البحث
مسكن النبي صلى الله عليه وسلم
مسكن النبي صلى الله عليه وسلم
لما فرغ صلى الله عليه وسلم من بناء المسجد، وكانت قبلته يومئذ إلى بيت المقدس، بني غرفتين في ملاصقته، في مؤخرته من قبل المشرق، وكان باب واحدة منها شارعاً إلى صحن المسجد، الذي تحول بعد ذلك مكانا الصلاة عندما تحولت القبلة باتجاه الكعبة.
وكانت واحدة منهما لزوجته سودة بنت زمعة، والثانية أعدت لعائشة وكان قد عقد عليها.
وأما بقية الحجرات فلم تبن إلا عند الحاجة إليها. فكان صلى الله عليه وسلم إذا أحدث زواجاً بني غرقة. .
ونترك وصف هذه الحجرات للذين رأوها:
قال عبدالله بن زيد الهذلي: رأيت بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبدالعزيز، كانت بيوتاً باللبن ولها حجر من جريد مطرورة بالطين.
وقال عطاء الخراساني: أدركت حجر أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبدالملك يقرأ، يأمر بإدخالها في المسجد، فما رأيت أكثر باكياً من ذلك اليوم.
وقال عطاء: فسمعت سعيد بن المسيب يقول يومئذ: (والله لوددت أنهم تركوها على حالها ينشأ ناشئ من أهل المدينة ويقدم قادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم. .).
وأما مقاييسها: فقد قال الحسن البصري: كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان فأتناول سقفها بيدي (1).
وروى البخاري في "الأدب" عن داود بن قيس قال: (رأيت الحجرات من جريد النخل مغشى من خارج بمسوح الشعر، وأظن أن عرض البيت من باب الحجرة إلى البيت نحواً من ستة أو سبعة أذرع، ومن داخل عشرة أذرع، وأظن السمك ما بين الثمان والسبع) (2).
قال عمر بن أبي أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد لا حجر لها (3). .
وعلى هذا فالحجر نوعان: أربع منها عبارة عن غرفة واحدة وأمامها فسحة، والباقي غرف فقط.
ومقاييس النوع الأول: الفسحة من 3- 3.5 متراً، والغرفة 5 متراً وعرضها ما بين 3.5 - 4 متراً وأما الارتفاع فهو بمقدار ما يقف الإنسان ويمد يده أي ما يعادل 2.25 متراً
تلك صورة عن سكن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم كان لا بد من الوقوف عليها ونحن نتحدث عن الحياة الاجتماعية. .
المراجع
- طبقات ابن سعد 1/ 499 - 500.
- شرح الزرقاني على المواهب 1/ 370.
- طبقات ابن سعد 1/ 500.