــــرْفًا [11]قط أطيب من رِيح أو عَرفِ النبي (صلى الله عليه وسلم)[12].
لقد كان منظر النبي (صلى الله عليه وسلم) يوحي لمن رآه بأنه أمام رجل صادق وليس أمام كذاب، فقد قال عبد الله بن سَلَام، حَــــبْــــرُ اليهود الأعظم: لما قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) المدينة انجفل الناس عليه[13]، فكنت فيمن انجفل، فلما تبينت وجهَهُ عرفتُ أن وجهه ليس بوجه كذاب[14].
لو لم تكن فيه آياتٌ مبـــــيـَّــــنةٌ لكان منظره يُـــــنبيك بالخبرِ
وقال عمرو بن العاص (رضي الله عنه):
ما كان أحدٌ أحب إليَّ من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ولا أجلُّ في عينـــــــي منه، وما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو سُئلت أن أصِفه ما أطقتُ، لأني لم أكن أملأ عــــينَـــــيَّ منه[15].
وكان (صلى الله عليه وسلم) يحب الطيب والنظافة، ويكره أن يكون الرجل لا يعتني بنظافة بدنه وثيابه وشعره. فقد قال: إن الله جميل يحب الجمال[16].
وعن جابر بن عبد الله الأنصاري (رضي الله عنه) قال:
أتانا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) زائرا في منزلنا فرأى رجلاً شَـــــعِــــثاً[17] قد تفرَّق شعرُه فقال: أما كان يجد هذا ما يُـــسَكِّن به شعر رأسه؟ ورأى رجلاً عليه ثياب وسخة، فقال: أما كان يجد هذا ماءً يغسل به ثيابه؟
[18]
وقال البراء بن عازب رضي الله عنه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم:
رأيته في حلة حمراء، لم أر شيئًا قط أحسن منه
[19].
هذا بعض ما رواه الصحابة رضي الله عنهم في صورة نبيهم الظاهرة، والأمر أعظم من ذلك بكثير[20].
وإذا نظرتَ إلى فهرس كتاب واحد من الكتب المتعلقة بأخلاق النبي (صلى الله عليه وسلم) وشمائله سوف تجد أن الرواة لم يتركوا صغيرة أو كبيرة عنه (صلى الله عليه وسلم) إلا وقد أثبتوها، ولم يتحقق هذا على الإطلاق إلا لنبي واحد هو محمد (صلى الله عليه وسلم). لماذا؟
لأنه النبي الخاتَم الذي يجب أن يعرف عنه الناس كلّ شيء، ليكون قدوة للناس جميعاً في جميع أحوالهم
المراجع
- هذا فصل مهم، انتقيته من الكتاب المفيد: «من أسرار عظمة الرسول (صلى الله عليه وسلم) »، ص 45- 47، لمؤلفه: خالد أبو صالح، الناشر: مدار الوطن للنشر – الرياض، وقد عدلت فيه وزدت عليه.
- أشفار جمع شُـفر، وهو جفن العين الذي ينبت عليه الشعر. انظر النهاية.
- مربوعا أي بين الطويل والقصير. انظر «النهاية».
- مَـنْــكِــبَــــيْــن واحدها منكب، وهو ما بين الكتف والعنق. انظر «النهاية».
- رواه البخاري (3551) ومسلم (2337)، واللفظ للبخاري.
- رواه البخاري (3549) ومسلم (2337)، واللفظ للبخاري.
- رواه البخاري (3545)، ومسلم (2342)، والعنفَقة هي الشعَرات التي تحت الشفة، فانظر إلى الدقة في وصف الصحابة للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم).
- رواه مسلم (2340).
- رواه البخاري (3552).
- الديباج هو الثوب المصنوع من الإبريسم. انظر «النهاية».
- العَــرْف هو الريح. انظر «النهاية».
- رواه البخاري (3561).
- انجفل الناس عليه أي ذهبوا مسرعين إليه. انظر «النهاية».
- رواه أحمد (5/451)، وصححه محققو «المسند» (23784).
- رواه مسلم (121).
- رواه مسلم (91) عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
- الرجل الـشـعِـثُ هو الرجل الذي تفرق شعره. انظر «النهاية».
- رواه أحمد (3/357)، وصححه محققو «المسند» (14850).
- رواه البخاري (3551) ومسلم (2337)، واللفظ للبخاري.
- قال صاحب المقال الأصلي الشيخ خالد أبو صالح في ص 46: ((فأين هذا الجمال النبوي من تلك الصور الدنيئة التي تدل على جهل أصحابها بهذا النبي الكريم؟!))
يقصد الكاتب الصور الكريكاتيرية التي نشرتها بعض الصحف الغربية، فجمعوا بهذا بين الجهل بصفات النبي (صلى الله عليه وسلم) والعدوان عليه.